الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطيب المسجد الحرام: حج هذا العام بأعداد محدودة جدا

خطيب المسجد الحرام
خطيب المسجد الحرام

قال الشيخ الدكتور عبدالله بن عواد الجهني، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن في هذه الأيام الطيبة المباركة يشد الحجاج رحالهم إلى بيت الله الحرام، ندعو الله لهم بالسلامة في الحل والترحال، وأن يتقبل منا ومنهم صالح الأعمال.

وأوضح «الجهني» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمةً، أنه في ظروف استثنائية، وحرصًا على إقامة هذه الشعيرة العظيمة دون أن يلحق ضرر بأرواح الحجاج بما قرره أهل الاختصاص، من أن التجمعات تعتبر السبب الرئيس في انتقال العدوى، وزيادة انتشاره؛ لذا قررت حكومة المملكة العربية السعودية بقيادتها الحكيمة وفقها الله تبارك وتعالى لكل خير، بأن يكون حج هذا العام بعدد محدود جدا.

 

فريضة عظيمة الأجر والثواب

 

وتابع: أيها المسلمون ينعم حجاج بيت الله الحرام ممن وفقهم الله تبارك وتعالى وكتب لهم فريضة حج هذا العام، بأداء هذا الركن العظيم، فالحج فريضة عظيمة الأجر والثواب، جمعت بين الجهد البدني وإنفاق المال؛ لذا كان جزاؤه مغفرة الذنوب والسيئات، والتجاوز من الله عما سلف من التقصير والهفوات. عن عمرو بن العاص في قصة إسلامه، وفيها: « فلما جعل الله الإسلام في قلبي، أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت؛ ابسط يمينك فلأبايعك، فبسط يمينه، قال: فقبضت يدي، قال: مالك ياعمرو؟ قال: قلت: أردت أن أشترط، قال: تشترط بماذا؟ قلت أن يغفر لي، قال: أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله». رواه مسلم.

 

قاعدة من قواعد الإسلام

 

وأضاف أن الحج قاعدة عظيمة من قواعد الإسلام، له آداب وأعمال، فمن آدابه قوله : « الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ»  فالرفث هو: الجماع، والفسوق هو: الخروج عن طاعة الإسلام، والجدال هو: المناقشة في غير مصلحة حتى تصل إلى المخاصمة. وبين أن من أعمال الحج الوقوف بعرفة ساعة من ليل أو من نهار يوم التاسع من ذي الحجة، والمبيت عند المشعر الحرام في مزدلفة، ورمي الجمرات، والمبيت بمنى أيام التشريق، والطواف والسعي والحلق أو التقصير، والهدي لمن كان متمتعا أو قارنا، فيجب الأخذ بجميع آداب الحج وأعمالها، فالكل من التشريع ومن أمر الله تبارك وتعالى.

 

فضل يوم عرفة

 

وأشار إلى أن في العشر من ذي الحجة يوم عظيم قدره, جليل أثره؛ وهو يوم عرفة، وما أدراك ما يوم عرفة؟ أخرج مسلم في صحيحه بسنده عن عائشة –رضي الله عنها- عن رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم- قال : « ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء ؟ » يوم مغفرة الذنوب، والتجاوز عن الآثام، ويوم المباهاة بأهل الموقف، والعتق من النار .يوم من ملك فيه سمعه وبصره غفر له ما تقدم من ذنبه، ويسن صيام هذا اليوم لغير الحاج، فعن أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” صوم يوم عرفة يكفر سنتين ماضية ومستقبلة، وصوم عاشوراء يكفر سنة ماضية ” رواه الإمام مسلم.

 

العمل الصالح في يوم عرفة

 

ونبه إلى أنه يشرع كذلك استثماره بالعمل الصالح؛ لأن العمل الصالح فيه أفضل من الجهاد، ولأن يوم عرفة أحد أيام عشر ذي الحجة التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم” ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر”، فقالوا: يارسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم” ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء”. رواه الترمذي ، وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله: ( لما كان الله سبحانه وتعالى قد وضع في نفوس المؤمنين حنينا إلى مشاهدة بيته الحرام، وليس كل أحد قادرا على مشاهدته في كل عام، فرض على المستطيع الحج مرة واحدة في عمره، وجعل موسم العشر مشتركا بين السائرين والقاعدين، فمن عجز عن الحج في عام قدر في العشر على عمل يعمله في بيته يكون أفضل من الجهاد الذي هو أفضل من الحج).

 

أيام عظيمة وعجيبة

 

وأكد أنها أيام عظيمة وعجيبة، فإذا كانت الأعمال الصالحة فيها أفضل من الجهاد في سبيل الله رغم عظيم شرف الجهاد ومكانته، إلا أن يقتل المجاهد ويذهب ماله، فأي غبن وأي خسارة تلحق الغافل عن هذه الأيام، فهل من معتبر؟ وهل من مدكر؟ فإنه مهما طال زمن الغفلة والفتور فلا يجب أن يطال هذه الأيام.