الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حنان محمود إبراهيم تكتب: الشباب في معرض الكتاب

صدى البلد

 

خلال مشاركتي هذا العام بمعرض الكتاب لاحظت أن أغلب الزائرين من فئة الشباب، وكم كانت سعادتي بالغة عندما كنت أرقبهم من ركن الفتوى بالمعرض وهم يتبادلون الآراء حول كتاب ما، وكذلك وهم يلتقطون الصور التذكارية لبعضهم البعض، في هذه اللحظات استشعرت الأمل في شبابنا الذي طالما اتهمناه في أغلب الأوقات بالضياع، والسطحية، والتفاهة، والأكثر والأهم من ذلك ما لمسته منهم من الحرص على معرفة أمور دينهم  وذلك من خلال أسئلتهم لنا في ركن الفتوى؛ فمنهم من يسأل عن كيف يختار شريكة حياته، ومنهم من يسأل عن حقوق الملكية الفكرية وهل يحق له الانتفاع بها دون إذن صاحبها، أو دون دفع قيمة الاشتراك اللازم لها، ومنهم من يسأل عن هواية الرسم، وعن حكم بعض عمليات التجميل، وعن مشاكلهم مع الوالدين وكيف يتعاملون معها حتى لا يقعوا في دائرة العقوق، وكثير كثير من الأسئلة التي إن دلت فإنما تدل على أن شبابنا بخير وهم شباب واعد يبشر بالخير ويبعث الأمل في النفوس.

كما أنني لاحظت أن المعرض رغم كثرة عدد الفتيات والفتيان فيه إلا أن التعامل بينهم راقي؛ فلا تحرش، ولا بذاءة في الألفاظ، ولا مظاهر غير لائقة بين الولد والبنت، بل هم شباب مثقف وواع يتعاملون مع بعضهم بمنتهى الاحترام، ويقدمون لبعضهم المساعدة بكل حب ورضا.

ومن  الملفت للنظر أيضًا الشباب المتطوع  في المعرض الذين يساعدون الزوار، ويتفقدون ارتداء الكمامات والالتزام بتطبيق الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا، وهم بذلك يضربون أروع الأمثلة في البذل والعطاء، وملء الوقت وسد الفراغ بعمل نافع ومفيد، بدلًا من الوقوع في براثن الجماعات التي تستغلهم لهدم الوطن والإفساد فيه، وهو من الترويح عن النفس بصورة مباحة، وتأدية لحق الوطن من خلال المشاركة المجتمعية في المعرض وقد صدق فيهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الطبراني"  المؤمن يألف ويؤلف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف، وخير الناس أنفعهم للناس).

إن شعار معرض الكتاب هذا العام" في القراءة حياة"، وهو شعار يرمز للشباب فالشباب هم الحياة، وهم من يبنون الأوطان، بل هم حياة الأوطان والأمم، وهم فلذات أكبادنا، ومن وهبنا حياتنا من أجلهم.

وأخيرًا أوجه تحياتي للقائمين على تنظيم معرض الكتاب لأنهم أتاحوا للشباب هذه الفرصة في المشاركة وهذا يؤكد وعيهم التام بأن الدولة كلما اغتنمت همم الشباب في العلم، والانتاج، وبناء الحضارة؛ زاد إنتاجها وحققت أهدافها، وفي المقابل لو أهدرت طاقات الشباب فسرعان ما ينهار أي مجتمع وتضيع قيمه بوهن شبابه.

فاللهم احفظ  شبابنا، واجعلهم زخرًا للإسلام والأوطان.