الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ثويبة صابر تكتب: إن بعض الظن إثم

صدى البلد

إهتزت من أول لقاء ،حين رأته وألتقيت عيناها بعينيه سقطت كل الأسوار المحيطة بقلبها وتحطمت. 
شعرت بحرارة و اهتزت وكأن عطب ما أصابها وشردت نظراتها ثم أعادت النظر إليه، وجدت بعينيه نظرة شغف وإنبهار ،ظنت أنه قد يكون خالجه نفس الشعور ، وتوقف الوقت عند تلك اللحظة وحتى تركته لم تدرك ما حدث. 
لم تنفك تراه حتى وهى مغمضة عيناها ،قد تربعت صورته بعقلها وكأن معه عصى سحريه حركها ببضع كلمات فوقعت أسيرة حبه 
وظل الظن يراودها ويتلاعب بأفكارها أنه أتاه نفس الشعور و تتذكر كيف كان بعد تلك النظرات بينهما 
وانقلبت حياتها رأسا على عقب ولم تكن ترى وتفكر بسواه 
وتتسأل "يا ويلى من أين أتيت ، وماذا فعلت بى ؟ ما الذى اصابنى ؟!! " 
بينما هو فى الجانب الآخر يفكر بها كم أعجبه شكلها المختلف عمن حوله وكم إستهواه جسدها ورسم بخياله تصور لما يخفيه ردائها وتمنى لو أنه يتذوق من رحيقها الذى حركه لها ..
وقد سبقته هى بخطوات فى الحب والتفكير فيه لم تخطر بباله 
و لم يعلم بعد أنه لن يتكبد عناء الوصول لها
فلم يشغل تفكيره  سوى  هل هى غانية سهلة المنال أم ستتعبنى حتى أصل لها واخد رشفة من رحيقها 
هل سأصل لها أم أنها أمنية بعيدة 
لم يعلم أنه اقتحم قلبها وسكن بداخله 
وتفكر كل ما ألتقته كم تشعر بالحب والامان بوجوده ، قد ظنت أنه الحب ، أيعقل ؟!
فكان يزيد حيرتها وظنونها بكلماته العائمة التى تحمل في طياتها الحب والاستلطاف والإعجاب ونظراته التى احتضنتها كلما كانت بجواره 
لم تكن مجرد  كلمات ونظرات بين صديقين  .
فحين أعجبته وقعت هى أسيرة عشقه 
وحين انشغل بحياته تركت حياتها تفكر به 
أحبته حتى بادرت بكل خطوات العشق ولم يبادر هو بخطوة واحدة
سهلت عليه الوصول لما تمناه 
سلمت له قلبها وعقلها وجسدها حتى ذاب فيه وذاق رحيقها .....
ووجد نفسه لم يستطع منع نفسه عنها فقد وقع ضحية عشقها له ، 
فلم يكن المسكين مدان بل اسقطته فى شباكها ، فقد جعلت قلبه يشعر بها و عقله يفكر كثيرا في كل تفاصيلها و عيناها شغلت فكره الملعونه، جعلت قلبه يتحرك كلما رأها 
لا ليس بحب مجرد اعجاب فقط بجسدها هى من فعلت الباقى به، فلم يخطئ ويخبرها أنه احبها بل  كان فى قمة صدقه معها واخبرها أنه لم يشعر بها وانما أعجبته وتمنى فقط تلك اللحظة معها  وكانت بين يديه لا حجاب بينهما ولا ساتر فكيف له أن يكذب .
وبالرغم من قوة كلماته وصدقها قررت أن تقبل بأى حال معه فقد أحبته الملعونة وقررت أن تدمر كل كبرياء وعزة نفس داخلها مقابل أن يبقى 
يا للمسكين لا يجد مهرب منها .
و حين فرغ من رحيقها الذى لم يذقه أحد قبله ولم يتخطى أسوارها سواه ،بدأ يفيق من لعنتها وسحرها المسلط عليه .
ورأى أنه لم يرغمها أن تعطيه شئ بل هى من سعت تعطيه كل شئ ، تلك العاهرة الفاسقة التى أفسدته .
وحمد لله أفاق وقد رأى فى اللحظة المناسبة أن وجوده غير مناسب ولا يمكن لهما حتى أن يكونا صديقين و قرر أن يواجهها بحقيقتها العارية 
أن ما تشعر به لم يكن حب بل إحتياج منها له وليس منه لها فهى لا تمثل شئ ولم يشعر بشئ تجاهها سوى أنها تحتاج لحنان ودفء 
فهو لم  يحتاج منها شئ ولم يكن ينقصه شيء لتكمله هى !
سحقاً لها ...
تصورت الفاجرة أنه يمكن لأحدهما أن يحبها وإن قدمت جسدها تلك المعوزة 
وليتها لم تتصور فقد صار جزء منه في حشاها و لا تستطيع إنكاره وهو لا يدرى  أنه ترك بها شئ لا يزول أثره وإن زال 
و لن تخبره لربما يرد قائلا 
ابحثى عن فاعلها !
خشيت أن يقتلها بكلماته وتخسره 
فحين علمت بأمر ما تركه داخلها 
قد قرر هو أن ينجو بنفسه من تلك الفاسقة حتى لا تفسده 
ولم تريد حينها سوى أن تعيد جزء من كبريائها الذى سقط مع ردائها 
فقالت له " لن تستطع أن تنسانى فقد احببتنى كما احببتك "
وهى تدرك تماما أنه ليس كذلك فهى لم تكن له سوى تجربة مختلفة مغامرة جديدة 
انتهت ومحيت من ذاكرته  بمجرد ما انهى حديثه معها 
ظنت أنه من كسر قلبها وطفئ بريقها ولكنها من فعلت ذلك بنفسها 
فهو لا حول ولا قوه له المسكين 
فهى من اوقعته بنعومة كلماتها وسحر عينيها وجذبته لها دون أن يدرك كيف شغلت تفكيره 
لربما سحرته أو لعنته كما تفعل بكل شئ حولها اشتهته 
فكما يراها من حولها شيطانة برداء ملائكي ووجه لطيف وابتسامة هادئة 
ظنت أنه يشعر بها بالرغم من كونها أخفت عنه كل ما تمر به بسببه أقصد من صنع يديها 
خوفاً أن تخسره ويضيع 
ظنت أن تنازلها يحافظ عليه جوارها 
فقط ظنت وظنت وظنت 
وإن بعض الظن إثم، وأوقعت البرئ بإثمها ولكنه صحح لها الظنون وابتعد، فإحذر عزيزى المسكين أن تقع ضحية عاهرة يعجبك جسدها وحسنها و هى تحبك .
فلا تنساق وراء شعورها الخبيث الذى يسمى الحب وتجدها الغانية بين أحضانك تتذوقها وتتمتع بها و قد لا تجد مع الاسف كل ما تصورته وتخيلت أن تجده معها وتكون خسارتك كبيرة حينها 
فلا تهدر ايها الرجل العاقل المتحكم في مشاعرك ضحية واحدة قد أحبتك، ولا تهدر عدد مرات إعجابك الجسدى بظن إحداهن أنك تحبها وتضيع معها يا مسكين.