الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تصعيد جديد بين إسرائيل وحزب الله.. لبنان أمام شبح صراع طائفي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يشهد لبنان منذ يوم الخميس الماضي تصعيدًا جديدًا بين مليشيا حزب الله وجيش إسرائيل حيث أعلن سلاح الجو الإسرائيلي تنفيذ أولى غاراته الجوية منذ سنوات على لبنان، زاعمًا أنه استهدف مواقع إطلاق صواريخ بعد إطلاق نار من جنوب لبنان على شمال إسرائيل.

وذكر تقرير نشرته قناة "الحرة" العراقية أن التصعيد الجديد كاد أن يتسبب في أزمة بين البنانيين أنفسهم، فقد انتشر فيديو لأهالي قرية شويّا، في قضاء حاصبيا، جنوبي لبنان وهي منطقة يغلب عليها النسيج الدرزي، بينما يعترضون شاحنة محملة براجمات صواريخ، هي ذاتها التي أطلقت رشقاً صاروخياً باتجاه إسرائيل.

وكان ذلك بينما أعلن حزب الله اللبناني مسؤوليته عن هذه العملية في بيان واعتبرها رداً على القصف الذي استهدف منطقة الدمشقية، جنوبي لبنان، ليل الأربعاء- الخميس.

وتدخل الجيش اللبناني وعدد من أهالي القرية لتهدئة الوضع، وبعد فترة من احتجاز الشاحنة وسائقها ومرافقيه، وعددهم أربعة، تحركت عناصر من الجيش  ومخابراته، وعملت على التحفظ على الشاحنة، وكذلك الُشبان، في ظل اعتراض بعض أهالي المنطقة، فيما حاول بعضهم إنهاء المشكلة سريعاً، ومساعدة الجيش على سحب الآلية وترك المحتجزين، وهو ما حدث بالفعل.

وبعدما أصدر حزب الله بيانه الخاص بتبني عملية إطلاق الصواريخ، عاد فقال في بيان لاحق: "لدى عودة المقاومين من عملهم، وأثناء مرورهم بمنطقة شويا في قضاء حاصبيا، أقدم عدد من المواطنين على اعتراضهم، بعدما قاموا عند الساعة 11:15 من ظهر اليوم الجمعة بالردّ على الاعتداءات الصهيونية على لبنان باستهداف محيط مواقع العدو الإسرائيلي في مزارع شبعا بصليات صاروخية من مناطق حرجية بعيدة تماماً عن المناطق السكنية، حفاظاً على أمن المواطنين".

واعتبر حزب الله في بيانه، أن "المقاومة الإسلامية، كانت ولا تزال وستبقى، من أحرص الناس على أهلها وعدم تعريضهم لأيّ أذى خلال عملها المقاوم، وهي التي تدفع الدماء الزكية من شبابها لتحافظ على أمن لبنان ومواطنيه".

وكان أكثر من فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، تضمن انتقادات لأهالي البلدة بشأن إطلاق الصواريخ من بلدتهم وتعريضهم لخطر الرد الإسرائيلي.

وتقوم إسرائيل عادة باستهداف المكان الذي انطلقت منه الصواريخ بالمدفعية الثقيلة، وهو ما حدث اليوم، لكن الرد لم يطل البلدة التي احُتجزت فيها الشاحنة.

وأفاد "الحرة" بأن تدخلات سياسية حصلت، لاسيما من قبل الحزب الديمقراطي اللبناني الفاعل في المنطقة والحزب الاشتراكي وقيادة حزب الله، لتطويق الأزمة، وهو ما أفضى، في بادئ الأمر، إلى تسليم الشاحنة والمحتجزين للجيش اللبناني.

وعلّق رئيس الحزب الديمقراطي طلال أرسلان على أحداث شويا في تغريدة على حسابه عبر "تويتر"، قائلا: "الحملات التي يطلقها البعض ضد ما جرى في بلدة شويّا وردود الفعل الحاصلة، إن كان على الأرض أو على مواقع التواصل، لا تخدم مصلحة أحد على الإطلاق".

قال القيادي في الحزب الديمقراطي اللبناني، جاد حيدر، لموقع "الحرة": "موقفنا معروف وثابت ونعتبر رد المقاومة أمراً طبيعياً بعد العدوان الذي حصل. وما حصل في بلدة شويا هو رد فعل طبيعي ولا يجوز أن يُبنى عليها لتضخيمها لأغراض لا تخدم المصلحة الوطنية".

وأضاف: "الدروز موقفهم معروف ولا يقبلون بأي عدوان يستهدف لبنان وما حصل هو حادث عابر فقط لا غير، وناسنا في القرية تدخلوا وفضوا الإشكال وانتهى الأمر".

وكشف أن حزبه سيقوم بزيارة رسمية للمنطقة غدا السبت، وقد يكون رئيسه النائب طلال إرسلان من يقوم بهذه الزيارة للتأكيد بأن شويا والمنطقة موقفها واضح في هذا الإطار.

واكتفى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بتغريدة تعليقاً على الحادثة قال فيها: "بعد الذي حدث في الجنوب وفي شويا بالتحديد نتمنى أن نخرج جميعاً من هذا الجو الموتور على التواصل الاجتماعي وأن نحكم العقل ونعتمد الموضعية في التخاطب بعيدا عن التشنج".