EN
حذرت بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا، من أي أعمال طائشة قد تهدد تنفيذ وقف إطلاق النار في البلاد، معربة عن إدانتها الشديدة لما وقع على الطريق الساحلي الدولي في ليبيا بعد إعادة افتتاحه.
وطالب البعثة الأممية للدعم في ليبيا بمحاسبة مرتكبي أعمال الكراهية التي وقعت على الطريق الساحلي، فيما أدانت اللجنة العسكرية الليبية المشتركة "5+5"، يوم الأربعاء الماضي، الأحداث التي شهدها الطريق الساحلي يوم الأحد الماضي، مؤكدة أنها ستلاحق مرتكبيها.
وأكدت اللجنة العسكرية المشتركة أنها ستتعامل بكل حزم مع من وصفتهم بـ"الفئة المنبوذة والمخربة"، التي ترتكب مثل هذه الأعمال، متوعدة إياهم بالملاحقة أمام القضاء المحلي في ليبيا والدولي، لينالوا "أشد" العقوبات.
حقيقة التهديدات
وفي هذا الصدد قال الكاتب الصحفي إبراهيم بلقاسم، المحلل السياسي الليبي، إن البعثة الأممية في ليبيا لا تقصد وجود أي تهديدات أمنية تعرقل عملية وقف إطلاق النار، وإنما تحدث عن أعمال الكراهية على الطريق الساحلي وهي لا تمثل أي تهديد لوقف إطلاق النار.
وأضاف بلقاسم خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن الأوضاع في ليبيا حاليا منشغلة بما يدور حول تحديد القواعد الدستورية وشروط انتخاب الرئيس، والانخراط في العملية السياسية، وبعثة الأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي يركزان في هذا المسار لتحقيقه.
تمهيد الطريق للانتخابات
ولفت إلى أن البعثة الاممية تعمل على تمهيد الطريق للانتخابات من خلال توفير البيئة التنظيمية والأمنية لها عبر توحيد المؤسسة العسكرية المنقسمة بين جيشين في بلد واحد وأيضا التمهيد عن طريق إقامة حوار مجتمعي واسع.
الأوضاع هادئة
من جانبه قال المحلل السياسي الليبي، إسماعيل السنوسي، إن الأوضاع في ليبيا هادئة، ولا يزال وقف إطلاق النار ساريا والطريق الساحلي مفتوح، موضحا أن ما حدث من استفزازات متبادلة لها طبيعة إعلامية وليست عسكرية، والبعثة الاممية تحذر من مثل هذه الاستفزازات الإعلامية والتحريض المتبادل الذي قد يوصل الأمور إلى ما هو أخطر ويتسبب في التوتر الأمني.
وأضاف السنوسي خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أنه إذا لم يتم تدارك الوضع ومنع الانجرار لخطابات الكراهية، ربما تندلع الاشتباكات المسلحة من جديد، لذلك حذرت بعثة الأمم المتحدة وطالبت بضرورة القضاء على محاولات إثارة الفتنة في مهدها.
وكانت اللجنة العسكرية الليبية المشتركة 5+5 أعلنت الجمعة الماضي، إعادة فتح الطريق الساحلي بين شرق ليبيا وغربها بشكل فوري، وذلك بعد أكثر من عامين على إغلاقه.
وأعلنت اللجنة تكليف عدد من الضباط الليبيين بمراقبة ما تم الاتفاق عليه، كما طالبت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا "بسرعة اتخاذ الإجراءات الكفيلة بتواجد المراقبين الدوليين على الأرض للمساهمة في دعم آلية المراقبة الليبية".
بدورها، رحبت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بفتح الطريق الساحلي واعتبرته "إنجازا تاريخيا".
ونقلت البعثة عن المبعوث الخاص للأمين العام ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا يان كوبيش قوله "افتتاح الطريق الساحلي يعد خطوة أخرى في تعزيز السلام والأمن والاستقرار في ليبيا وتوحيد مؤسساتها".
