الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حزب الله أم لبنان؟

 

التطورات خلال الساعات الماضية على الحدود اللبنانية- الإسرائيلية، بعدما أطلقت ميليشيا حزب الله نحو 19 صاروخًا على الحدود الشمالية لإسرائيل مجرد استعراض عسكري فارغ للميليشيا التي تديرها إيران من جهة، ورغبة في توجيه الأنظار بعيدا عن الغليان في الداخل اللبناني من جهة ثانية.
ورأيي أن التصعيد المفبرك الذي اختلقته ميليشيا حزب الله له ثلاثة أغراض:-
أولها إعاقة تقدم نجيب ميقاتي، في تشكيل الحكومة الجديدة بعدما تم نسف مهمة سعد الحريرى، على مدى الشهور الماضية ولا يزال لبنان يدفع الثمن.
والثانية هو إبعاد الأنظار عن التحقيقات المتقدمة في قضية احتراق مرأفا بيروت، وهى القضية المتهم فيها حزب الله وقياداته بتحزين مواد قابلة للاحتراق، بهذه الكميات الضخمة في الميناء لسنوات، والخسائر في الأرواح والمباني ودمار ميناء بيروت والعمل على تغطية الانتقادات المدوية، التي طالت الميليشيا خلال إحياء ذكرى مرور عام على احتراق مرفأ بيروت. 
أما الثالثة، فهو الرغبة في استفزاز إسرائيل والموضوع ليس "مقاومة ولا تصدي ولا دفاع عن أرض لبنانية" ولا أي من ذلك من اشاعات كاذبة اطلقتها بروبجندا حزب الله والآلة الإعلامية التابعة له، ولكن استفزاز تل أبيب لتتحول أنظار اللبنانيين إلى معركة على الحدود وينسوا الداخل اللبناني وما يحدث فيه من انهيارات.
كما أن "حزب الله" ليس سعيدًا أبدا بنتائج مؤتمر الدعم الدولي الداعم للشعب اللبناني الشقيق، والذي جاء بمبادرة من الرئيس الفرنسي ماكرون، وشاركت فيه مصر وتعهدت فيه العديد من الدول بمساعدة لبنان بقرابة 400 مليون دولار على مدى عام، والبدء بإصلاحات.
مشكلة حزب الله والطائفية والوجود العسكري غير المشروع على الأرض اللبنانية وبالتوازي مع الجيش اللبناني، إنه سلاح إيران في بيروت وإنه – في رأيه- طالما لم يتم اشراك إيران في الموضوع اللبناني فلا حكومة ولا تقدم على المسار السياسي ولا خروج من المأزق الراهن.
وبالطبع ليس مفاجأة أن نعيد القول كما هو معلوم للكافة، أن إيران وعبر نفوذها في أربعة عواصم عربية هى بيروت ودمشق وبغداد وصنعاء، تحاول ربط ملفات هذه الدول وتطورات الأزمات الاقتصادية والسياسية والحروب الأهلية فيها، بالتقدم على ملفاتها الخاصة ومحاولة التخلص من العقوبات الأمريكية المفروضة عليها.
فلا حل في لبنان أو تهدئة التفجيرات وأعمال الميليشيات في العراق ولا توصل لاتفاق ولا ردع الحوثي ولا حل بأزمة سوريا ولا التقدم على مسارها إلا  بحل القضية الإيرانية ورفع العقوبات عن طهران. وللأسف فهذه مشكلة ضخمة للغاية وربط "سياسي سافر" بمن بيده القرار في طهران، ويدفع لتوقع استمرار الأزمات والانهيارات في هذه العواصم العربية لسنوات قادمة.
وبالعودة للبنان، فإن الرهان اليوم هو على صحوة ومظاهرات الشعب اللبناني الحر، الذي أصبح مدركا أن تأخير تشكيل حكومة وإعاقة ظهور حكومة جديدة، بعد ترنح وإقالة حكومة حسان دياب السابقة، هو ضغط إيراني ميليشاوي عبر أذرع الملالي في بيروت ورجالاته، لكن بصحوة اللبنانيين واكتشافهم المؤامرة بهذا الشكل وعدم الرضوخ لها في تجميد أوضاعهم المنهارة والوصول لأسوأ منها سيغير الحال في لبنان.
وفي الختام.. سلام عليك يا بيروت وسلام على أهلك الطيبيين الشجعان.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط