خطيب المسجد الحرام: علينا أن نكون يدا واحدة في تشييع جائحة كورونا

قال  الشيخ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم، إمام وخطيب المسجد الحرام،  إن المجتمع بحمد الله يرى بوادر انحسار تلكم الجائحة باديا على الأبواب إن مضى الناس على فعل ما يجب، وما علينا جميعاً إلا أن نكون يداً واحدة في تشييع تلكم الجائحة خارج واقعنا إلى غير رجعة بإذن الله.

بوادر انحسار الجائحة 

وأوضح «الشريم» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أنه لن يكون ذلك إلا بشعورنا جميعاً بالمسؤولية، فلن يعود عمل متكامل بعد الله إلا بتعاوننا ووعينا، ولا تعليماً متكاملاً إلا بالمبادرة باللقاح، ولا عودة لتجارة متكاملة ولا معيشة متكاملة دون هذا الشعور المتكامل، منوهًا بأن كل واحد منا يعد لبنة من لبنات بنيان المجتمع المرصوص.

وشدد:  فحذار أن تهتز أركانه بإهمالكم، وإياكم و الاغترار ببوادر انحسار الجائحة وقرب الوصول، من خلال إهمال الاحترازات المصاحبة، واتقاء أسباب انتشارها حتى تطأوا خط النهاية بأقدامكم؛ لئلا نرجع إلى الوراء خطوات كثيرة بتفريطنا قبل التمام، واغترارنا برؤية النهايات قبل بلوغها.

وأشار إلى أن من قلب بصره يمنة ويسرة أدرك حقيقة ما من الله به علينا في بلدنا الطيب من امتياز بارز في مدافعة هذه الجائحة، وتلك نعمة تستوجب الشكر لله أولاً على هذا التوفيق «وما بكم من نعمة فمن الله» ثم الشكر بعد فضل المنعم موصول لكل من له يد في مدافعتها ممثلة في قيادة هذه البلاد وفقها الله، ثم في وزاراتها ومؤسساتها، ومتطوعيها أفراداً كانوا أو جماعات، فإنه لا يشكر الله من لا يشكر الناس، وفي الحديث الصحيح: "ومن أتى إليكم معروفاً فكافِئوه فإن لم تجدوا فادعوا لهُ حتى تعلموا أن قد كافأتموهُ".

لا تستخفوا إبان أفول جائحة كورونا

ونبه إلى أن ما حل بعالمنا اليوم من هذه الجائحة الصحية هي من الابتلاءات، التي جرحت بمخالبها جسد العالم أجمع، فكان لها خلال عامين متتاليين انعكاسات سلبية في الصحة والاقتصاد والتعليم وسير الحياة العام، لقد أربكت تلكم الجائحة العالم بأسره على ما فيه من قوة ومنعة وتمكين، مشيرًا إلى أننا إبان ترقب أفولها بإذن أرحم الراحمين لينبغي لنا ألا نَهِن بعد الجهود التي بذلت في رفعها، وألا نستخفّ بمتحوراتها المتجددة التي تباغت العالم حينا تلو آخر.

وتابع:  بل يجب علينا أن نستصحب فيها التوكل على الله مع فعل الأسباب، إذ هما أسّان رئيسان في أبجديات مكافحتها، فإن التوكل على الله جل شأنه لا يحجب الأخذ بالأسباب المشروعة، وإن الأخذ بالأسباب لا يخدش التوكل بل إنه ضرب من ضروب طاعة الله التي أمر باتخاذها، مع الإيمان بأنها ليست مستقلة بنفسها، وإنما مسببها هو الله جلت قدرته، وهي والتوكل كجناحي الطائر للاستقرار في جو الرضا بالله والعمل والارتقاء، فلا أخذ بالأسباب دون توكل، ولا توكل دون أخذ بالأسباب، والموفق من أحسن الجمع بينهما؛ لأن الأخذ بالأسباب دون توكل غرور ماحق، والتوكل دون الأخذ بالأسباب قصور ظاهر.