قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

ذكرى وفاة اللواء محمد نجيب|كيف عامل الجنود المأمورين بتنفيذ قرار تحديد إقامته؟

اللواء محمد نجيب
اللواء محمد نجيب

تحل اليوم السبت، ذكرى وفاة اللواء محمد نجيب، أول رئيس في تاريخ جمهورية مصر العربية، والذي توفي في 28 أغسطس عام 1984، عن عمر يناهز 83 عاما.

ويعد اللواء نجيب هو أول رئيس جمهورية، وأول مصري يحكم البلاد بعد 2500 عام اختفى فيها الحكام المصريون عن المشهد، وذلك بعد إنهاء الملكية وإعلان الجمهورية في 18 يونيو 1953، ويعد قائد ثورة يوليو 1952.

وفي ذكرى رحيل اللواء محمد نجيب، يستعرض "صدى البلد"، أبرز اللمحات الإنسانية في حياته والتي روتها حفيدته، السيدة نعمة يوسف محمد نجيب في حوار خاص لنا.

ماذا عن الجوانب الإنسانية في حياة اللواء محمد نجيب؟

قالت حفيدة اللواء محمد نجيب: "بالنسبة للجانب الإنساني من حياة جدي، كان شخصا بسيطا وطيبا جدا، ومحبوبا من كل الناس من حوله لحسن معاملته لهم ورفقه بهم، وبالنسبة لنا أحفاده كان دائم الاطمئنان علينا، ومشغول دائما بتوفير كل شيء نحتاجه ومتابعة دراستنا وأحوالنا بصفة عامة، وكان يقضي معظم وقته في القراءة، وعلى درجة عالية من الثقافة ومتابعة كل المجالات، حتى أنه كان يتقن أكثر من5لغات".

وأضافت: "كان ليا روتين يومي معاه وهو إننا ننزل نتمشى في الحديقة في الفترة من العصر إلى الغروب، وكان مواظبا على قراءة القرآن الكريم أثناء سيره، حتى أن أول آيات من القرآن حفظتها وأنا سني صغير جدا بسبب سماعي المستمر لها منه".

كيف كان يقضي الأعياد؟

وأوضحت حفيدة اللواء محمد نجيب أنه: "في الأعياد كان بيجمع كل الموجودين في البيت، بما فيهم جنود الحراسة، وكان يوقفنا طابور ويدينا كلنا عيديات متساوية في قيمتها دون تفرقة بين أحد، وأذكر أن كثيرا من جنود الحراسة بعد انتهاء مدة تجنيدهم كانوا دايما يزورونه من وقت لآخر".

كيف كانت علاقته بجنوده؟

وتابعت قائلة: "في السبعينات بعدما تولى الرئيس السادات الحكم ورفع عنه الحراسة، كان يخرج كل أسبوع يزور المرضى في المستشفيات العسكرية ويحمل لهم باقات من الزهور، وكانت كل الناس تلتف حوله وتحييه و تبادله مشاعر الحب والود، فقد كان يحبه الجميع".

أسباب انضمام اللواء نجيب للضباط الأحرار؟

قالت السيدة "نعمة نجيب"، حفيد اللواء محمد نجيب: "ربما لا يعلم الكثيرون أن جدي اللواء محمد نجيب كان يقود فيلقا في ميدان حرب فلسطين عام 1948، وخاض العديد من المعارك وانتصر في معظمها ، وكان من الممكن أن تستمر الانتصارات لولا استلام القوات الأسلحة الفاسدة".

وتابعت: "لا يعرف الكثيرون أن اللواء محمد نجيب كان يشارك في المعارك بنفسه، وفي إحدى المعارك فوجئ بتعطل إحدى الدبابات التابعة له ووقوعها تحت خط نيران العدو، فما كان منه إلا أن ترك موقعه وذهب زحفا لمحاولة إنقاذ طاقمها إلا أنه أصيب بسبع طلقات نارية نفذت منها ثلاث إلى جوار القلب وكادت أن تودي بحياته".

وأوضحت السيدة نعمة نجيب أنه بعد تعافي جدها من إصابته، وما رآه في حرب فلسطين، أدرك تماما أن التغيير بات واجبا لذلك لم يتردد لحظة حين عرض عليه الضباط الاحرار أمر الثورة وطلبوا منه ان يقود ذلك ووافق.

هل توجد أسباب أخرى غير ما حدث في حرب فلسطين؟

أوضحت: "هناك أسباب أخرى بالطبع، فما حدث من فساد وتفاوت كبير بين طبقات المجتمع وتركز السلطة والأموال في يد العائلة المالكة، دون باقي طبقات الشعب، بجانب سيطرة الاحتلال الإنجليزي على مقاليد الأمور، وما عاناه الشعب جراء ذلك الاحتلال البغيض، كل هذا كان حاسما لقيام رياح التغيير، ولكن فيما يخص جدي الراحل محمد نجيب أرى أن حرب فلسطين 1948 كانت النقطة الحاسمة والفاصلة بالنسبة له لاتخاذ القرار بالتغيير".

كيف ترين قرار قبوله الانضمام للضباط الأحرار؟

وأضافت: "أرى أن قرار قبوله قيادة الضباط الأحرار كان من أشجع وأهم القراراتفي تاريخ مصر الحديث، فلولا موافقته على تلك المسئولية الجسيمة ما كان قدر لثورة يوليو أن تنجح، حيث كان مستحيلا أن يقوم الضباط الأحرار صغار السن بإعطاء أوامر لوحدات من الجيش للتحرك ضد الملك ومحاصرته وإجباره على التنازل عن العرش، والوحيد القادر على ذلك هو قائد بحجم محمد نجيب وتاريخه وشعبيته الكبيرة، خاصة بعد فوزه في انتخابات نادي ضباط الجيش ضد مرشح الملك، لذلك فإن دوره بالثورة كان عظيما بكل المقاييس".