بعد انتحار شاب فارسكور|7 أشياء على الآباء تجنبها في التعامل مع أبنائهم

أعلن مصدر أمني انتحار شاب بإلقاء نفسه في مياه النيل، بمدينة فارسكور التابعة لمحافظة دمياط، كما نشر الشاب المنتحر رسالة على صفحته الشخصية بموقع «فيسبوك» قبل الواقعة بساعات، كاشفا فيها تفاصيل مؤلمة عن انتحاره قريباً.

وتلقت أجهزة الأمن بلاغا من مواطنين يؤكدون فيه إلقاء شاب نفسه من أعلى كوبري مدينة فارسكور بدمياط، تاركا رسالة بها اسمه وعنوانه، وتبين من الرسالة أن الشاب يدعى «إ . ش الباز»، ويبلغ من العمر 18 عاماً، وبإجراء التحريات حوله، تبين أن خلافات بينه وبين والده دفعته لاتخاذ قراره بالانتحار سريعا.

وطالب الشاب في منشوره الأخير على فيسبوك الآباء بـ «معاملة أبنائهم معاملة حسنة»، متهماً والدة بالتسبب في وفاته ودفعه إلى الموت منتحراً، وكما طالب أعمامه برعاية والدته وأشقائه.

واستدعت النيابة العامة الأب لسماع أقواله والتحقيق بالحادثة، كما طالبت المباحث بسرعة إجراء تحرياتها لكشف ملابسات الحادث.

المراهقون العصابيون

ومن جانبها قالت اللايف كوتش، هبه أبو الخير، إن «شريحة الشباب خاصة من المراهقين هي فئة كبيرة لا يمكن تجاهل أفكارها واتجاهاتها وميولها، وعدم مراقبة الأبناء في هذا السن الخطير قد يتسبب في مشكلات كبيرة للآباء قد تصل للانتحار كما رأينا شاب فارسكور المنتحر «إ . ش».

وأوضحت أبو الخير في تصريحات لـ«صدى البلد»، أن «مصر سجلت حالات عديدة بطرق انتحار مختلفة على مدار السنوات الماضية»، مضيفة: «في السنوات الخمس الأخيرة زادت حالات الانتحار؛لعدة أسباب أبرزها الضغوط الدراسية والمشكلات المادية والتسلط والتنمر والقلق والتوتر والاكتئاب و«المراهقون العصابيون» كما نقول في تخصصاتنا هم الأكثر عرضة للانتحار خاصة في المرحلة العمرية ما بين 14 إلى 28 عاما وتسمى هذه المرحلة بـ «حالة تدهور سن المراهقة».

دوافع انتحار المراهقين

وأشارت أن «دوافع الانتحار قد تكون عائلية
، ومنها؛ التفكك الأسري
، عدم الاحساس بالأمان لأسباب مختلفة، المشاحنات بين الزوجين، غياب أحد الوالدين، موت الوالدين أو أحدهما، وأيضا مشكلة غياب الأب إنطلاقاً من فكرة أن سلطة الأب وعاطفة الأم هما الركنان الأساسيان في توازن العلاقات الأسرية». 

قسوة الأب في المعاملة 

وتابعت أن «سبب انتحار شاب فارسكور يتمركز حول قسوة الأب في المعاملة الذي لا يستطيع تأكيد ذاته إلا من خلال الصراخ والعقاب الجسدي، فالأب هنا لا يمكنه أن يفرض السلطة العادلة والثابتة فينشأ الأبناء على فكرة السلطة القاسية، وعندما يصلون إلى مرحلة المراهقة فانهم يستجيبون بطريقة عدوانية مماثلة».

ضغوط الأهل تدفع للانتحار

ولفتت أبو الخير، أن «ضغوط الدراسة وضغوط الأهل تجعل الأبناء يشعرون أن حياتهم ستنتهى إذا لم يحققوا ما يريده الأهل، وأنهم سيفشلون فشلا ذريعا وستكون نهاية العالم ولهذا تكثر حالات الانتحار»، معقبة: «بعض حالات الانتحار للمراهقين لا يقصد صاحبها فعلا أن ينهي حياته وإنما يفعل ذلك لكسب التعاطف أو لفت الانتباه إليه ويسيء تقدير الطريقة بالتالي يفقد حياته بالفعل».

وأكدت أن «كثيرا من حالات محاولة الانتحار كان الدافع وراءها الخلافات الأسرية التي تؤدي إلى اكتئاب المراهق ومن ثم انتحاره ومن الدوافع أيضا التعرض للعنف أو الشعور بالرفض من الأسرة أو المجتمع».

علامات الانتحار

وقالت «أبو الخير» إن «علامات التفكير في الانتحار كثيرة فيجب على الآباء متابعة أبنائهم ومراقبة تصرفاتهم عند مرورهم بمشكلة ما فقد تكون باب للوقوع في الانتحار وتظهر العلامات الانتحار في التقلبات المزاجية، اضطرابات النوم، تعاطي المخدرات، الوحدة واليأس، انسحاب مفاجئ، خطة الوداع وهو يهيئ الشخص نفسه لوضع خطة محكمة للانتحار سواء بكتابة وصية أو توديع المقربين له أو تدوين رسالة وداع قبل الانتحار بأيام وهناك من يكتب «بوست» على أحد مواقع التواصل الاجتماعي قبل انتحاره بدقائق ظاهرة لافتة للنظر وربما لا يفكر بعض الأشخاص من الأساس في هذه الأمور فهو لا يرى سوى التخلص من حياته».

كيف تحمي ابنك من الانتحار

واختتمت موجهة نصيحة لـ الآباء: «كن صديق طفلك، ووفر له مناخا إيجابيا في المنزل وفي الأسرة وتعامل مع سلوكياته الخاطئة بالتوجيه الصحيح لا بالتعنيف وازرع بداخله الوعي الديني، ولا تسخر منه ولا توبخه ولا تهدده، عليك باحتوائه والحديث معه عن جوانب الفكرة المحرمة وقم بإقناعه بالعقل والمنطق واستخدام الترغيب لا الترهيب حتى نتجنب الكثير من المشاكل الأسرية وحالات الانتحار».