قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

لو كان.. لما كنا!


ليس معنى الثورة.. كيل الاتهامات للجيش، ولا معنى الحس النضالى.. ضرب رجل مخابرات قضى اكثر من 30 عاما فى خدمة بلاده، بدعوى عسكريته، محاولة تشويه صورة الجيش.. ليست وطنية ولا يحزنون، تماما مثلما لا يوجد فى كتب السياسة، ما يشير الى ان الجيش شىء، وقادته شيء اخر، ثم ان ثورة يناير قامت لمنح الحكم، والفصل لصناديق الانتخابات، لا لعبد المنعم ابو الفتوح، او الدكتور محمد ابو الغار.
الواقع يشير الى ان نظام مبارك لم يكن فاسدا وحده، المجتمع كان فاسدا ايضا، ولايزال، حتى اننا مصرين على فسادنا، ومصرون على الا نعترف.
ولما سقط نظام مبارك، بقى فساد المجتمع الذى واجهناه، ولسعتنا نيرانه فى الشارع وفى المكتب وعلى شاشات الفضائيات، ثم اخترنا البديل الاسهل، وحملنا النظام السابق المسؤلية.. ولم يكن ذلك هو الرباط.
بعد سقوط نظام مبارك الديكتاتور، ظهر 80 مليون ديكتاتور، لذلك تواجه الديكتاتورية فى الشارع وفى علاقات الجيرة وفى المصالح الحكومية وديكتاتورية اشد فى السياسة.. كل فصيل يخون الاخر ويعمل على اقصائه بدعوى الحريات والحاجات والمحتاجات وابوك السقا مات!
فى نظريات علوم الاجتماع، تصنع الشعوب حكامها، ولا يحدث العكس، فالمجتمعات هى التى ترسم سياسات الحكام، وتطلعاتهم، وسلوك المجتمعات هو الذى يشير الى شكل نظام الحكم.. للفيلسوف نيتشه نظرية مهمة فى هذا الشأن، ولجان بول سارتر وجهة نظر ايضا.. الاثنان قالا ان الجماعة عندما تفرز حاكمها، فان الحاكم عادة ما يتحلى بسلوك الجماعة وبتطلعاتها المكبوتة.
لذلك فان سلوك الطبقة الحاكمة لا يتغير بعد اعتلاء كرسى الحكم كما نتصور، انما الطبقة الحاكمة هى التى تعود للثوابت الاجتماعية التى زرعت فيها فتظهر عندما تحين الفرصة.
المعنى، انه مثلما كنتم ولى عليكم، وبعد سقوط مبارك صنعنا نحن ازماتنا وعقدناها وصنعنا الفخاخ السياسية والاجتماعية لانفسنا ثم علقنا آثامنا على شماعة النظام السابق.
فى علوم الاجتماع ، لا تؤثر ثلاثون عاما فى عمر المجتمعات كما نتصور، واذا كنا انقلبنا على نظام فاسد، فالمعنى اننا لم نتأثر من الداخل بفساده ، فلم نعتده، ولم نصبر عليه.. لو كنا تأثرنا وتحولنا وكان النظام السابق قد استطاع تغييرنا، كما يقول البعض، لما خرج الشارع واسقط النظام .
اثر النظام السابق فى الحياة السياسية.. هذا صحيح، لكن بعد سقوطه، اصبح لدينا مليون فرصة، لاعادة المياه الى مجاريها كما نريد ونشتهى، لكن هذا لم يحدث.
يعنى احمد عز زور الانتخابات الاخيرة، لكن هذا لا يعنى ان نزور نحن الانتخابات المقبلة، ونقول ان احمد عز عود المجتمع على التزوير.. فهذه نكتة وقفشة وكلام فى الهواء.
الخلاف السياسى فى الشارع فساد اجتماعى، والاشتباكات فى ماتشات الكورة والقاء الحكم بالطوب والشماريخ فساد اجتماعى ايضا، ضرب القضاة بالنار، وقبض المتظاهرين على ضباط الشرطة والمجندين فى الجيش مصائب وفواحش لا احد يعرف كيف يحملها الناشطون الى النظام السابق، واتباع النظام السابق، مع ان النظام السابق فى السجن، وما تبقى من اتباعه فى الخارج يرفعون شعار "يا حيطة دارينى".
صحيح لبعض "الفلول" مصالح فى تعكير الصفو، لكن لو كان تأثيرهم بهذه القوة كما يظهر فى الشارع، لكان اولى بهم النجاح فى اجهاض الثورة، بدلا من الانتظار حتى تنجح لاسقاطها .
لا يجوز الآن الاعتقاد فى ان يكون ما يسمى بـ"طموح الفلول"، ذريعة للذين ليسوا فلولا فى "التخبط"، ومحاولة اغتيال الاخر والقضاء على المحيطين بدعوى امتلاك الحقيقة المطلقة، والاتجاه الافضل، ثم نحيل كل هذا بلا حياء ولا ذرة ملح فى العيون الى "الفلول"!
كلام فارغ.. وكارثة.
تداول الحديث عن "الفلول" يمكن ان يستمر الى ما شاء الله، ويمكن ان تتحول بموجبها احزاب شباب الثورة، الى "فلول"، لو امتلك الذين يتهمونهم من فصائل شباب ثورة اخرين الات اعلام اقوى، وصوت اعلى!
الحكم لصناديق الانتخابات، فلو اسقط ابو الفتوح، ولو اهمل الناخبون اسم البرادعى فى استمارات التصويت ثم منحوا ثقتهم للفريق خير الله.. فعلينا ان تحترم ارادة الصناديق.