الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الإعلان الرسمي بعد قليل.. ملامح حكومة طالبان القادمة.. وهذا مصير النساء بالحركة

طالبان
طالبان

تستعد حركة طالبان اليوم الجمعة للإعلان عن تشكيل حكومته القادمة وذلك بعد صلاة اليوم الجمعة فيما نظمت عشرات النساء تظاهرة نادرة للمطالبة بالحق في العمل في ظل النظام الجديد الذي يواجه عراقيل اقتصادية كبرى وارتيابا من جانب الشعب.

وقالت ثلاثة مصادر في حركة طالبان، اليوم، إن الملا عبد الغني برادر، رئيس المكتب السياسي للحركة، سيقود الحكومة الجديدة في أفغانستان.

وأضافت المصادر، أن الملا محمد يعقوب، ابن مؤسس الحركة الراحل الملا عمر، وشير محمد عباس ستانيكزاي سيتوليان مناصب بارزة في الحكومة.

وتأتي هذه التطورات بعد نجاح مقاتلي طالبان في السيطرة على زمام الأمور في معظم أفغانستان، بما في ذلك العاصمة كابول، بعد انسحاب القوات الأجنبية منها.

تحذيرات من كارثة إنسانية

وكانت الأمم المتحدة قد حذرت في وقت سابق، هذا الأسبوع، من "كارثة إنسانية" تلوح في الأفق في أفغانستان ودعت إلى تأمين سبل للخروج لمن يريدون الفرار من النظام الجديد.

ورغم أن الملا عبد الغني برادر هو الرجل الثاني في طالبان بعد زعيمها الملا هبة الله أخوند زاده، إلا أن صحيفة الإيكونوميست البريطانية وصفته بالزعيم ”الفعلي“ للحركة، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن يتم تعيينه كزعيم لإمارة أفغانستان الإسلامية التي تم إحياؤها على عجل.

من هو الملا عبد الغني برادر؟

الملا عبدالغني برادر واحد من المؤسسين الأربعة لحركة طالبان العام 1994، ووُصف بأنه ثاني أهم قائد في الحركة بعد الملا عمر، وكان على صلة وثيقة بأسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة.

وقاتل الملا برادر في شبابه مع المجاهدين ضد القوات السوفيتية والحكومة الأفغانية التي تركوها وراءهم.

وكان برادر صديقا مقربا من الملا محمد عمر، الذي أطلق عليه اسم ”برادر“ ويعني ”الأخ“.

وبعد الحرب، ساعد برادر الملا محمد عمر، قائده السابق وصهره، في إطلاق حركة طالبان التي ضمت مجموعة من الأكاديميين المتشددين الذين اتحدوا للقضاء على أمراء الحرب المحليين، والذين نجحوا في بسط سيطرتهم بسرعة على الكثير من أنحاء البلاد في العام 1996.

ويحظى الملا عبد الغني برادر باحترام كبير بين مقاتلي طالبان.

ولد الملا برادر العام 1968، في قرية ويتماك، بمقاطعة ديهراوود، بإقليم أوروزغان الأفغاني. وتشير المعلومات المتوفرة لدى الإنتربول إلى أنه ينحدر من قبيلة دوراني، وهي القبيلة نفسها التي ينتمي إليها الرئيس السابق حامد كرزاي.

وبعد الغزو الأمريكي لأفغانستان العام 2001، والإطاحة بحكومة حركة طالبان، أصبح الملا برادر الشخصية المحورية للحركة وقائد عملياتها.

واستمر برادر في قيادة الحركة حتى أُلقي القبض عليه في فبراير العام 2010، في مدينة كراتشي الباكستانية، بعد عملية عسكرية مشتركة بين القوات الأمريكية والباكستانية.

وجاء اسم الملا برادر على رأس قوائم المسجونين الذين طالبت الحركة بإطلاق سراحهم، في مفاوضاتها المتعاقبة مع المسؤولين الأمريكيين والحكومة الأفغانية.

ويتعين على الحركة التي تعهدت اعتماد نهج أكثر ليونة مما كان عليه حكمها بين 1996 و2001، أن تتحول من مجموعة متمردة إلى سلطة تتولى الحكم.

والإعلان عن الحكومة الجديدة التي قال مصدران من طالبان لوكالة فرانس برس إنه قد يحصل بعد صلاة الجمعة، سيأتي بعد أيام على انسحاب فوضوي للقوات الأمريكية من أفغانستان أنهى أطول حروب أمريكا.

مصير النساء في حكومة طالبان الجديدة

تسري تكهنات كثيرة حول تشكيلة الحكومة الجديدة، رغم أن مسؤولا كبيرا قال إنه من غير المرجح أن تشمل نساء.

وقال المسؤول البارز، شير محمد عباس ستانكزاي، وهو كان متشددا في إدارة طالبان الأولى، لإذاعة "بي بي سي" الناطقة بلغة الباشتو، إن النساء سيتمكنّ من مواصلة العمل، لكن "قد لا يكون لهن مكان" في الحكومة المستقبلية أو في مناصب أخرى عالية.

وفي مدينة هرات بغرب البلاد، نزلت نحو 50 امرأة إلى الشوارع في تظاهرة ندر مثيلها للمطالبة بحق العمل والاحتجاج على تغييب المرأة عن مؤسسات الحكم.

وبين الـ122 ألف شخص الذين فروا من أفغانستان عبر الجسر الجوي الذي نظمته الولايات المتحدة وانتهى الاثنين، كانت أول صحفية أفغانية تجري مقابلة مع مسؤول من طالبان في بث تلفزيوني مباشر.

وطالبت المذيعة السابقة في قناة "تولو نيوز" الأفغانية السابقة، "بهشتا أرجاند"، "المجتمع الدولي بالقيام بأي شيء للنساء الأفغانيات" وذلك أمام مجموعة من الدبلوماسيين خلال زيارة قامت بها وزيرة الخارجية الهولندية، "سيجريد كاج"، ومساعدة وزير الخارجية القطري، لولوة الخاطر، إلى مجمع كبير يأوي لاجئين أفغان في العاصمة القطرية الدوحة.

وبدا التأثر واضحا على المذيعة الأفغانية (24 عاما) وهي تقول "أرغب بأن أصبح صوتا للنساء (الأفغانيات) لأنهن في وضع سيئ للغاية"، متابعة "يجب على المجتمع الدولي أن يقول لطالبان أرجوكم اسمحوا للنساء بالذهاب إلى المدرسة والجامعة وعليهن الذهاب للعمل والمكتب والقيام بما يرغبن به".

الصين تكشف موقفها تجاه أفغانستان

وأعلن متحدث باسم طالبان، أن الصين تعهدت بالإبقاء على سفارتها مفتوحة في أفغانستان، وتعزيز حجم مساعداتها الإنسانية لهذه الدولة التي مزقتها الحروب، دون أن يرد رد من بكين حول ذلك.

وفي إحدى اللحظات الأكثر رمزية منذ الاستيلاء على كابل في 15 أغسطس، استعرض مسلحو طالبان، بعض المعدات العسكرية التي استولوا عليها خلال هجومهم، كما حلقت مروحية من طراز بلاك هوك فوق قندهار، معقل الحركة.

وتتجه الأنظار حاليا لمعرفة ما إذا كانت طالبان ستتمكن من تشكيل حكومة قادرة على إدارة اقتصاد خربته الحرب واحترام تعهداتها بتشكيل حكومة "جامعة".

وحذّر نائب الرئيس السابق، أمر الله صالح، عدو طالبان اللدود الذي لجأ إلى وادي بانشير حيث تشكلت حركة مقاومة جديدة من أن "انهيار الاقتصاد ونقص الخدمات سيؤثران على الناس في القريب العاجل ولن يكون لأسلحتكم وأساليبكم العنيفة أي تأثير على المقاومة وغضب الناس. إنها مجرد مسألة وقت. لا أكثر".

فرنسا تحدد موقفها من طالبان

وأعرب وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، في مقابلة مع صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية،عن أسفه لعدم إعطاء حركة طالبان "أي إشارة" للتغيير منذ عودتها إلى كابل.

وقال "في الوقت الحالي، ليس لدينا أي إشارة إلى أنهم يسيرون في هذا الاتجاه"، سواء كان القصد "الانفصال التام عن أي منظمة إرهابية" أو احترام حقوق المرأة و"رفع العقبات أمام من يريدون مغادرة البلاد".