الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فعلت كل الذنوب فهل سيعاقبني الله بجعل أولادي عصاة مثلي؟ الإفتاء ترد

فعلت كل الذنوب فهل
فعلت كل الذنوب فهل سيعاقبني الله بجعل أولادي عصاة مثلي

تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا يقول صاحبه: “أنا عاصٍ وفعلت كل الذنوب فهل يعاقبني الله بأن يجعل أولادي عصاة مثلي "جزاء وفاقا"؟".

 

وأجاب الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء عن السؤال قائلا: لا هذا ليس شرطا، فأنت إذا أخطأت تب واستغفر الله سبحانه وتعالى، وبعد ذلك الذرية أمرهم الى الله.


وأضاف أمين الفتوى أنه المهم أن تستغفر الله وتبدأ مع الأولاد بتربيتهم وتنشئتهم تنشئة صحيحة، لأنك مسئول عنهم.


وأوضح أمين الفتوى أنك لو أهملت تربية أولادك وتنشئتهم تنشئة صحيحة وتعليمهم التعليم الصحيح، وبعد ذلك اخطأوا، فهذا نتيجة التقصير وليس لكونك كنت عاصيا فأبناءك سيصبحون كذلك وأنه قضاء وقدر، لا فهذا خطأ.


ونوه أمين الفتوى خلال فيديو عبر قناة دار الإفتاء على يوتيوب أن علينا أن نستغفر ونتوب والله بابه واسع وفضله عظيم، يعفو عن المذنب والمسيء إذا تابا إليه.

 

واستطرد أمين الفتوى: ينبغى على السائل أن يتب وسيبدل الله سيئاته حسنات ويعفو عنه، وإن شاء الله يبارك فى أولاه، وعلكن عليه أن يراعيهم ويحافظ على تنشئتهم وتعليمهم تعليما صحيحا، وإن شاء الله لن يقعوا فى أخطاء وإن وقعوا فيبادروا بالتوبة والاستغفار. 

شروط قبول التوبة

الإخلاص لله تعالى: يجب أن تكون النيّة لله -تعالى- وحده حُباً فيه وطمعاً في نيل رضاه وثوابه، وعدم اتّخاذ مُعين، أو ناصر غير الله -سبحانه وتعالى-، ولا تكون الغاية من التوبة إلّا التقرب من الله -تعالى- وطاعته، وليس لغاية دنيويّة، قال -تعالى-: «إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّـهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّـهِ فَأُولَـئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ».

 

الإقلاع عن الذنب: يترك العبد الذنب الذي ارتكبه ويبتعد عن كل أمر يُقرّبه منه، وذلك ليتخلّص العبد من الذنب كُلّياً.

الندم على ارتكاب الذنب: يستشعر العبد عظمة الله -تعالى- حال ارتكابه ذنباً معيّناً، كما هي الحال في كل وقت وحين؛ فيندم على ما تقدّم منه من تقصير واعتداءٍ على حقوق الله -سبحانه وتعالى-، راجياً من الله -تعالى- رحمته ومغفرته.

إدراك الوقت المخصوص لقبول التوبة: يجب أن تكون التوبة قبل طلوع الشمس من المغرب؛ أي قبل قيام الساعة؛ فما دام العبد في حياته الدنيا؛ فالتوبة متاحة له في أي وقت، كما قال النبي -عليه السلام-: «إنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ باللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ، حتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِن مَغْرِبِهَا».

 

العزم الجازم على هُجران الذنب: يجب أن يرافق التوبة من الذنب؛ عدم العودة إليه في المستقبل، وإصلاح ما بدر من العبد من تقصير؛ بالإكثار من الطاعات، والمحافظة على ترك المعاصي والمنكرات حتّى الموت.

وكذلك يجب أن تكون التوبة قبل لحظة الموت، قال -تعالى-: «وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَـٰئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا»

إرجاع الحقوق إلى أصحابها: يجب إعادة كل حقّ إلى صاحبه إذا كان الذنب متعلّقاً بحقّ من حقوق العباد؛ فالتوبة من ذنب فيه ظلم لآدمي لا تكون إلّا بإعادة الحقّ لصاحبه والتحلل منه، كما ثبت في الصحيح عن الرسول -عليه السلام- قوله: «مَن كَانَتْ له مَظْلَمَةٌ لأخِيهِ مِن عِرْضِهِ أَوْ شيءٍ، فَلْيَتَحَلَّلْهُ منه اليَومَ، قَبْلَ أَنْ لا يَكونَ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ، إنْ كانَ له عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ منه بقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ، وإنْ لَمْ تَكُنْ له حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِن سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عليه».