الشروط المطلوب توفرها لحل صيد الكلب .. إن الصيد بالكلاب يجوز إذا توافرت الشروط المطلوبة لذلك وهي: أولاً:- أن يكون الكلب مدرباً على الصيد يستجيب لأوامر الصائد بحيث إذا أمره يمتثل وإذا زجره كف.
ومن شروط الصيد بالكلب ثانياً: - أن يكون الصائد سمى الله تعالى عند إرسال الكلب أو الجارح.
ثالثاً:- أن لا يكون الكلب قد أكل من الصيد لأنه إذا أكل منه فإنما أمسكه لنفسه، واشتملت الآية الكريمة من سورة المائدة على بعض هذه الشروط.. حيث قال الله تعالى: «يَسْأَلونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ» (المائدة:4).
وفي صحيح البخاري عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «إذا أرسلت كلبك المعلم فقتل فكل، وإذا أكل فلا تأكل، فإنما أمسكه على نفسه».
رابعاً:- أن يكون الصائد غير مُحْرِم بحج أو عمرة، لقول الله تعالى: «وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُماً» (المائدة:96)، وقوله تعالى: «وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا» (المائدة:2).
ما حكم الصيد بالكلاب ؟
أباح الله -عز وجل -لعباده صيد الكلب المعلم -المتدرب على الصيد- في كتابه الكريم، فقال تعالى: «يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ» (المائدة:4)، وذلك تخفيفًا على العباد، ورحمة بهم.
وذكر بعض الفقهاء في فوائد هذه الآية الكريمة، أن المشقة تجلب التيسير؛ لأنه لما كان يشق على الإنسان أن يصطاد الصيد بنفسه في كل وقت وحين، لأن المصيد ربما يكون مثلًا في جبال، أو في سهول، أو في أودية، ولا يستطيع أن يصيده بنفسه، رخص له أن يصيد بجارحة، وهذا من توسعة الله عزّ وجل على عباده في أسباب الرزق.
هل صيد الكلب نجس ؟
فإن الكلب المعلم عند الاصطياد به إذا أدخل ظفره أو نابه في الصيد، فإن معضَّه نجس يجب غسله سبع مرات إحداهن بالتراب على الوجه الصحيح عند الشافعية، وكذلك يجب غسله عند الحنابلة في الوجه الصحيح عندهم، وذهب المالكية وهو وجه عند الشافعية والحنابلة إلى أنه لا يجب غسله، لأن الله تعالى ورسوله أمر بأكل صيد الكلب، ولم يأمر بغسل معضه، وهذا القول الأخير هو الراجح.
وإذا صاد شخص من أهل الذكاة - وهو العاقل مسلماً أو كتابياً - صيداً ببندقية، وقتل الصيد وأدركه ميتاً، فإنه حلال جائز أكله بدون تذكية، وإن أدركه حياً حياة مستقرة فلم يذبحه حتى مات نظر: إن كان لم يتسع الزمان لذكاته حتى مات كان حلالاً أيضاً، قال قتادة: يأكله ما لم يتوان في ذكاته أو يتركه عمداً، وهو قادر على أن يذكيه، وهذا هو مذهب مالك والشافعي وأحمد، وأما إن أدركه وفيه حياة مستقرة وأمكنه ذكاته فلم يذكه حتى مات لم يجز أكله باتفاق المذاهب الأربعة.