الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أنهار في خطر.. كوارث تهدد 80 مليون إنسان بسبب بناء السدود الجديدة

نهر تاباجوس في البرازيل
نهر تاباجوس في البرازيل

حذر تقرير صادر عن الصندوق العالمي للطبيعة من أن العديد من البلدان تتمسك بخطط عفا عليها الزمن لبناء سدود بغرض توليد الطاقة الكهرومائية، والتي من شأنها أن تهدد الفوائد المتنوعة للتدفق الطبيعي للأنهار وتؤدي إلى تفاقم أزمة الطبيعة العالمية، على الرغم من وجود بدائل متجددة أفضل لتوليد الطاقة.

ورصد تقرير الصندوق 10 أنهار تهددها مخاطر ناجمة عن تشييد السدود لتوليد الطاقة الكهرومائية، بينها أنهار استوائية في أفريقيا وآسيا، وكذلك أنهار أوروبية بها أجزاء متجمدة.

وأوضح التقرير أن التدفق الطبيعي لمياه الأنهار بما تحمله من رواسب وومغذيات طبيعي أمر بالغ الأهمية للأمن الغذائي وسبل العيش لأكثر من 80 مليون شخص، وكذلك للحفاظ على تنوع الحياة البرية في مياه الأنهار وعلى ضفافها.

وأكد التقرير أن تشييد السدود وقطع تدفق مياه الأنهار يرتب تكلفة بيئية واجتماعية باهظة لم تعد الدول مضطرة لتحملها، فهناك بدائل أخرى لتوليد الطاقة أقل إضرارًا بالبيئة وأقل تكلفة من الناحية الاقتصادية.

ووجدت ورقة بحثية منشورة مؤخرًا أنه إذا تم بناء سدود الطاقة الكهرومائية المخطط لها، فإنها ستؤدي إلى تجزئة 260 ألف كيلومتر من الأنهار المتدفقة طبيعيًا، بينما تولد أقل من 2٪ من الطاقة المتجددة المطلوبة بحلول عام 2050 وتسبب ضررًا كبيرًا للمجتمعات والطبيعة.

ومن بين الأنهار الأفريقية التي حذر تقرير الصندوق من أثر تشييد السدود عليها نهر مارا الممتد بين كينيا وتنزانيا، والذي يُعد موطن أضخم هجرة لحيوانات برية في العالم ومحور نظام "سيرينجيتي" البيئي، كما يُعد مصدر رزق أكثر من مليون شخص في كينيا وتنزانيا بفضل أنشطة السياحة والصيد.

وفي أنجولا كذلك، تهدد مشاريع سدود الطاقة الكهرومائية تدفق نهار كافانجو في أنجولا، والذي يُعد ضروريًا لبقاء دلتا أوكافانجو المعدودة من بين مواقع التراث العالمي، وتهدد كذلك جميع المجتمعات المحلية والشركات السياحية وحياة التنوع البيولوجي التي تعتمد عليها.

أما بقية الأنهار التي حذر تقرير صندوق الحياة الطبيعية من أثر بناء سدود الطاقة الكهرومائية عليها فهي أنهار سيبيك في بابوا غينيا الجديدة، وميكونج في لاوس، وإراوادي في ميانمار، وفستولا في بولندا، وفيوسا في ألبانيا، وتاباجوس في البرازيل، وأنهار منطقة البانتانال التي تتقاطع عندها حدود البرازيل وبوليفيا وباراجواي.

وكشف التقرير أن تجزئة الأنهار المتدفقة طبيعيًا لبناء سدود الطاقة الكهرومائية لعبت دورًا رئيسيًا في انخفاض عدد أنواع الكائنات في المياه العذبة بنسبة 84٪ منذ عام 1970، ومن شأن بناء المزيد من سدود الطاقة الكهرومائية أن يزيد الأمور سوءًا.