الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الذنوب التي تمنع استجابة الدعاء.. ابتعد عنها

الذنوب التى تمنع
الذنوب التى تمنع استجابة الدعاء

 الذنوب التي تمنع استجابة الدعاء.. كرّمنا الله نحن المسلمين بإسلامنا الحنيف وبكلّ عباداته وواجباته علينا، وقد أرسى الله دعائم كثيرة لهذا الدّين الحنيف الذي يقوم على الصّلة الوثيقة بين العبد وربّه، فالإنسان يتضرّع لله تعالى ويتقرّب إليه بالصلاة والصيام والزكاة وغيرها من العبادات التي فرضها علينا، لكن الدّعاء هو الوسيلة الأقرب لله تعالى والتواصل إليه، فالله سبحانه قدير على كلّ شيء، وقادر على إجابة دعوانا إليه إن كنّا مخلصين له، لذا يقدم “صدى البلد” الذنوب التى تمنع استجابة الدعاء. 

 

 الذنوب التي تمنع استجابة الدعاء 


الدّعاء ما هو إلّا أن يرفع المسلم يديه لله تعالى راجياً إيّاه رحمته وعطفه وإحسانه، وأن يدعوه سبحانه بأجلّ أسمائه وأعظمها مناجياً إيّاه بكلّ ما يريد مع التزامه بآداب الدّعاء ويقينه وإيمانه باستجابة الله له، يقول تعالى في كتابه العزيز: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ" (سورة البقرة: 186).

 

و قد يرى البعض أنّ الله لم يستجب لدعائهم، وهذا غير صحيح، فالله لا يردّ دعوة داع إذا دعاه. وقد يكون الدّعاء مستجاباً في وقته ويرى المسلم آثار الاستجابة، وقد يكون مستجاباً لكن يؤخّر الله الاستجابة لحكمة ما يعلمها الله جلّ وعلا وحده، وقد تكون الاستجابة بغير ما نبغي ويكون الخير فيها، ولكن على الرّغم من ذلك، فإنّ الإنسان المسلم قد يرتكب ذنوباً تمنع الإستجابة وقبول الدّعاء، وذلك علينا أن لا نغفل عنها ونعلمها ونبتعد عنها حتّى يقبل دعاؤنا. 

 

 الذنوب التي تمنع استجابة الدعاء 
 

السبب الأساسي في حبس الدّعاء وعدم استجابته من الله تعالى ما هو إلّا فعل الإنسان نفسه، فما عليك عند اللّجوء إلى الله سوء اللجوء إليه بقلب صافٍ ونيّة سليمة، ولا تقصد فيه الأذى لغيرك، مع إيمانك القويّ بقدرة الله على استجابة الدّعاء ساعة يشاء وكيف يشاء، مع الابتعاد عن الذّنوب التي تتسبّب في منع الاستجابة.

 

 

 الذنوب التي ترّد الدعاء وتمنع استجابته

 

 1) سوء النيّة

 كأن تنوي لنفسك شرّاً أو لغيرك، كدعاء بعض الناس على غيرهم بالموت أو الإصابة بالمصائب، فهنا لا يستجيب الله الدّعاء، وهذا من رحمته القدير علينا. 

 

2) خبث السريرة

 كأن تدعو في ظاهر دعائك بالخير وتضمر الشرّ في قلبك، فالله لا يستجيب الدّعاء أبداً في هذه الحالة.

 

3) النفاق مع الغير 

من أحد الذنوب التي تمنع استجابة الدّعاء، فإن كنت تنافق أحياناً في تعاملك مع غيرك، فابدأ بنفسك وغيّرها وابتعد عن النفاق حّتى يستجيب الله دعاءك، ولا تظلم أحداً.

 

4) تأخير الصلوات المفروضة علينا عمداً 

حتّى يذهب وقتها من أسباب حبس الدّعاء كذلك. 

 

5) الابتعاد عن الفحش في القول

 واستخدام ألطف الكلام وأهذبه في الحديث والقول مع الغير، وأكثر من الصدقات وأعمال الخير التّي تقرّبك من الله عزّ وجلّ وتجعلك من أحبابه المقرّبين، وابتعد عن الأعمال المحرّمة التي حرّمها الله علينا حّتى لا يحلّ غضبه ولعنته عليك.

 

أسباب عدم استجابة الدعاء

 

أكل الحرام

من أسباب عدم الاستجابة أكل الحرام، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ فَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} [المؤمنون:51]، وَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} [البقرة:172]. ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ: يَا رَبِّ يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟!» (رواه مسلم).

 

سؤال الله عز وجل ما لا يجوز

من أسباب عدم استجابة الدعاء أن يكون فيه اعتداء، وهو سؤال الله عز وجل ما لا يجوز سؤاله، كأن يدعو بإثم أو محرم، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا يزَالُ يُسْتَجَابُ لِلعَبْدِ مَا لَم يدعُ بإِثمٍ، أَوْ قَطِيعةِ رَحِمٍ، مَا لَمْ يَسْتعْجِلْ» رواه مسلم.

 

غفلة القلب

ومن أسباب عدم استجابة الدعاء استيلاء الغفلة على القلب، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ادْعُوا الله وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالْإِجَابَةِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ لَا يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لَاهٍ»، رواه الترمذي.

 

عدم الأخذ بالأسباب

من أسباب عدم استجابة الدعاء أن العبد لم يأخذ بالأسباب، كأن يطلب النجاح من غير دراسة، أو الرزق من غير عمل، أو النصر من غير إعداد العدة، أو الشفاء من غير علاج، كما في قصة الفقيه الإمام عامر الشعبِي رحمه الله عندما مرَّ بإبِل قد فشا فيها الجَرَبُ، فقال لصاحبها: أما تداوي إبلك؟ فقال: إن لنا عجوزًا نتَّكِلُ على دعائِها، فقال: "اجعل مع دعَائِهَا شيئًا مِنَ القَطِرَانِ". والقطران: يداوي جَرَب الإبل.

 

استعجال الإجابة

من أسباب عدم استجابة الدعاء أن يستعجل العبد الإجابة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول دعوت فلم يستجب لي» رواه البخاري ومسلم.

 

4 أمور تمنح فاعلها استجابة الدعاء وغفران الذنوب

 

من جانبه، أفاد الشيخ يسري عزام، الداعية الإسلامي، بأن مَنْ أعطى الله سبحانه وتعالى أربعة أمور، منحه الله أربعة أشياء أخرى نظير ذلك.


 

وأبان «عزام» «أن مَنْ أَعَطى أربعًا أُعِطي أربعًا: مَنْ ذَكَر ذُكِر، ومَنْ شَكر زِيدَ له، ومَنْ استغفر اللهَ غفرَ الله له، ومَنْ دَعا اللهَ استجاب له».


 

واستدل على كلامه بقوله تعالى: «فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ» (سورة البقرة: 152)، وقوله تعالى: «وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ» (سورة إبراهيم: 7)، وقوله تعالى: «فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا» (نوح: 10)، وقوله تعالى: «وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ» (سورة غافر:60).

 

هل تكرار الذنب يمنع استجابة الدعاء

 

 قال الشيخ عبد الله العجمي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الله – سبحانه وتعالى- يحب من عبده أن يكون مستقيماً ومستشعراً لمراقبته - سبحانه - له.


 

وأوضح « العجمي» في إجابته عن سؤال: «هل تكرار الذنب يمنع استجابة الدعاء؟»، عبر فيديو البث المباشر لدار الإفتاء على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي « فيسبوك»، أن تكرار الذنب يكون بمثابة قطع العهد مع الله – تعالى-.


 

وأضاف أمين الفتوى أنه يجب على كل إنسان أن يتقى الله – عز وجل- في كل زمان ومكان؛ مستنداً إلى ما روى عن أبي ذَرٍّ جُنْدُبِ بْنِ جُنَادةَ، وأبي عبْدِالرَّحْمنِ مُعاذِ بْنِ جبلٍ - رضيَ اللَّه عنهما- عنْ رسولِ اللَّهِ ﷺ، قَالَ: «اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ وأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحسنةَ تَمْحُهَا، وخَالقِ النَّاسَ بخُلُقٍ حَسَنٍ»، رواهُ التِّرْمذيُّ.


 

أسباب عدم استجابة الدعاء

 

في السياق ذاته، بين الشيخ رمضان عبد المعز، الداعية الإسلامية، أسباب عدم استجابة الدعاء، مؤكدًا أن التعجل في استجابة الدعاء، السبب فى عدم القبول من الله، لافتًا إلى أن الصبر شرط من القبول.

 

واستشهد «عبد المعز»، بما روي عَنْ أبي هريرة -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُول اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «يُسْتجَابُ لأَحَدِكُم مَا لَم يعْجلْ: يقُولُ قَد دَعوتُ رَبِّي، فَلم يسْتَجبْ لِي»، متفقٌ عَلَيْهِ.

 

وتابع: “وفي رِوَايَةٍ لمُسْلِمٍ أن رَسُول اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يزَالُ يُسْتَجَابُ لِلعَبْدِ مَا لَم يدعُ بإِثمٍ، أَوْ قَطِيعةِ رَحِمٍ، مَا لَمْ يَسْتعْجِلْ قِيلَ: يَا رسُولَ اللَّهِ مَا الاسْتِعْجَالُ؟ قَالَ: يَقُولُ: قَدْ دعَوْتُ، وَقَدْ دَعَوْتُ فَلَم أَرَ يَسْتَجِيبُ لي، فَيَسْتَحْسِرُ عِنْد ذَلِكَ، ويَدَعُ الدُّعَاءَ»”.

 

وواصل: «تلاقى الناس تدعو لأولادها، ويقولك أنا دعوت وصليت ومفيش استجابة، وتلاقيه يقولك مفيش فايدة»، مستشهدا بالحديث النبوى الشريف: "يستجاب للمرء ما لا يعجل».


 

وأكد أن الدعاء هو العبادة، وقد أمرنا الله تعالى بدعائه ووعدنا بالإجابة عليه، فقال تعالى: «وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ» (غافر:60)، وقال تعالى: «وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ» (البقرة:186).

 

واستطرد: “ولتعلم أن دعاءك لن يضيع، فإما أن يعجل لك به ما تريدين، وإما أن يدخر لك من الثواب ما أنت في أمس الحاجة إليه في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، وإما أن يصرف عنك به شر، أو بلاء في هذه الدنيا، ففي الصحيحين عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ، وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ، إِلَّا أَعْطَاهُ اللهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا. قَالُوا: إِذًا نُكْثِرُ. قَالَ: اللهُ أَكْثَرُ”.