الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل يمكن الجمع بين لقاحي كورونا والأنفلونزا؟

 

يتحدى المصريون حالياً الأنفلونزا الموسمية وسلالة دلتا فى غمار الموجة الرابعة للكورونا . لقاحات الأنفلونزا الموسمية تُستخدَم بأمان منذ أكثر من 50 عاماً. لا مانع من التطعيم ضد الكورونا و الأنفلونزا، على أن تكون المسافة الزمنية بينهما أسبوعين .  قالت شركة مودرنا يوم الخميس إنها تطور لقاحًا واحدًا يجمع بين الجرعة المعززة ضد كورونا كوفيد-19 مع لقاح الإنفلونزا. وتأمل الشركة أن تضيف في النهاية لقاح لفيروسات الجهاز التنفسي الأخرى كحقنة سنوية.  الممنوعون من تطعيمات الأنفلونزا هم  من تعرضوا للمعاناة من حساسية شديدة للتطعيم في مرة سابقة، ومن يعانون من حساسية مفرطة في تناول البيض،  ومن سبق وأصيب بالتهاب في الأعصاب بسبب التطعيم .

التطعيم ضد الإنفلونزا لا يبقى من الكورونا ، لكنه يمنع حدوث المسار الحاد للمرض عند الإصابة بفيروس كورونا. هذا ما كشفت عنه دراسة حديثة اعتمدت على مراجعة البيانات الصحية لـ73 ألف مريض، كانوا قد أصيبوا بعدوى فيروس كورونا،و تبين أن احتمال المرور بمسار حاد لمرض كوفيد- 19 ومضاعفاته مثل الجلطات أو السكتات الدماغية أو تسمم الدم، يبقى ضئيلًا في المرضى الذين تم تطعيمهم ضد الأنفلونزا.

الأنفلونزا الموسمية هي عدوى فيروسية حادة تنتشر بسهولة من شخص لآخر وتنتشر في جميع أنحاء العالم. فيروسات  الأنفلونزا تتمتع بمهارات متعددة، كل عام مع دخول الشتاء ، تتجدد ، تتغير ، تتحور ، وتنتشر بين البشر ، لا تعترف بالحدود الجغرافية ، ولا تحترم الأعمار، تخدع الجهاز المناعى ، ترانا و لا نراها ، تعرفنا و تعرف من أين تتسلل إلينا ، ولازلنا لانعرف إلا القليل عنها . تهبط  الأنفلونزا على خلايا الجهاز التنفسى ،و تحط الرحال ، و تستعبد الخلايا المصابة ،و تحتل أنوية الخلايا، فتحولها لمصانع لإنتاج مكونات لتجميع فيروسات أنفلونزا جديدة .

في ظل جائحة الكورونا، نحتاج لتحدى جديد هو اكتساب مهارة الاستمتاع بالشتاء، و تحدى  الأنفلونزا وقهرها ،و الهروب من الإصابه بها ، أو الخروج من معركة الأنفلونزا حال الإصابة بها بأقل خسائر صحية أو مادية، والاستعداد التام لها، وعدم الانتظار لقدومها .  

تسبب فيروسات الأنفلونزا من النوع  A و B  انتشار موجات العدوى ( الفاشيات )  و الأوبئة. الوباء الذى ينتشر فى كل الدول فى ذات التوقيت يسمى جائحة. تُدرج السلالات المعنية من فيروسات الأنفلونزا من النمطين A و B في تطعيمات الأنفلونزا الموسمية.  عدوى الأنفلونزا في الرئتين يمكن أن تؤدي إلى أزمات الربو وتفاقم أعراض الربو، وزيادة فرص حدوث الالتهاب الرئوي. الربو أكثر شيوعًا بين الأطفال الذين يحتجزون فى المستشفيات بسبب الأنفلونزا. 
التوقعات تشير حاليًا لحدوث ما يقرب من 290 ألف إلى 650 الف وفاة سنويًا بسبب  الأنفلونزا. معظم الوفيات تحدث بين الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 75 عاما، وفي أفقر المناطق في العالم. تحدث أغلب وفيات الأطفال دون سن الخامسة في البلدان النامية 
هناك رسالة مطمئنة، بالرغم من أن  جائحة  الأنفلونزا 2009  كانت شديدة الضراوة  على الأطفال والشباب والبالغين في منتصف العمر، كان تأثيرها  على سكان العالم عمومًا خلال السنة الأولى أقل حدة من انتشار الأوبئة السابقة. تراوحت تقديرات وفيات  جائحة  الأنفلونزا  H1N1 من  0.001 في المائة  إلى    0.007 في المائة من سكان العالم . خلال عام  1968 تراوحت تقديرات وفيات  جائحة  الأنفلونزا H3N2 ،   0.03 في المائة من سكان العالم. تراوحت تقديرات وفيات  جائحة  الأنفلونزاH1N1 لعام 1918 ،1 في المائة إلى 3 في المائة من سكان العالم ، أي حوالى 50 مليونًا من البشر.
أكثر أسباب الاحتجاز الالتهاب الرئوي في مرضى الأنفلونزا هى أزمات الربو الشعبىن و فشل القلب، والحمل ، و نقص المناعة . تتضاعف احتمالات الاحتجاز فى الحوامل فى الثلث الأخير من الحمل أربعة مرات ونصف.  تشمل العوامل التى تزيد من عدوى الأنفلونزا للمحيطين  سوء التهوية ، و زيادة  عدد أفراد الأسرة، و قلة مساحة المنزل ، و زيادة فترة المرض ( تزداد فترة العدوى للأخرين عند نقص المناعة خاصة فى الأطفال)، و وجود مضاعفات للأنفلونزا ،والأطفال أقل من 4 سنوات، ونقص المناعة ، و التدخين . السعال يضاعف فرص عدوى المخالطين بالأنفلونزا ثلاث مرات ، و رشح الأنف يضاعف فرص عدوى المخالطين بالأنفلونزا مرتين. 
المريض يصبح معديًا بالأنفلونزا للأخرين  لمدة يوم أو يومين  قبل  ظهور الأعراض إلى خمسة  أيام  بعد ظهور الأعراض  . 10% من الأطفال يستمرون فى إطلاق الفيروسات حتى اليوم الحادى عشر للعدوى.  5% من الأطفال يستمرون فى إطلاق الفيروسات حتى اليوم الخامس عشر للعدوى. 
الراحة فى الفراش، و الراحة من العمل من الخطوات الناجحة لتعزيز مناعة الجسم خلال العدوى بالأنفلونزا . الحصول على قسط وافر من النوم يحدث فرقاً كبيرا خلال العدوى بالأنفلونزا، فالنوم يرفع المناعة، و قلة النوم تزيد من معدلات الأنفلونزا. أصبحت قلة النوم من عوامل الخطورة للأنفلونزا. قلة النوم تقلل أيضًا من الاستجابة المناعية لتطعيم الإنفلونزا. دراسات عديدة حديثة بينت لنا أن قلة النوم  تقلل من كفاءة خلايا المناعة القاتلة للميكروبات  ، و تقلل من أعداد خلايا المناعة ، و تزيد من دلائل كيمياء الالتهابات فى الجسم.  
يمكنك الوقاية بسهولة من الأنفلونزا بالاستخدام الموسع للجماهير للكمامات. الجانب المشرق  يكمن فى رفع المناعة ، و حتى فى أسوأ الأوبئة الكونية للأنفلونزا سنة 1918 ( الأنفلونزا الأسبانية )، لم تقترب الفيروسات من 80% من البشر. معرفة طرق العدوى  بوابة الوقاية والنجاة من فيروسات  الأنفلونزا الحالية والمستقبلية . المثير أن تناول الثوم والبصل ، و البصل الأخضر  يرفع المناعة ضد فيروسات الأنفلونزا . كما  تفيد الأعشاب الطبيعية مرضى  الأنفلونزا، و أفضلها الزعتر والزنجبيل و ورق الجوافة. يقى غسل الأيدى من عدوى  الأنفلونزا. يفيد  تعقيم الأسطح  بأى مطهر طبى فى الحد من انتشار  الأنفلونزا . يراعى عزل المرضى فى البيوت  ، و الحجز بالمستشفيات عند حدوث مضاعفات . لا دور للمضادات الحيوية ،لأن  الأنفلونزا فيروسات .

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط