الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اكتئاب ما بعد الولادة.. قاتل صامت في العالم العربي

صدى البلد

تصاب بعض السيدات بـ"اكتئاب ما بعد الولادة" وهي حالة شائعة تعانيها ملايين النساء حول العالم، وغالبا ما تهمل النساء في العالم العربي علاجها.

وقد تعاني منه احيانا السيدات عندما يكون الحمل صعبا وخطيرا، واشارت احدي السيدات ل bbc للبقاء في السرير دون حركة لأكثر من شهرين متواصلين بعد أن كنت على وشك الإجهاض في الشهر السادس، قد اصابتها باكتئاب. 

بحسب سلمى، التي عانت من الاكتئاب خلال فترة الحمل وبعد الولادة، رحلة الحمل جعلتها تشعر بالـعجز وأنني لن أستطيع ممارسة حياتي الطبيعية مرة أخرى".

 

واشارت  الدكتورة بلاك رئيسة كلية الطب النفسي المرتبط بالولادة في الكلية الملكية للصحة النفسية ببريطانيا،  الي إن ما شعرت به سلمى هو أمر شائع بين النساء المصابات بـ "اكتئاب ما بعد الولادة".

وغالبا ما تظهر الأعراض في "شعور باللامبالاة، فضلا عن الحزن والرغبة في البكاء طوال الوقت، والإحباط من عدم شعورهن بحب جارف لأطفالهن كما توقعن خلال الساعات الأولى لميلاده ويصاحب ذلك شعور بالخزي والتقصير وانعدام القيمة".

لكن أكثر ما يثير قلق البروفيسورة بلاك، بحسب تصريحها لبي بي سي، "هو ألا تقدر النساء على التحدث عن الأمر مع شخص يثقن به سواء من الأسرة أو مسؤولي الرعاية الطبية، ما يجعل المشاعر السلبية تتطور لدى النساء حتى تصل إلى التفكير في الانتحار".

وبحسب المتخصصين، يساعد تشخيص "اكتئاب ما بعد الولادة " وتوفير الدعم المطلوب للنساء المصابات بهذا المرض في مراحله الأولى على اختصار فترة الإصابة به وتقليل حدة المرض.

ويعالج اكتئاب ما بعد الولادة عبر عقاقير مضادة للاكتئاب وفي كثير من الأحيان لا يتطلب الأمر أكثر من مساعدة نفسية وسلوكية من جانب متخصصين، كما أوضحت بلاك.

إحصاءات عالمية

وبحسب منظمة الصحة العالمية تعاني نحو 10 % من النساء حول العالم من الاكتئاب أثناء فترة الحمل، لتصل النسبة إلى 13 % بعد الولادة، وفي الدول النامية ترتفع النسب إلى 16 % خلال فترة الحمل و تصل إلى 20 % بعد الولادة.

وتؤكد وفاء الصاوي المسؤولة التقنية بوحدة الصحة النفسية في مكتب منظمة الصحة العالمية الإقليمي بالشرق الأوسط أن النسب العالمية والعربية بشأن الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة تتقارب، لكن النساء العربيات لا يطلبن المساعدة بسبب "الوصم المحيط بالإفصاح عن المشكلات النفسية، الأمر الذي يمنع النساء أو يقلل من احتمالية طلبهن للمساعدة، كذلك العادات والتقاليد المتوارثة التي تجعل الألم النفسي في ذيل قائمة اهتمامات النساء في تلك المرحلة، وكذلك انتشار فيروس كورونا الذي أضاف مزيدا من المخاوف بين النساء على أطفالهن".

وبهدف نشر الوعي بين النساء ومقدمي الخدمات الطبية في العالم العربي طرحت منظمة الصحة العالمية على موقعها الإليكتروني كتيب "التفكير الصحي" باللغة الإنجليزية والعربية. ويقدم الكتيب إرشادات للعلاج النفسي و السلوكي الذي تحتاجه النساء خصوصا في مرحلة ما بعد الولادة.