الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«حياتك تستاهل تتعاش»

في تقرير لمنظمة الصحة العالمية هناك حالة أنتحار كل 40 ثانية حول العالم ونصف المنتحرين في العالم تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عاما أي من الشباب الذي من المفترض ان تكون لديه العزيمة والقدرة علي مواجهة المشاكل بل ومن المفترض أيضا أن يكون مقبلا علي الحياة محبا لتفاصيلها .   

والمثير في الأمر أن التقرير أوضح أن البلدان ذات الدخل المرتفع لديها معدل أعلي لحالات الأنتحار أكثر من غيرها من البلدان ذات الدخل المتوسط .

ولدينا في مصر حوادث أنتحار مفجعة آخرها لفتاة مصرية أنتحرت من الطابق السادس بأحد المولات والتي تنضم لحوادث كثيرة للشباب حول العالم ومن قبلها أنتحار لشاب طالب بكلية هندسة من أعلي برج الجزيرة الذي يبلغ أرتفاعه 187 مترا ويفوق أرتفاع الهرم الأكبر  .

وكما يؤكد المتخصصون أن المنتحر الشاب هو شخصا لايرضي بالأمر الواقع وحين تتراكم عليه الازمات الأجتماعية الضاغطة تبدأ فكرة الأنتحار تراوده كمخرج سريع لحل المشكلة 

والأنتحار هو وسيلة سلبية لمواجهة الأزمات الحياتية وبالقطع هناك حالات أنتحار تكون ناتجة عن الأضطراب النفسي لبعض الأفراد

وما أريد ن أتحدث عنه هو كيفية الوقاية من الأنتحار للشباب تحديدا ومحاولة مساعدتهم 

فللاسف معظمنا فقد القدرة علي التحدث مع الشباب من حولنا فنحن نتحدث لغات مختلفة فلا نفهم بعضنا البعض وأعتقد أن علينا أن نقترب منهم أكثر ونعرف لغتهم ونرضي بها ونحاول ان نسمعهم لنعرف كيف يفكرون وبالتالي نساعدهم في مشاكلهم ليس هذا فقط ولكن هذا الجيل من الشباب لايصلح معه ابدا الشدة والتعند والأوامر التي كان يتقبلها جيلنا بتفهم وصدر رحب فهم يحتاجون النقاش بحجة قوية وهذا يستلزم أن نثقف انفسنا ونملك أدواتنا حتي نستطيع التحدث معهم في أي موضوع يخصهم أو مشكلة بما يتوافق وفكرهم عقليتهم ولغتهم .

وعلينا عندما نري شابا مكتئبا ..يعاني ويميل للوحدة والعزلة وأحيانا لليكاء وتضخيم المشاكل أن نوجهه سريعا للطبيب النفسي الذي اصبح ضرورة للكثيرين نظرا للضغوط الحياتية فلا يصح أبدأ أن أجد شخصا يعاني وأتركه بلا مساعدة حتي يصل للأنتحار . 

والأهم تفعيل دور الأخصائي الأجتماعي بالمدارس الذي كان يقوم بدور مهم جدا لرصد المشاكل النفسية التي تظهر في الطفولة وتنمو بعد ذلك و يجب أن يكون هناك طبيبا نفسيا بالجامعات وفي كل كلية لمساندة الطلاب الذين يحتاجون لمساعدة نفسية وهم يظهرون جيدا في الغالب ويتم أكتشافهم ممن حولهم .

 ثم أين ذهبت اللقاءات الجماعية للعائلات والشباب والتي كان يجتمع فيها الجميع في محاولة لتصفية النفس وتفريغ الطاقات السلبية .

ومهم جدا مشاركة المجتمع ومساندته للوقاية من الأنتحار جدا مثل مبادرة الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الأدمان وحملة "حياتك تستاهل تتعاش " لمواجهة حالات في مترو الأنفاق والتي تهدف لمجابهة الأفكار الأنتحارية 

مع وجود هناك خط ساخن للأمانة رقم 0220816831 لأستقبال المكالمات لمن يعانون من حالات الأكتئاب الشديد والأدمان والمقبلون علي الحياة .لتقديم الخدمات العلاجية .

أما أهم وقاية من الأنتحار هي القرب من الله فعندما تستند علي الذات الآلهية تشعر بالقوة ولا تهتز أمام أي مشكلة مهما كانت قوتها لأنك تعلم أن الله الذي تعيش في رحابه لن يغزلك أبدا .

 

 

 

 

 

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط