الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خلال 50 عاما:

أحبه عبد الناصر وأعتقله السادات .. حكايات محمد حسنين هيكل مع رؤساء مصر

محمد حسنين هيكل
محمد حسنين هيكل

تحل اليوم ذكرى ميلاد محمد حسنين هيكل الصحفي الأشهر في تاريخ مصر والمعروف باسم الأستاذ ، والذي عاصر جميع رؤساء مصر من بعد الغاء الملكية و إعلان الجمهورية ، اختلف او اتفق معهم لكنه كان شخصا مقربا من النظام وساهم في صنع القرار في أوقات صعبة .

سنوات طويلة في العمل الصحفي المميز عاشها الراحل حسنين هيكل ، منها أكثر من 50 سنة قضاها هيكل في النقد السياسي وتحليل الشأن العربي ، وبحكم عمله الرفيع ومؤلفاته العديدة، كان له شأن كبير في الوسط السياسي.

من محمد نجيب وحتى مبارك ، حملت تلك السنوات حكايات ومواقف لـ محمد حسنين هيكل مع كل رئيس لمصر ، لم يجف قلمه عن الكتابة سواء بالنقد او الايجاب ، واصبح صديقا لعبد الناصر لكن السادات اعتقله ، اما مبارك فقد ابعده بذكاء عن النظام .

حسنين هيكل و محمد نجيب

لم تكن علاقة محمد حسنين هيكل بمحمد نجيب هي الأفضل ، فقد انتقده و اعتبره لا يصلح للاستمرار في رئاسة مصر نظرا لعدم توافق شروط الترشح كاملة عليه خاصة وان اللواء محمد نجيب كانت والدته سودانية الجنسية، وقام هيكل بنشر مقال في صحيفة الأهرام بعنوان شبح من الماضي وتحدث فيه ساخرا عن كتاب “كلمتي للتاريخ” الذي أصدره محمد نجيب عام 1973، ورد نجيب على هيكل وحدثت بينهما مشادات وطلب هيكل لقاء محمد نجيب عدة مرات لكنه لم يوافق.

وفي كتاب أصدره محمد حسنين هيكل بعنوان “عبد الناصر والعالم ”، هاجم محمد نجيب بشكل صريح واتهمه بالعمالة لأمريكا ، وهو ما لم يسكت عنه محمد نجيب ودفعه لمقاضاته امام محكمة جنايات الجيزة عام ١٩٧٢، لكن تم الصلح بينهما ونشر بيان تكذيب لما حدث.

هيكل وعبد الناصر

شخص يفهم التاريخ والاستراتيجية جيدًا، وملم بقضية فلسطين، ويفهم فى الأدب والشعر والثقافة، وكانت اهتماماته تتسع خارج حدود وظيفته".. هذا ما قاله حسنين هيكل عن علاقته بالرئيس جمال عبد الناصر التي كانت هي الأفضل بين علاقاته بجميع الرؤساء قبله وبعده .

جمعتهما علاقة وطيدة وتحول هيكل من مجرد صحفي الي مشارك في صنع القرار في فترة تولي جمال عبد الناصر الرئاسة ، و كانت ثورة 23 يوليو بمثابة ميلاد جديد لهيكل واستطاع من خلال متابعته وتغطيته لتطورات حركة الجيش، ورحيل الملك، وتشكيل الوزارة، لتنشأ بينه والرئيس الراحل جمال عبد الناصر، علاقة وطيدة، وحرر كتابا بعنوان "فلسفة الثورة ".

وفي حرب فلسطين ١٩٤٨ ، اصر هيكل على السفر هناك لتغطية اخبار الحرب وكان الصحفي المصري الوحيد الذى استطاع السفر إلى هناك بطريقته الخاصة، ليقابل عبد الناصر باعتباره أحد أبطال الحرب.

بعد قيام ثورة 23 يوليو 1956 ازدادت العلاقة قربا بين جمال عبد الناصر وهيكل ليصبح بعد فترة المتحدث الرسمي باسم حركة الضباط الأحرار، وليكون أحد صناع تاريخ مصر بعد ثورة يوليو، وصاحب البصمة الواضحة في تاريخ مصر، وفي تاريخ الصحافة المصرية والعربية، والذي أعطى صحيفة الأهرام شكلها الحالي لتصبح أكبر المؤسسات الصحفية في العالم العربي.

هيكل و السادات 


بعد وفاة عبد الناصر و تولي السادات الرئاسة ، بدأ فصل خريف غضب هيكل علي الرئيس ، ولم نجمعهما علاقة طيبة تماما كما كان هيكل مع عبد الناصر، ووصلت علاقته بالسادات الى ان اعتقل هيكل عام ١٩٨١.

وظل محمد حسنين هيكل في رئاسة تحرير الأهرام بعد وفاة عبد الناصر في 1970 حتى عام 1974، ولكنه أزيح من المنصب بعد انتقاد الصحيفة لمحمد أنور السادات، وأصبح بعد ذلك صحفيا حرا.

وأدت كتاباته المنتقدة للسادات إلى اعتقاله ضمن عدد كبير من الصحفيين والسياسيين فيما عرف باعتقالات سبتمبر 1981.


بعد رحيل عبد الناصر، ظل هيكل قريبا من الرئاسة فى عهد السادات فكتب العديد من الخطابات التى ألقاها الرئيس السادات أمام البرلمان، لكن سرعان ما اختلفا، فنشر السادات قرارًا فى الصحف يوم 2 فبراير 1974 بأن يُنقل هيكل من رئاسة تحرير الأهرام إلى قصر عابدين كمستشار لرئيس الجمهورية، وهو ما رفضه هيكل وجعله يقول عبارته الشهيرة التى تصدرت عناوين الصحف حينها "إن الرئيس يملك أن يقرر إخراجي من الأهرام، وأما أين أذهب بعد ذلك فقراري وحدي...وقراري هو أن أتفرغ لكتابة كتبي.. وفقط".

لم يتوقف هيكل لكنه اختلف مع السادات حول التعامل مع النتائج السياسية لحرب أكتوبر وشن حملة شرسة على الرئيس السادات بأنه ينحرف عن مسار ناصر، حتى وصل الأمر ليكون هيكل هو الاسم الثانى فى قائمة ضمت أكثر من 1000 اسم صدرت بحقهم أوامر اعتقال فى سبتمبر 1981.

هيكل و مبارك

في عهد مبارك بدأت العلاقة بين هيكل ومبارك عادية، لكن مبارك كان يعلم أن هيكل لا يكن حبا له بسبب قربه من السادات واختيار السادات له نائبا فضلا عن أن مبارك اختار أن يبحث عن رجال جدد له وليسوا محسوبين على الأنظمة السابقة، وهو ما يعني أن هيكل لن يكون صحفيا مقربا للنظام الجديد أو له دور استشاري كما كان يرغب مما اضطره أن يبتعد رويدا رويدا وينسحب من الحياة السياسية في عهد مبارك  .