الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الأم الستينية: ودعوني قبل وفاتهم بساعات

إهمال طبي يسبب مأساة.. القصة الكاملة لشهداء لقمة العيش في حلايب.. فيديو

الأشقاء الثلاثة
الأشقاء الثلاثة

ذهب ثلاثة أشقاء في الثلاثينيات من العُمر، من أبناء قرية العمايدة الغربية بمركز المنشاة جنوب محافظة سوهاج، منذ ١٥ يومًا، إلى شلاتين؛ للبحث عن لقمة العيش الحلال، فترك كل منهم زوجته وأطفاله.

بدأوا عملا يوميا جادا، حتى ذبلت أعيُنهم من قلة النوم، وحاول كل منهم أن يعمل جاهدًا حتى يوفر الحياة الكريمة لأسرته وذويه ووالديه، حتى جاء اليوم الذي تنتهي فيه مسيرتهم في الحياة الدُنيا.

"يوم السبت الصبح لقيت اتصال من ولدي الكبير لأول مره يتصلوا بيا قبل ما يطلعوا لشغلهم ويطلبوا مني ادعي لهم، كلموني واحد واحد كأنهم كانوا بيودعوني"، بهذه الكلمات بدأت الأم الستينية التي فارق أحضانها  ثلاثة رجال زرعت بهم جميع سنوات عمرها فطرحت لها فُراق وآلالام.

وقالت الأم خلال لقائها مع "صدى البلد" إنها لم تهدأ بعد مكالمتهم الأخيرة لها واستشعرت أن شيئًا ما سيحدث لهم، وبالفعل لم يمر سوى بضع ساعات على ذلك وجاءتها مكالمة أخرى سقطت بعدها مغشيًا عليها، "السلام عليكم أسرة الشباب سامح عبدالهادي وعلي عبدالهادي ورشدي عبدالهادي... أيوه خير فيه حاجه... للأسف العربية اتقلبت بيهم على طريق حلايب - شلاتين، وهما حاليًا في مستشفى شلاتين المركزي".

لتنهمر أعين الشقيقة الوحيدة لهم بالبكاء وتحاول أن تسند والدتها، فاستمع لها ولنحيبها زوجات أشقائها الثلاثة، فهرولن مسرعات إليها مُتسألين عن ما جعل والدة أزواجهن تسقط مغشيًا عليها، فتصمت الفتاة وتتحدث بعينيها.

صُراخ ونحيب ودموع كالبحار تسيل، فقد فارق الحياة يوم الحادثة الشقيقين "علي ورشدي"، أما شقيقهما الأكبر فظل يُنازع مع الموت حتى يوم الخميس الماضي والذي لفظ به أنفاسه الأخيرة؛ إثر الإهمال الطبي الشديد الذي تعرض له بمستشفى شلاتين المركزي حسبما قال والده الحاج عبدالهادي علي.

"ابني ملقاش دكتور مخ واعصاب يكشف عليه وهو مصاب بارتجاج في المخ ومنا ما الوزارة أخدت إجراءاتها وبعتت لنا عربية إسعاف تنقله لمستشفى الغردقة كان ابني قطع النفس بعد مُعاناة... ابني استشهد مرتين مره وهو بيدور على أكل عيشه ومره نتيجة الإهمال الطبي اللي بتعاني منه مصر".

ترك الأشقاء الثلاثة زوجاتهم من بينهم اثنتين حوامل و٦ أطفال، وأب وأم لا يملكان من حِطام الدنيا شيئًا سوى منزلاً بسيطًا مكون من أربعة طوابق لكل منهم شقة سكنية يحيا بها مع أسرته وذويه؛ فارق الشباب الدنيا إثر انقلاب سيارة العمل بهم على طريق حلايب - شلاتين؛ إثر انفجار الإطار الأمامي للسيارة.