الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ذكرى ميلاد ناظر مدرسة الكوميديا.. سر "تراب البقيع" في حياة علاء ولي الدين

صدى البلد

"يا عيني على الحلو لما تبهدله الأيام".. إحدى جمل الست “جواهر”، لزوجها المريض، الناظر عاشور صلاح الدين، في فيلم “الناظر صلاح الدين”، الذي قدم فيه الراحل علاء ولي الدين شخصيات الأب والأم والأبن، وحقق به نجاحا فاق التوقعات وكان الأعلى في تاريخ السينما في هذا الوقت، لينتظر الجمهور بشغف كل ما يقدمه علاء ولي الدين، الذي تحل اليوم ذكرى مولده، في 28 سبتمبر عام 1963.

 

من المنيا إلى ليلى علوي مباشرة

ولد الفنان الراحل علاء ولي الدين، يوم 28 سبتمبر عام 1963، في قرية الجندية بمركز بني مزار في محافظة المنيا، انتقل وهو في المرحلة الثانوية للإقامة بالقاهرة مع أسرته، وقد كان والده يعمل ممثلا للأدوار الثانوية في العديد من المسرحيات والسهرات التليفزيونية، وكان يصحبه معه في عمله.

وأحب علاء الفن، وصار حلمه أن يصبح ممثلاً مثل والده، وبعد أن توفي والده التحق بكلية التجارة، وتخرج منها ليتقدم لاختبارات المعهد العالي للفنون المسرحية، ولكن لم يحالفه الحظ، ولم يتم قبوله في المعهد، لكنه لم ينسى حبه للتمثيل، وعندما سمع أن مسرحية “مطلوب للتجنيد” تطلب “كاراكتر”؛ ذهب إلى هناك وطلب من الموجودين بالمسرح مقابلة المخرج، وعرفه بنفسه ووالده، فقالوا له: “تعالى بكرة يكون المخرج هنا”، وظل على هذا الحال وقتا طويلا، حتى رآه المخرج صدفة وطلب مقابلته، وأعطاه دوراً من كلمة واحدة وهو دور عسكري يرد على الضابط بكلمة “أفندم”، والتي حينما قالها؛ ضحك جميع الموجودين، بما فيهم نجمة العرض الفنانة ليلى علوي، فبدأ المخرج يعطيه جُمَلًا أكثر يقولها، ثم تعهده الفنان نور الدمرداش وعلمه أصول التمثيل.


علاقة علاء ولي الدين ومحمد هنيدي

صداقة من طراز فريد جمعت النجمين الراحل علاء ولى الدين، ومحمد هنيدي، طوال رحلته الفنية، حيث تعرّفا في المعهد العالي للفنون المسرحية، قبل أن يبدأ أي منهما في مجال التمثيل، ومعهما الضلع الثالث أشرف عبد الباقي.

ويعد محمد هنيدي الصديق المقرب للراحل علاء ولي الدين، وقد كان علاء ولي الدين يصفه بـ"التين البرشومي"، وقدم النجمان معاً العديد من الأعمال الكوميدية الناجحة، من أشهرها فيلم “حلق حوش”، مسلسل “وأنت عامل إيه”، مسرحية “ألابندا”، فيلم “قشر البندق”.

ونشر الفنان محمد هنيدي صورة قديمة له تجمعه بالفنان الراحل علاء ولي الدين عبر صفحته الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وعلق عليها: "فاضي شوية نشرب قهوة في حتة بعيدة، اعزمني على نكتة جديدة"، لتنهال التعليقات من الفنانين، تدعو لعلاء ولي الدين بالرحمة والمغفرة، وتدعو لمحمد هنيدي بطول العمر.


علاء ولي الدين وزعيم الكوميديا

بدأ علاء ولي الدين مشواره الفني بأداء مجموعة من الأدوار الصغيرة في أفلام الزعيم عادل إمام، وكان دائماً يرى أن هذه الأفلام هي التي فتحت له باب الشهرة والنجومية، وأنه مدين لعادل إمام بالفضل في نجاحه، حيث شارك معه في “النوم في العسل، المنسي، الإرهاب والكباب، بخيت وعديلة، الجردل والكنكة”.

وكان ظهوره في هذه الأدوار بمثابة جواز مرور إلى قلوب الجماهير، وشهادة ميلاد فنان كوميدي رائع، وهو ما رفع من أسهمه وزاد من شهرته، وجعل المخرجين والمنتجين يطلبونه في أعمالهم، إلى أن جاءته الفرصة في عام 1999؛ ليشارك في بطولة فيلم “عبود على الحدود” مع الفنان أحمد حلمي، والفنان كريم عبد العزيز، وحقق نجاحاً جماهيرياً كبيراً.

علاء ولي الدين.. ناظر مدرسة الكوميديا

في عام 2000، جاءت الفرصة للفنان علاء ولي الدين ليقدم أول دور بطولة مطلقة له؛ في الفيلم الكوميدي “الناظر صلاح الدين”، الذي حقق نجاحا جماهيريا غير مسبوق، وتخطت إيراداته فيلم النجم عادل إمام في هذا العام، وأطلق لقب ناظر مدرسة الكوميديا على علاء ولي الدين.

 

ولعل أحد أهم العوامل التي ساعدت على نجاح فيلم “الناظر”، هي شخصية "جواهر" زوجة الناظر عاشور صلاح الدين، ووالدة الناظر صلاح الدين، وقد استطاع علاء ولي الدين تقديم الشخصية بنجاح منقطع النظير.

 

وانتشرت كوميك كثيرة لشخصية جواهر على السوشيال ميديا، ومن أشهر هذه الكوميك “أنا حلوة”، وقد صرح معتز ولي الدين شقيق الفنان علاء ولي الدين أن أخيه كان يقلد والدتهما، حتى في اختيار ستايل الملابس والفساتين، وحتى طريقة مشيتها وكلامها.

رحيل مفاجئ.. وسر المسك وتراب البقيع

في العمرة

توفى الفنان علاء ولي الدين في أول يوم من أيام عيد الأضحى، الذي كان يوافق 11 من فبراير عام 2003، روى أخوه معتز ولي الدين أنه كان في البرازيل يصور مشاهد فيلمه الأخير “عربي تعريفة”، وأنه استيقظ وصلى العيد وقام بذبح الأضحية، وبعد ان انتهى قال لوالدته أنا هرتاح شوية لحد ما معتز يوزع الأضحية، وبمجرد دخوله إلى حجرته وقع على الأرض وعندما وصل الطبيب وجده فارق الحياة لأنه أصيب بسكتة دماغية، حيث كان يعاني من مرض السكري.

آخر صور علاء مع عمرو عرفة في البرازيل

كما روى معتز ولي الدين، أن أخيه كان محافظاً على الصيام والصلوات، وأنه ذهب للعمرة أكثر من مرة، وأنه أحضر معه “مسك، وتراب من البقيع”، وأوصى أن يُغسَّل بالمسك عند وفاته، وأن يوضع تراب البقيع حوله، وقد قام صديقه الفنان محمد هنيدي بتنفيذ الوصية، كما ذكر معتز أن شقيقه قد اشترى المدفن قبل وفاته بـ6 أشهر فقط، وكان يذهب كل جمعة إلى المدفن لقراءة القرآن.