الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تعيين رئيسة وزراء في تونس|كتابة شهادة وفاة لـ حركة النهضة الإخوانية

مظاهرات مناهضة لحركة
مظاهرات مناهضة لحركة النهضة الإخوانية - أرشيفية

أعلن اليوم الرئيس التونسي قيس سعيد عن تكليف نجلاء بودن بتشكيل الحكومة التونسية، استمرار للتحركات الهادفة للسيطرة على أزمات البلاد التي تسببت فيها هيمنة الإخوان على السلطة قبل قرارات الرئيس قيس سعيد في 25 يوليو الماضي.

نال هذا القرار اعتراضا واسعا من حركة النهضة التونسية التي تنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، خاصة أن الحكومة الجديدة التي ستتشكل من المتوقع أن يغيب عنها عناصر حركة النهضة في تهميش واضح للجماعة الإرهابية وانتهائهم من المشهد السياسي في تونس.

مستقبل حركة النهضة في تونس

وفي السؤال عن مستقبل الحركة النهضة في تونس، يقول أحمد سلطان، الباحث في شؤون الحركات الإرهابية، إن الوضع الحالي في تونس تجاوز حركة النهضة لجملة من الأسباب المتعلقة أولا بطبيعة المجموعة القيادية بحركة النهضة، وثانيا بطبيعة الأزمة السياسية في تونس.

وتابع سلطان في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن حركة النهضة نجحت على مدار الـ 10 سنوات التي حكمت بهم في خسارة كل الدعم التي حازته وأصبحت حركة منقسمة على ذاتها وتعيش في صراع داخلي واضح، وظهر هذا الصراع في الاستقالات المتتالية للمئات من قيادات الحركة من ضمنهم كان عبد اللطيف مكى ومجموعة من القيادات البارزة في الجماعة.

ولفت إلي أن المجموعة التي قدمت استقالتها هي التي أنشأت حركة النهضة فعليا بعد حملة الملاحقة الأمنية في عهد الرئيس بن علي منذ عقود.

محاولة البقاء في المشهد السياسي

وأضاف أن حركة النهضة الآن تحاول أن تبقي في المشهد السياسي في تونس عن طريق الحشد والدعوة للمظاهرات وتحريض الشارع التونسي بأي طريقه ضد الرئيس قيس سعيد، مشيرا إلي أنه كان هناك العيد من الدعوات والحديث في الفترة الماضية عن أن الرئيس قيس سعيد يريد الاستئصال بالسلطة إذا لم يعين حكومة، ولكن اليوم كلف الرئيس سعيد حكومة جديدة وقطع الطريق على حركة النهضة.

وأوضح سلطان، أن حركة النهضة ستقوم بدعوة لإقامة اجتماع بالبرلمان دون أن يعيد الرئيس عقد اجتماعات البرلمان، وذلك أملا في أن تضغط بصورة أو بأخرى على الرئيس قيس سعيد والمجتمع الدولي للتدخل من أجل الحفاظ على ما يدعونه بالمسار الديمقراطي في تونس.

الأزمة تتمثل في راشد الغنوشي

وتابع: "الأزمة في تونس أعقد من وضع حركة النهضة، الحركة ضعيفة وأزمتها تتمثل في راشد الغنوشي الذي ظل طوال سنوات يتعامل ببراجماتية من أجل أن يبقى في السلطة، والآن صار منبوذا من الجميع خاصة من أبناء حركة النهضة نفسها، ولم يعد له أي ثقل أو وزن سياسي أو وزن تنظيمي بعد أن بقي ما يقارب الـ 40 عاما في حركة النهضة الإخوانية".

وأضاف أن الوضع الآن في تونس يتمثل في أن حركة النهضة تريد التصعيد ولكن تخشى من عواقب التصعيد، خاصة أنها لا ترتكز على أرضية شعبية قوية ولم يعد لها تأثير على الشعب التونسي، الأمر الذي من الممكن أن نراه في المظاهرات التي تدعو لها الحركة في تونس فهم لا يتعدون البضع مئات من الأشخاص وبعضهم مدفوع لهم من قبل الداعمين لحركة النهضة مثل المنصف المرزوقي.

تلون حركة النهضة 

ولفت إلى أن هدف المظاهرات التي تقوم بها حركة النهضة في تونس ليس ضمان وضع حركة النهضة، بل ضمان العودة للمسار الدستوري وهو مطلب شعبي في تونس، ذلك تريد حركة النهضة أن تتلون بصبغة الشعب أملا في عودتها للمشهد من جديد.

شهادة وفاة وتصعيد

وأوضح الباحث في شؤون الحركات الإرهابية، أن مايحدث في تونس الآن وفي حركة النهضة بشكل خاص، هو بمثابة شهادة وفاة لتاريخ راشد الغنوشي السياسي ونهاية لفترة طويلة من سيطرة صقور تنظيم الإخوان على حركة النهضة، وعلى ما يبدوا أن حركة النهضة لم تستوعب الدرس حتى الآن لذا ستدفع في اتجاه التصعيد في الفترة المقبلة.

واختتم: "إذا وجدت حركة النهضة أن اتجاه التصعيد حاز قبولا من القوى الإقليمية، ستسعي إلي الاستفادة منه وتدخل في جلسات حوار وطني مع الرئيس قيس سعيد لتؤمن بعض من مكاسبها وتخرج من الأزمة بأقل الخسائر".