الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مناخ متطرف.. هل ينتظر العالم أزمة غذاء بفعل الكوارث؟

الجفاف يضرب الأراضي
الجفاف يضرب الأراضي بسبب تغير المناخ

على مدار العام الحالي، شهدت بقاع عدة من العالم ظواهر مناخية غير معتادة أفضت في بعض الأحيان إلى كوارث مميتة كالفيضانات والحرائق، ولكن بجانب ظواهر الطقس المتطرف التي تستمر لأيام معدودة، هناك مشكلة تبعث على القلق تتعلق بتأثير التغير المناخي على إمدادات الغذاء.

ومن بين الأزمات المهددة للحياة البشرية على ظهر كوكب الأرض، كالحروب والأوبئة؛ تبرز مشكلة الجوع كمأساة لم يفلح العالم في التخلص منها، رغم كل ما حققه من تقدم تقني هائل في أساليب الاستزراع وزيادة المحاصيل وتربية المواشي.

وبحسب تقرير لوكالة "بلومبرج"، تسبب الطقس غير المستقر في القضاء على الأخضر واليابس، بعدما دمرت الفيضانات وموجات الجفاف المحاصيل في جميع أنحاء العالم، مما أدى إلى ارتفاع أسعارها بشدة.

وفي الولايات المتحدة وروسيا، تسبب الجفاف في تدمير المحاصيل. وهو الأمر الذي ينطبق على حقول فول الصويا في البرازيل التي تعاني من الجفاف الشديد أيضًا، إذ لم يبلّل تربتها سوى قليل من الأمطار العارضة. أما في دول مثل فيتنام وماليزيا وإندونيسيا، فالمشكلة تتمثل في العكس تماماً، فقد تسبب هطول الأمطار الغزيرة في حدوث فيضانات في حقول الأرز والأراضي التي تغطيها أشجار زيت النخيل.

ويُعتبر ظهور كل تلك التوترات في سلاسل الإمدادات، بصورة مفاجئة، بمثابة ضربة موجعة للاقتصاد العالمي الذي كان يكافح لاستعادة توازنه بعد الصدمة التي تعرض لها بسبب الإغلاقات الناجمة عن تفشي فيروس كورونا.

ومع ارتفاع أسعار كل شيء بدءاً من السكر إلى زيت الطهي، يُدفع ملايين من أسر الطبقة العاملة، التي اضطُرّت بالفعل إلى تقليص مشترياتها من المواد الغذائية تحت وطأة الوباء، لتوغل في أزمات مالية أكثر عمقاً.

وتهدد تلك الزيادات برفع مؤشرات التضخم الأوسع نطاقًا في بعض الدول، وقد تجعل من الصعب على محافظي البنوك المركزية الاستمرار في توفير الحوافز النقدية لدعم النمو.

وكان مؤشر بلومبرج للسلع الزراعية، الذي يراقب أسعار تسعة محاصيل، قد شهد ارتفاعاً بمقدار 28% منذ أواخر أبريل حتى أكتوبر العام الماضي، محققاً بذلك أعلى مستوياته منذ ما يزيد على أربعة أعوام. كما كان القمح هو المحصول الأغلى منذ عام 2014، وفقاً للبيانات حتى أكتوبر 2020.

ويحذّر علماء المناخ من أن تزايد أنماط الطقس المتطرفة التي لا يمكن التنبؤ بها سيشكّل تهديداً متزايداً لإنتاج المحاصيل والأمن الغذائي. وبالفعل، نحن نشهد ما يعنيه العيش في عالم مضطرب المناخ في ظل اجتياح حرائق الغابات جميع أنحاء غرب الولايات المتحدة، وتزايد ضراوة موسم الأعاصير.

وكشف تقرير للأمم المتحدة أن حوالي عُشر عدد سكان العالم، أو ما يصل إلى 811 مليون شخص، كانوا يعانون من نقص التغذية خلال العام الماضي، مضيفة أن العالم سيحتاج إلى جهد هائل للوفاء بتعهده بالقضاء التام على الجوع بحلول عام 2030.

وأظهر التقرير أن أكثر من نصف عدد الأشخاص الذين يعانون من نقص التغذية (418 مليون) يعيشون في آسيا، وأكثر من الثلث (282 مليون) في أفريقيا، ونسبة أقل (60 مليون) في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي. لكن أكبر ارتفاع في معدلات الجوع كان في إفريقيا، حيث يقدر معدل انتشار نقص التغذية بنسبة 21% من السكان، وهي نسبة تتجاوز ضعف النسبة المسجلة في أي منطقة أخرى.

وطبقا لمؤشر أسعار منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) الذي يقيس التغيرات الشهرية لسلة من الحبوب والبذور الزيتية ومنتجات الألبان واللحوم والسكر، ارتفعت أسعار الغذاء في الأسواق العالمية بنحو 33.9 بالمئة على أساس سنوي في يونيو الماضي.

أما مؤشر الجوع العالمي، فيكشف عن واقع مخيف للجوع في العالم، إذ يُقدر عدد الدول التي تعاني من مستويات جوع شديدة ومقلقة بـ 51 دولة حول العالم، بعضها دول كثيفة السكان.

ويكشف المؤشر أن هناك 690 مليون شخص يعانون من سوء التغذية، و144 مليون طفل يعانون من التقزم الناتج عن سوء التغذية، و47 مليون طفل يعانون من الهزال الناتج عن سوء التغذية، وفي عام 2018 توفي 5.3 مليون طفل قبل بلوغهم الخامسة من العمر بسبب سوء التغذية.