الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سوريا إلى الصف العربي عبر بوابة مصر.. موقع أمريكي: القاهرة تقود جهود إعادة دمشق إلى مكانتها الإقليمية

علما مصر وسوريا
علما مصر وسوريا

اكتسب لقاء وزير الخارجية سامح شكري نظيره السوري فيصل المقداد في 24 سبتمبر الماضي بنيويورك على هامش جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة أهمية خاصة، كونه أول لقاء يجمع وزيري خارجية البلدين منذ نحو 10 سنوات.

وخلال اللقاء بحث الوزيران عددًا من القضايا في مقدمتها الخطوات المطلوبة لإنهاء أزمة الحرب الأهلية السورية المستعرة منذ عقد كامل، وعودة سوريا إلى مكانتها الطبيعية كعضو فاعل في العالم العربي.

وفي هذا الصدد قال موقع "المونيتور" الأمريكي إن مصر تلعب دورًا أساسيًا ونشطًا في جهود إنهاء الحرب السورية، التي أودت بحياة أكثر من 338 ألف شخص ودمرت البنية التحتية للبلاد ونزح بسببها أكثر من نصف الشعب السوري.

وعقب لقائه نظيره السوري، قال شكري "ما يعنينا الآن هو الوصول إلى حل للأزمة السورية، وهذا الحل يتطلب الامتثال لقرارات مجلس الأمن الدولي، ويجب أن يكون هناك تفاهم بين الدول الفاعلة والجهات المؤثرة فيما يتعلق بالأزمة. كما يجب على الحكومة السورية أن تدرك مسؤوليتها تجاه شعبها ويجب أن يعود النازحون إلى وطنهم. هذه أمور يجب أن تستكشفها الحكومة السورية ومختلف الجهات الفاعلة".

جامعة الدول العربية علقت عضوية سوريا في نوفمبر 2011، وقطعت بعض الدول العربية علاقاتها الدبلوماسية بالحكومة السورية. وفي عهد حكم جماعة الإخوان في مصر بين عامي 2012 و2013، قطعت حكومة الجماعة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، غير أن موقف مصر تبدل تمامًا بعد ثورة 30 يونيو، فأعيدت الاتصالات مع دمشق، وتوسطت القاهرة في بعض جولات مفاوضات المصالحة بين الحكومة السورية وفصائل معارضة مسلحة.

ونقل موقع "المونيتور" عن كارولين روز، الخبيرة بمعهد نيولاينز للاستراتيجية والسياسة بواشنطن، أن لقاء شكري والمقداد جاء بمثابة محطة مهمة في جهد مصري طويل الأمد لإعادة تطبيع العلاقات العربية مع سوريا.

وقالت روز "لطالما دعت القاهرة إلى رفع التجميد عن عضوية سوريا بجامعة الدول العربية، وعقد مسؤولون من البلدين اجتماعات عدة لاستكشاف إمكانيات تعزيز العلاقات، لا سيما مع إعادة بعض الدول العربية فتح سفاراتها في دمشق ورحلات خطوطها الجوية إلى سوريا".

وفي أواخر عام 2018، أعادت الإمارات والبحرين فتح سفارتيهما في دمشق، كما عاد سفير عمان للإقامة في سوريا عام 2020، وأعلن الأردن الأربعاء الماضي إعادة فتح معبر جابر الحدودي بين البلدين.

وقال الخبير بالشأن السوري ومدير مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة أوكلاهوما الأمريكية جوشوا لانديس "يبدو أن هناك جهودًا متضافرة لإعادة سوريا إلى الحظيرة العربية، والتي ستنتهي بإعادة قبولها في جامعة الدول العربية."، مضيفًا أن مصر ترى مصلحة في تعزيز علاقاتها مع سوريا لأنه "لا أحد يرغب في رؤية المزيد من الفوضى في المنطقة".

وأوضح لانديس أنه "لكي يعود الاقتصاد الإقليمي إلى الحياة، يجب أن تستعيد سوريا مكانتها الطبيعية داخل العالم العربي. هذا الأمر حيوي للصحة الاقتصادية للأردن ولبنان والعراق وكذلك مصر".

والشهر الماضي، أبرمت مصر وسوريا والأردن ولبنان اتفاقًا لتوريد الغاز الطبيعي من مصر إلى لبنان عبر خط أنابيب يمر بالأراضي السورية.

وتقول كارولين روز "من خلال إعادة الاقتراب من سوريا والسعي إلى التطبيع، تبحث دول الشرق الأوسط عن طرق ليس فقط لتقويض وجود وكلاء إيران في المنطقة، ولكن أيضًا للحصول على فرص اقتصادية جديدة تأتي مع عملية إعادة الإعمار السورية ومواجهة الوجود العسكري المتزايد لتركيا في دول الشرق الأوسط والبحر المتوسط".