الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وثائق للمخابرات الأمريكية.. كيف تسبب اغتيال السادات في دمار منطقة الشرق الأوسط؟

محمد أنور السادات
محمد أنور السادات

نشر معهد بروكينجز الأمريكي، اليوم السبت، ورقة بحثية حول اغتيال الرئيس الراحل، محمد أنور السادات، أعدها المحلل السابق في وكالة المخابرات الأمريكية، بروس ريدل، تناولت التبعات الكارثية التي حلت بمنطقة الشرق الأوسط عقب اغتيال السادات.

 

وقال ريدل في ورقته البحثية التي نُشرت بعنوان "كيف أثر مقتل أنور السادات قبل 40 عاما على الشرق الأوسط".

 

ويقول ريدل: "قبل أربعين عاما في السادس من أكتوبر عام 1981، تم اغتيال الرئيس المصري أنور السادات على يد متطرفين إرهابيين في القاهرة. لقد كنت حينها محللا في وكالة المخابرات الأمريكية وكنت قد نشرت للتو ورقة بحثية حول حادث اغتيال السادات، والذي اعتبرته جاء في ضوء المعارضة العميقة لاتفاق السلام مع إسرائيل".

وأضاف ريدل: "لقد مهد مقتل السادات الطريق للحرب في لبنان عام 1982، وتشكيل حزب الله وبذور تنظيم القاعدة".

وتابع ريدل قائلا: “لقد كان ”السادات" قائدا لا يمكن التنبؤ بتصرفاته بشكل مقصود ومدروس، حيث تجاهلت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في الموجز اليومي الذي يقدم للرئيس الأمريكي، خطاب السادات الشهير عام 1977 الذي عرض فيه زيارة القدس واعتبرته خطابا استعراضيا، إلا أنه بعد أسبوع من الخطاب كان السادات قد وصل القدس بالفعل. لقد عقد اتفاقية السلام مع إسرائيل في كامب ديفيد بدعم كامل من الرئيس الأمريكي السابق، جيمي كارتر، إلا أن كثير من العرب اعتبروا أن السادات خان القضية الفلسطينية في اجتماع قمة ماريلاند بحلول عام 1981".

 

ويقول المحلل السابق في المخابرات الأمريكية: “ورقتي البحثية توقعت انتقالا سلسا للسلطة إلى حسني مبارك، نائب الرئيس آنذاك، وهو بالضبط ما حدث”. 

واستطرد ريدل قائلا: "حينها أعاد المدير الجديد للمخابرات الأمريكية، بيل كيسي، طبع الورقة البحثية وتوزيعها في جميع أنحاء واشنطن لصرف الانتباه عن أن طاقم الحرس الشخصي للسادات كان مدربا من قبل المخابرات الأمريكية".

 

وأشار ريدل إلى أنه بعد أسابيع قليلة من تولي مبارك الحكم، سأل وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك، أرئيل شارون خبراء المخابرات العسكرية الإسرائيلية عما سيفعله مبارك حيال احتلال لبنان من قبل الجيش الإسرائيلي، وتفكيك منظمة التحرير الفلسطينية، وطرد الجيش السوري خارج شمال لبنان.

 

وتابع ريدل قائلا: "لقد ردوا عليه كما كتبت سابقا بأن رد فعل مبارك لن يكون قويا، أما السادات فكان سيرد على ذلك بشكل مختلف. لقد أشاروا إلى أن السادات على الأرجح كان سيعلن تخليه عن معاهدة السلام وكان سيرد بقوة على غزو لبنان".

 

وفي يونيو 1982، شن شارون هجومه على لبنان، الذي أدى إلى مذبحة صبرا وشاتيلا في سبتمبر 1982، والتفجير الانتحاري للسفارة الأمريكية في أبريل 1983، والذي تسبب في مقتل 63 شخصا بينهم 7 من ضباط وكالة المخابرات الأمريكية.

 

واعتبر ريدل في ورقته البحثية، أن تلك الخطوات أدت إلى ولادة حزب الله، الذي دفع إسرائيل للخروج من لبنان بحلول عام 2000.

 

وأردف ريدل قائلا: “وعلى هامش واقعة اغتيال السادات عام 1981، اعتقلت السلطات طبيبا مصريا بارزا يدعى أيمن الظواهري، وذلك خلال مداهمات قامت بها الشرطة بعد مقتل السادات، وبسبب سلوكه ومهاراته اللغوية، أصبح الظواهري متحدثا باسم المتآمرين في السجن، وبعد إطلاق سراحه، ظل هاربا منذ ذلك الحين، إلى أن التقى أسامة بن لادن لتبدأ ولادة تنظيم القاعدة”.

 

وأشار ريدل إلى أن تنظيم القاعدة تم تشكيله بهدف واحد وهو تدمير إرادة أمريكا لدعم إسرائيل، موضحا أن الظواهري كان متورطا في مؤامرة "العملاء الثلاثة" التي تسببت في مقتل 9 ضباط من المخابرات الأمريكية عام 2009 في أفغانستان.