الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكم الاستنشاق في الوضوء والأنف مسدود .. الإفتاء تجيب

حكم الاستنشاق في
حكم الاستنشاق في الوضوء

حكم الاستنشاق في الوضوء والأنف مسدود .. الاستنشاق سنة في الوضوء والغسل عند المالكية والشافعية، وواجب على الراجح عند الحنابلة، وواجب في الغسل دون الوضوء عند الحنفية، ويجزئ في الاستنشاق وصول الماء إلى جزء من الأنف ولا يجب وصول الماء إلى آخر الأنف ولا وصوله إلى الحلق.

 

حكم الاستنشاق عند الفقهاء

 ذهب المالكية والشافعية إلى أنهما سنتان في الوضوء والغُسل، وذهب الحنابلة في المشهور إلى أنهما واجبان في الوضوء والغُسل، وذهب الحنفية إلى أنهما واجبان في الغُسل سنتان في الوضوء، ودليل وجوبها في الوضوء والغسل، هو أن الذين وصفوا وضوءه صلى الله عليه وسلم ذكروا أنه تمضمض واستنشق، ومداومته عليهما تدل على وجوبهما، لأن فعله يصلح أن يكون بياناً لأمره تعالى.

.
وأما دليل من أوجبها في الغسل دون الوضوء، فهو أن الواجب في باب الوضوء غسل الأعضاء الثلاثة ومسح الرأس، وداخل الأنف والفم ليس من جملتها، أما ما سوى الوجه فظاهر، وكذا الوجه، لأنه اسم لما يواجه إليه عادة، وداخل الأنف والفم لا يواجه إليه بكل حال، فلا يجب غسله بخلاف الجنابة، لأن الواجب هناك تطهير البدن، بقوله تعالى: «وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا» أي طهروا أبدانكم، فيجب غسل ما يمكن غسله من غير حرج ظاهراً كان أو باطناً، ومواظبة النبي صلى الله عليه وسلم عليهما في الوضوء، دليل السنية دون الفرضية، فإنه كان يواظب على سنن العبادات.


ومن قال بسنيتها مطلقاً، قال: إنما لم تجبا لآية الوضوء المبينة لواجباته انتهى. من أسنى المطالب.

 

لا أستطيع الاستنشاق في الوضوء ماذا أفعل؟

قال الدكتور عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية وأمين لجنة الفتوى دار الإفتاء، إن الفقهاء اختلفوا في حكم الاستنشاق في الوضوء، فعند المالكية والشافعية أن الاستنشاق سُنة في الوضوء والغسل، وواجب عند الحنابلة، وواجب في الغسل دون الوضوء عند الحنفية.

وأضاف «عويضة» في إجابته عن سؤال: «لا أستطيع الاستنشاق أثناء الوضوء فهل ذلك يبطله؟»، أن عدم القدرة على الاستنشاق أثناء الوضوء لا يبطل الوضوء.

ونصح الشيخ عويضة السائل بأنه عليه استنشاق الماء على قدر الاستطاعة الخاصة به، ولا يؤثر ذلك على صحة الوضوء، كما يمكنه وضع الماء داخل الأنف دون استنشاق بشكل كبير خاصة إذا كان من أصحاب الأعذار كمريض الجيوب الأنفية.

وتابع: ويجزئ في الاستنشاق في الوضوء وصول الماء إلى جزء من الأنف ولا يجب وصول الماء إلى آخر الأنف ولا وصوله إلى الحلق.

 


 

كيفيّة الوضوء الصحيح

كيفيّة الوضوء الصحيح ورد في قول الله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمْ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ». (سورة المائدة:6)


ويتبيّن من الآية الكريمة أنّ هناك عدّة خطوات يجب على المُسلم أن يقوم بها عند الوضوء، وهي على التّرتيب كالآتي: ينوي المسلم بقلبه الوضوء، ثمّ يقول: «بسم الله». يقوم بغسل كفّيه ثلاث مرّات.


يتمضمض ثلاث مرّاتٍ، وذلك عن طريق وضع الماء في فمه ثمّ إخراجه، ويستنشق ثلاث مرّات، وهو جذب الماء عن طريق النَّفَس إلى الأنف، ثمّ يستنثر الماء، فقد قال الرّسول عليه الصّلاة والسّلام: «وبالغ في الاستنشاق إلّا أن تكون صائمًا».

يغسل الوجه كاملًا ثلاث مرّات، وحدود الوجه هي منابت شعر الرّأس إلى آخر الذّقن، ومن الأذن إلى الأذن الأخرى، وإن كان بالوجه شعرٌ أو لحيةٌ خفيفةٌ وجب غسلها وما تحتها من البشرة، وإن كان الشّعر كثيفًا وجب غسل ظاهره.


يغسل اليدين إلى المَرافق ثلاث مرّات من أطراف الأصابع إلى المرفقين، ويبدأ باليمين أوّلًا، ويمسح رأسه مرّةً واحدةً. يمسح أذنيه مرّةً واحدةً. يغسل الرّجلين إلى الكعبين ثلاث مرّات مع تخليل المياه بين الأصابع. يدعو بالدعاء المأثور عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-.


بعد أن ينتهي من الوضوء، فيقول: «أشهد أنّ لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وأنّ محمّدًا عبده ورسوله، اللهمّ اجعلني من التوّابين، واجعلني من المتطهّرين».
 

موجبات الوضوء ومستحباته

موجبات الوضوء هناك العديد من العبادات التي يجب لها الوضوء، ولا تصح بدونه، وهذه العبادات هي: الصلاة: فقد دلّت النصوص الشرعية الثابتة في القرآن الكريم والسنة النبوية على وجوب الوضوء للصلاة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يَقْبَلُ اللَّهُ صَلاةَ أحَدِكُمْ إذا أحْدَثَ حتَّى يَتَوَضَّأَ»، ومن صلّى بغير وضوء ناسيًا أو جاهلًا بذلك فلا يؤاخذ، لكن يجب عليه إعادة الصلاة. 


الطواف حول الكعبة: حيث إن الطواف كالصلاة، ويجب الوضوء له سواء أكان طواف فرض أو نافلة، وقد دلّ على ذلك النصوص الشرعية وفعل الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد أمرنا رسول الله أن نأخذ عنه مناسك العمرة والحج فنقتدي به. 


مس القرآن الكريم: فلا يجوز للمحدث أن يمسّ القرآن الكريم، واستثنى العلماء من ذلك الأطفال والصغار. ما يُستحبّ له الوضوء يُستحبّ الوضوء لما يأتي: قراءة القرآن الكريم وذكر الله سبحانه. إذا أراد الجنب الأكل أو الشرب أو النوم. قبل الاغتسال. قبل النوم. الوضوء لكل صلاة.
 

سنن وفرائض الوضوء

 فرائض الوضوء التي لا يكون الوضوء صحيحًا إلا بها هي: النّية: فلا يصحّ العمل عند الله -تعالى- ولا يُقبل إلا بالنية، وهي عقد القلب على العبادة تقرّبًا إلى الله عز وجل، ومكان النية القلب.


غسل الوجه: اتّفق الفقهاء على أنّ غسل ظاهر الوجه بكامله مرّةً فرض من فروض الوضوء، وهو ما بين الأذن إلى الأذن، ومنابت الشعر إلى أسفل الذقن.


غسل اليدين إلى المِرفقين: اتّفق الفقهاء على أنّ غسل اليدين إلى المِرفقين ركنٌ من أركان الوضوء وفرض من فروضه. 


مسح الرّأس: اتّفق الفقهاء على أنّ مسح الرّأس في الوضوء من أركانه وفرض من فروض الوضوء، ولا يسمّى مجرّد وضع اليد أو الأصابع على الرأس مسحًا، بل يتحقّق ذلك بتحريك اليد مسحًا على الرأس وإصابته بالبلل. 


غسل الرّجلين إلى الكعبين: والكعبان هما العظمتان الناتئتان، وتكون عند مفصل القدم وساقه. 


التّرتيب: والمراد بالتّرتيب أن يأتي بالطّهارة عضوًا بعد عضو، كأن يغسل الوجه ثم اليدين إلى المِرفقين، وهي من الفروض المختلف فيها بين العلماء، حيث إن بعضهم يراه فرضًا؛ كالشافعي، وأحمد بن حنبل، وابن عباس، وعثمان، وعلي -رضي الله عنهم- وغيرهم، والبعض الآخر لا يراه فرضًا، كأبي حنيفة، ومالك، والزهري، وأبي داود، وسعيد بن المسيّب -رضي الله عنهم- وغيرهم، وكل منهم له أدلته.


المُوالاة: وهي غسل الأعضاء على سبيل التّعاقب بحيث لا يجف العضو الأول قبل الشّروع في الثّاني، فلا يفصل المتوضّئ بين الأعضاء بفاصلٍ زمنيٍّ طويل، وهي من الفرائض المختلف فيها كذلك. 
 

سنن الوضوء

للوضوء سنن كان يفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وحثّنا على فعلها من غير إلزام، ولا إثم على من تركها، لكنّ لها أجرًا عظيمًا، ويثاب فاعلها وتزيد من حسناته، وهذه السنن هي: التسمية عند البدء بالوضوء.


السواك عند أول الوضوء أو المضمضة، وغسل الكفّين ثلاث مرّات أوّل الوضوء، المبالغة في المضمضة والاستنشاق، ويكون ذلك لغير الصائم. التخليل: ويكون ذلك بتخليل اللحية وأصابع اليدين والرجلين، وغسل الأعضاء ثلاث مرات: ويكون ذلك بغسل الكفين، والمضمضة، والاستنشاق، وغسل الوجه، واليدين إلى المرفقين، والرجلين إلى الكعبين. 


التيمّن بغسل اليد والقدم اليمنى قبل اليسرى. دلك الأعضاء أثناء الوضوء وعدم الإسراف بالماء، والدعاء والذكر المأثور عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد الوضوء.