الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر واليونان في عهد السيسي |دعم لا يتوقف ووحدة كـ البنيان المرصوص

الرئيس السيسي ورئيس
الرئيس السيسي ورئيس وزراء اليونان

مصر بوابة اليونان للتواصل مع الدول الإفريقية، واليونان بوابة رئيسية لمصر مع دول القارة الأوربية، فـ مصر واليونان تمثلان جسراً لربط الشمال والجنوب.

وتتمتع مصر واليونان بعلاقات ثنائية متميزة، وتقارب في الرؤى تجاه مختلف القضايا الإقليمية والدولية بشكل عام، ويرجع ذلك إلى عمق الروابط التاريخية والجغرافية والثقافية والدبلوماسية بين البلدين إلى جانب وجود جالية يونانية كبيرة في مصر، وأخرى مصرية في اليونان.

علاقات ضاربة في أعماق التاريخ 

وتحظى علاقات مصر واليونان، بخصوصية كبيرة، لا لأنها تضرب بجذورها في أعماق الحضارة الإنسانية فحسب، لكن كونها تمثل - على مدار عقود - نموذجًا للترابط والتعايش بين الثقافات والأديان والتعاون الاستراتيجي في منطقة شرق المتوسط.

والإرث التاريخي بين القاهرة وأثينا، الذي بدأ ما قبل الميلاد بنحو 300 عام، شهد تطورا كبيرا منذ القرن الثامن عشر ميلادية، وكان دافعا للدولتين في اتجاه تقارب الرؤى إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية بشكل عام، بفضل الروابط التاريخية والجغرافية والثقافية بين البلدين، فضلا عن قدم العلاقات الدبلوماسية بينهما، والتي ترجع إلى عام 1833.

السيسي والعلاقات المصرية - اليونانية 

ومنذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي، الحكم في مصر عام 2014، وشهدت العلاقات المصرية - اليونانية نقلة نوعية على مختلف الأصعدة خاصة السياسية والاقتصادية والثقافية والأمنية لتتوالى الزيارات الرئاسية والدبلوماسية بين البلدين، سواء بشكل ثنائي أو في إطار القمم الثلاثية بين مصر واليونان وقبرص التي تستضيفها الدول الثلاث بالتناوب.

وفي 8 نوفمبر 2014، عقدت قمة ثلاثية، جمعت الرئيس السيسي، وكل من نيكوس أناستاسيادس رئيس جمهورية قبرص، وأنتونيس ساماراس رئيس وزراء جمهورية اليونان، وبدأت القمة بجلسة مباحثات مغلقة عقدها السيسي، مع الرئيس القبرصي ورئيس وزراء اليونان، تلتها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفود الدول الثلاث.

وعقدت في 8 نوفمبر 2018، قمة ثلاثية بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، جمعت الرئيس السيسي، وكل من نيكوس أناستاسيادس رئيس جمهورية قبرص، وأنتونيس ساماراس رئيس وزراء جمهورية اليونان، حيث تعد القمة السادسة من نوعها خلال 4 سنوات، وشهدت توقيع وزراء ومسئولين من الجانبين اتفاقيات تعاون مشتركة في عدة مجالات، مثل الصناعة والتجارة.

وفي 21 أكتوبر 2020 شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة الثلاثية بين مصر واليونان وقبرص، والتي عقدت في العاصمة القبرصية نيقوسيا، حيث جدد الرئيس السيسي تأكيد مصر على دعم قبرص لتسوية قضيتها، والتصدي لأي سياسات عدائية.

وفي 21 يونيو الماضي استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم، كيرياكوس ميتسوتاكيس رئيس وزراء جمهورية اليونان، وذلك بحضور وزير الخارجية سامح شكري، والمهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، والوزير اللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، حينها، بأن اللقاء شهد عقد مباحثات ثنائية تلتها مباحثات موسعة بين وفدي البلدين، حيث رحب الرئيس السيسي برئيس الوزراء اليوناني مشيدا بالمستوى المتميز للعلاقات الثنائية الاستراتيجية الممتدة والآخذ في التنامي بين مصر واليونان في جميع المجالات.

تنسيق مشترك ومتبادل 

وفي هذا الصدد قال الدكتور بشير عبد الفتاح، الخبير والمفكر السياسي، إن هناك تنسيق مشترك ومتبادل بين الجانبين المصري واليوناني في ملفات وقضايا عدة منذ العام 2014، وتحديدا عقب تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي حكم مصر، حيث شهدت العلاقات بين البلدين ازدهارا كبيرا.

وأوضح عبد الفتاح في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن أهم الملفات والقضايا المشتركة بين البلدين تتركز حول شرق المتوسط وملف سد النهضة والعلاقة مع تركيا، وضرورة لجم التطلعات والمشاريع التركية في الإقليم، مؤكدا: «من الطبيعي أن نرى الدعم اليوناني لمصر في جميع الملفات ومنها ملف سد النهضة».

وأكد عبد الفتاح، أن مصر تدعم اليونان في ملفات وقضايا عدة منها: شرق المتوسط على سبيل المثال وملف العلاقات اليونانية - التركية، مضيفا: «الدعم المتبادل يأتي في سياق تنسيق دائم في كافة القضايا الاستراتيجية والتطابق في المواقف بين الدولتين المصرية واليونانية».

واختتم: «مثلما تدعم مصر اليونان في كل ملفاتها وقضاياها، اليونان أيضا تدعم مصر في كل قضاياها، وهذا أمر طبيعي ومتوقع في ضوء التنسيق القائم بين البلدين بالإضافة إلى قبرص».