الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكاية السهرة.. لماذا رفض الكحلاوي منشد الرسول الغناء أمام الزعيم جمال عبدالناصر؟ أعرف السبب

صدى البلد

مداح الرسول.. أو رائد فن المدح النبوي.. ألقاب صاحبت الفنان الكبير محمد الكحلاوى، الذى ولد بمنيا القمح محافظة الشرقية، فى الأول من شهر أكتوبر عام 1912، وكان صاحب ثانى شركة للإنتاج الفنى فى الوطن العربى "شركة إنتاج أفلام القبيلة"، التى تخصصت في إنتاج الأفلام العربية البدوية، ومنها "أحكام العرب، يوم في العالي، أسير العيون، وبنت البادية"، وغيرها من الأفلام التي شارك فيها بالتمثيل، واعتبرت هذه الأفلام بداية لتمصير الفيلم العربي، الذي كان يعتمد على النصوص الأجنبية المترجمة، وقدم في هذه التجربة نحو 40 فيلمًا.

 

الخال صاحب الفضل الأول

 

تأثر الفنان محمد الكحلاوى بخاله محمد مجاهد الكحلاوى، الذى تولى رعايته بعد وفاة والديه فى سن صغير، وكان خاله مطربا ومنشدا تأثر به ابن شقيقته وعشق الفن والطرب، خاصة مع ماحباه به الله من موهبة الصوت الجميل، فأتقن إنشاد المواويل الشعبية، إضافة على مواهبه الرياضية، حيث تميز فى كرة القدم وأصبح كابتن فريق نادي السكة الحديد.
 

 

طلاق الوظيفة من أجل الفن

عمل الكحلاوى فى بداية حياته موظفا في السكك الحديدية، ثم ترك وظيفته والتحق بفرقة عكاشة ككومبارس، وعندما تأخر مطرب الفرقة طلب منه منظم الحفلة الغناء لتسلية الجمهور فحقق نجاحا كبيرا، كما عمل بالإذاعة من نشأتها عام 1934.


سافر الكحلاوى مع فرقة عكاشة للشام وعادت الفرقة بعد شهرين وتخلف هو لثماني سنوات في بلاد الشام، فتعلم الغناء العربي الأصيل وأتقن اللهجة البدوية وإيقاعاتها وغناء الموال، ثم عاد إلى مصر ومعه الثروة الضخمة التى كونها خلال عمله فى هذه الفترة، وقدرت بمبلغ حوالي 38 ألف جنيه وقتها.

 
الاتجاه إلى الغناء البدوي

اتجه الفنان الشاب إلى الغناء البدوي الذي تعلمه جيدًا أثناء سفره، فكوّن في بداية حياته ثلاثية جميلة مع بيرم التونسي بالكتابة، وزكريا أحمد بالتلحين، وهو بالغناء، كما أصبح نجما فى التمثيل وشارك فى بطولة عدد من الأفلام، وحصل على عدد من الجوائز، ومنها جائزة عن دوره في فيلم "الذلة الكبرى"، وجائزة الملك محمد الخامس، وحصل في عام 1967 على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، ثم حصل على جائزة الدولة التقديرية.

 

مواقف الكحلاوي الوطنية

كان للفنان محمد الكحلاوى العديد من المواقف الوطنية والقومية، التى ساند خلالها بفنه قضايا الأمة، فحين بدأت حرب 48 وهجرة اليهود إلى فلسطين كان أول من نادى بالوحدة وأنشد العديد من الأغاني الوطنية باللهجة العربية البدوية، ومن هذه الأغاني "على المجد هيا يا رجال"، "وين يا عرب"، "خلي السيف يجول" و"كريم جواد" و"يا أمة الإسلام"، وغيرها.

تحول بوصلة الكحلاوي في منتصف العمر

وفى منتصف عمر الفنان والمنشد الكبير محمد الكحلاوى حدث تحول جوهرى فى حياته جعله يتجه للإنشاد الدينى والمدح النبوى ليصبح لقبه "مداح الرسول" ورائد من رواد الإنشاد الدينى، حيث لحّن أكثر من 600 لحن ديني، من مجمل إنتاجه الذي قارب على 1200 لحن، حيث وضع أسس الأغنية الدينية، فأصبحت تغنى بنوتة موسيقية وفرقة كاملة، وتنوع غنائه بين الإنشاد والغناء والسير والملاحم والأوبريتات، حيث  قدم "سيرة محمد" و"سيرة السيد المسيح" و"قصة حياة إبراهيم الخليل"، ولمع في الغناء الديني ولاقت أغنياته حفاوة عند جمهوره وأصبحت تذاع في كل المناسبات الدينية، ومن أشهر أغنياته "لاجل النبي".

وعن قصة تحول الفنان محمد الكحلاوى واتجاهه للإنشاد الدينى ومدح الرسول قالت ابنته الداعية الإسلامية الراحلة الدكتورة عبلة الكحلاوى أستاذ الفقه والعميد الأسبق لكلية الدراسات الإسلامية بالأزهر فى حوار سابق: "بدأ والدى حياته الفنية مطربًا وممثلاً؛ حتى أصيب باعتلال فى أحباله الصوتية، وفقد القدرة على الغناء لفترة"، مضيفة: "ظل والدى مريضا لا يقدر على الكلام والغناء حتى رأى رؤية فى منامه، وسمع شخصا يوقظه قائلا: "سيعود صوتك ولكن لا تغنى إلا للرسول صلى الله عليه وسلم، واستيقظ ابى ليجد صوته قد عاد، فنذره لمدح الرسول فقط، وقرر أن يعيش ما تبقى من حياته مداحًا للرسول، والا يغنى لأى إنسان آخر".


وأشارت الداعية الإسلامية الدكتورة عبلة الكحلاوى، إلى أنه فى إحدى الحفلات فى عهد الرئيس جمال عبدالناصر، طلبوا والدها ليغنى أمام الرئيس، لكنه اعتذر، مؤكدا أنه نذر صوته للغناء للرسول فقط، ولن يغنى  لأي مخلوق، وأن هذا عهد بينه وبين ربه لن يحيد عنه.


وأنشد الكحلاوى عشرات الأغانى والمدائح النبوية ومنها: "لاجل النبى، يا قلبى صلى على النبى ، خليك مع الله، نور النبى، وخللى السيف يجول"