ينظر العالم بقلق كبير حول التغير المناخي الذي يصيب العالم ويؤثر سلبا على الحياة والموارد الطبيعية لملايين الكائنات على وجه الأرض، الأمر الذي سينعكس بشكل كبير على حياة البشر في العالم.
وينتظر العالم قمة المناخ المقرر انعقادها غدا في مدينة غلاسكو بالمملكة المتحدة، وسط تحديات كبيرة وآمال كثيرة معلقة عليها، وفي ظل أجواء دولية مشحونة بالقلق من مخاطر التغير المناخي، مما يعزز من أهمية خروج المؤتمر بنتائج حاسمة في نسخته السادسة والعشرين.
قمة التغير المناخي
وتعرف قمة التغير المناخي بالاختصار "COP26"، الذي يعني "المؤتمر السادس والعشرين للأطراف في الاتفاقية الإطارية بشأن التغير المناخي"، وتعقد القمة بحضور 197 دولة بهدف مناقشة قضية تغير المناخ، والوصول إلى حلول المشكلات الشائكة.
وتتمثل التحديات الكبيرة التي من المقرر أن تتصدى لها قمة التغير المناخي في ثلاث قضايا، يأتي على رأسها التمويل، والمشكلات التي يواجهها صندوق المناخ الأخضر، الذي تأسس عام 2010 ويحكمه مجلس مكون من 24 عضوًا وتدعمه أمانة عامة ومقره كوريا الجنوبية.
قلق في الدوائر السياسية
وفي هذا الصدد يقول المهندس حسام محرم، مستشار وزير البيئة الأسبق، إنه نتيجة للحوادث الأخيرة التي شهدها العالم والكوارث الطبيعية التي حدثت بدأ العالم يصاب بالقلق وانتقل هذا القلق من الدوائر البيئية والبحثية إلى الدوائر السياسية وصناع القرار.
وأضاف محرم في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الكوارث الطبيعية والبيئية كانت تعاني من تهميش من الأوساط السياسية وصناع القرار في الدولة منذ زمن طويل، ونتيجة للاهتمام المستمر بالتطور التكنولوجي والصناعة على مستوى العالم دون النظر للاعتبارات البيئية، بدأنا نرى هذه الكوارث ومع تكرارها توجهت أنظار الحكومات إلي أهمية الدور البيئي وضرورة التصدي لمخاطرة.
الاهتمام بالوعي البيئي
وتابع: "بدأ الاهتمام بالوعي البيئي مع بداية السبعينات من القرن الماضي، ولكن كان هناك تباطؤ في أخذ خطوات جادة في تصاعد الوعي البيئي، وعدم مواكبة التطورات التكنولوجية والصناعية المتزايدة في العالم".
ولفت محرم إلي أنه في الفترة الأخيرة ومع انتشار فيروس كورونا وتداعياته الاقتصادية كبيرة التي أدت إلى غلق العديد من الدول لمصانعها وفرض الإجراءات الاحترازية، بدأ العالم الانتباه للأضرار البيئية التي كانت ناجمة عن المصانع، وبدا التوافق على عقد قمة عالمية للتعامل مع التغيرات المناخية.
وأضاف أن العالم أدرك أن الإجراءات الاحترازية التي فرضتها الدول بشأن جائحة كورونا ليست كافية لتجنب الأخطار البيئية وتداعياتها "الوجودية" على حياة البشر.
الكوارث البيئية في أوروبا
وعن الكوارث الطبيعية التي حدثت في الدول الأوروبية في الآونة الأخيرة، قال مستشار وزير البيئة الأسبق إن الكوارث التي حدثت في أوروبا في الآونة الأخيرة كانت كاشفة عن سوء التعامل مع البيئة، بالرغم من تقدم هذه الدول إلا أنهم تفاجئوا بالكوارث الطبيعية التي حدثت لهم وأودت بحياة الكثير من البشر.
واختتم: "في الفترات القادمة ستتحول قضايا المناخ والظواهر الطبيعية إلى قضايا سياسية فضلا عن كونها قضايا بيئية".