* مفتي الجمهورية: بيت العائلة المصرية وفر امتزاجاً حقيقياً وبيئة خصبة للحوار
* الأمير: حافظ على النسيج الوطني الواحد لأبناء هذا الوطن
* فؤاد: سيظل هذا النجاح طالما وجد الإخلاص والنيات التي تحب هذه الأرض المباركة
يحل في اليوم الثامن من نوفمبر الجاري، الذكرى العاشرة على تأسيس بيت العائلة المصرية حيث يحتفي الأزهر الشريف والكنيسة القبطية الأرثوذكسية، الاثنين المقبل، بمركز الأزهر للمؤتمرات بمرور 10 أعوام على إنشائه، في حضور لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.
وفي تلك المناسبة يتساءل البعض عما حققه هذا الكيان خلال سنوات العشر الماضية، وماذا قدم للدولة المصرية وأبناء الوطن طيلة هذه المدة، ليؤكد عدد من العلماء ورجال الدين أن نجاح مسئولي البيت في الاستمرار بحد ذاته نجاحاً لا يمكن التقليل منه، فلا يوجد دولة حول العالم استطاعت أن تجمع في كيانٍ واحد
توفير بيئة خصبة للحوار
حيث أكد الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، على أن مبادرة بيت العائلة قد حققت امتزاجًا حقيقيًّا ووفرت بيئة خصبة للحوار بين أتباع الأديان.
وأشار "علام" خلال زيارته الأولى لبلاد البلقان على أن مبادرة بيت العائلة المصرية كنموذج لمجالس الحوار بين الأديان، التي يرأسها فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب ٦ أشهر ، والبابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ٦ أشهر، مؤكدًا أن هذه المبادرة
إرساء أسس التعاون والتعايش
المنسق العام لـ بيت العائلة المصرية الدكتور محمد أبو زيد الأمير، كشف في تصريحات خاصة لـ صدى البلد، تجربة بيت العائلة المصرية، وكيف أنه استطاع خلال السنوات العشر الماضية أن يرسخ لرسالة المؤسسات الدينية الإسلامية والمسيحية في مصر القائمة على تحقيق مواجهة فكرية للتطرف والإرهاب، والعمل على بناء النفس الإنسانية المتوازنة على مستوياتها كافة تسعى نحو السلام الذي ينشده العالم، الأمر الذي يستحق تحمل كل معاناة وجهد وتفهم وعمل جاد من أجل تحقيقه.
"الأمير" أشار إلى أن بيت العائلة المصرية هو تعبير عن الحب والإخلاص الذي يحمله فضيلة الإمام الأكبر ويشاطره فيه قداسة البابا لهذا البلد الطيب المبارك، ورغبتهما في بذل الجهد وتوحيده خدمة لأهل مصر وصون دمائهم وأعراضهم، موضحاً أن رسالة بيت العائلة لا تقتصر على القاهرة كعاصمة اجتمعت فيها مشيخة الأزهر والكاتدرائية بل يحمل بفروعه المنتشرة بكافة أنحاء الجمهورية رسالة طمئنة لكافة المصريين بأننا مستمرون في الحفاظ على الهوية المصرية التي تحترم الآخر وتؤمن بالتعايش وحرية المعتقد.
ولفت إلى أن فكرة تأسيس بيت العائلة المصرية يرجع إلى العام 2011، حينما عرض فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر على قداسة البابا شنودة الثالث الفكرة، فرحب بها وشاركه في تأسيسه مطلع شهر يناير من العام ٢٠١١م، وصدر به قراراً وزارياً في العام نفسه، ليكون مقره الرئيس مشيخة الأزهر بالقاهرة، ويجتمع فيه ممثلين عن الطوائف المسيحية وعلماء الأزهر وعدد من الخبراء والمتخصصين.
المنسق العام لـ بيت العائلة المصرية شدد على أن أهداف بيت العائلة المصرية أهداف نبيلة وسامية يأتي في مقدمتها الحفاظ على النسيج الوطني الواحد لأبناء هذا الوطن، لذا فنحن نؤكد على القيم العليا والقواسم المشتركة بين الأديان والثقافات والحضارات الإنسانية المتعددة، بلورة خطاب جديد ينبثق منه أسلوب من التربية الخلقية والفكرية، بما يناسب حاجات الشباب والنشء، ويشجع على الانخراط العقلي في ثقافة السلام، ونبذ الكراهية والعنف، التعرف على الآخر، وإرساء أسس التعاون والتعايش بين مواطني البلد الواحد، رصد واقتراح الوسائل الوقائية للحفاظ على السلام المجتمعي.
نموذج فريد في التقويم المشترك بين أبناء الأديان
في حين، أكد الدكتور عبد المنعم فؤاد،أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، المشرف العام على أروقة الأزهر الشريف، إلى أن بيت العائلة كفكرة استطاع الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وقداسة البابا ترجمتها على أرض الواقع عام 2011 م، هو نموذج فريد في التقويم المشترك بين أبناء الأديان والثقافات المختلفة، حيث هدف من خلاله المحافظة على الوحدة المصرية والشخصية الوطنية والعودة لقيم الدين سواء ما يتعلق بالدين الإسلامي والمسيحي.
ولفت "فؤاد" إلى أن نجاحات هذا البيت ملموسة ومرئية ومسموعة للجميع،فقد ترجمت لقاءاته وجلساته إلى الواقع الملموس في حياة المصريين، وقد رأينا المسيحي والمسلم يتبادلان الاحترام، ويؤكدان على أن للدين يدان لا تصفق دون الأخرى، وأن المحبة سمة مصرية خالصة، وأن الأديان إذا ما التقى أصحابها لا يمكن أن تكون بريداً للحروب والتطرف.
ولفت أستاذ العقيدة بالأزهر، إلى أن بيت العائلة نموذجاً فريداً ينبغي أن يتم تصديره للدنيا، فمصر من خلال حضارتها وأبنائها والرموز التي تعيش فيها تعرف قيمة الإنسان، موضحاً أن مجرد تطبيق الفكرة هو نجاح فريد ليس له مثيل في الدنيا بأسرها، وإلا فأرني في دول الدنيا مثل هذا الالتقاء البابا يجلس برجال الدين المسيحي تحت قبة الأزهر، والإمام الأكبر ورجال الدين الإسلامي يجلسون تحت قبة الكنيسة، فلا يكون هذا إلا في مصر.
وبرهن "فؤاد"، على نجاح هذا البيت في مهمته بأن مصر حفظت استمراريته فلم يهدم، بل نزل أعضائه إلى المحافظات لتقرير ثقافة السلم، وسيظل هذا النجاح طالما وجد الإخلاص والنيات التي تحب هذه الأرض المباركة.
وشدد عميد كلية الوافدين السابق على أن مصر محفوظة بوعد رب العالمين، فليس في الدنيا وطن ذكرته الكتب المقدسة بمثل ما ذكر عن مصر، وليس هناك بلد كرمه الأنبياء كمصر،فقد كرم المسيح عيسى بن مريم وأمه مصر بزيارتهما لها، وقد كرمها النبي المصطفى بوصيته الشريفة بأهلها وجيشها، لافتاً أن الأنبياء يوصون بهذا البلد وهذا إخبار عن رب العالمين فنجد: "مبارك أهل مصر" في الكتاب المقدس، وفي القرآن يقول يوسف "ادخلوا مصرإن شاء الله آمنين".
بلورة خطاب جديد
ويحتفي الأزهر الشريف والكنيسة القبطية الأرثوذكسية، الاثنين المقبل، بمرور 10 أعوام على إنشاء بيت العائلة المصري، في حضور لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.
ويقوم بيت العائلة المصرية على تنفيذ القيم العليا والقواسم المشتركة بين الأديان والثقافات والحضارات الإنسانية المتعددة، مع بلورة خطاب جديد ينبثق منه أسلوب من التربية الخلقية والفكرية، بما يناسب حاجات الشباب والنشء، ويشجع على الانخراط العقلي في ثقافة السلام، ونبذ الكراهية والعنف، والتعرف على الآخر وقبوله، وإرساء أسس التعاون والتعايش بين مواطني البلد الواحد، فضلًا عن رصد واقتراح الوسائل الوقائية للحفاظ على السلام المجتمعي.
ويهدف بيت العائلة المصرية إلى الحفاظ على النسيج الوطني الواحد لأبناء مصر، فضلًا على الحفاظ على الشخصية المصرية وصيانة هويتها، واستعادة القيم العليا الإسلامية والقيم العليا المسيحية، والتركيز على القواسم المشتركة الجامعة، والعمل على تفعيلها، وتحديد التنوع والاحترام المتبادل لحق الاختلاف – التكاملي، واستنهاض قيم المواطنة والتقاليد الأصيلة، وتقوية الخصوصيات الثقافية المصرية .