الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطيب الجامع الأزهر: ‏تنحية الدين عن بعض جوانب الحياة يناقض العبودية ‏

محمود الهواري
محمود الهواري

ألقى خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر الدكتور محمود الهواري، الباحث الشرعي بمشيخة ‏الأزهر، ‏والتي دار موضوعها حول «حقيقة العبودية لله تعالى».‏

في بداية الخطبة أشار الدكتور الهواري، إلى أن بعض الناس لا يتصورون المعنى الحقيقي ‏للعبودية، ظانين أن انفعالاتهم القسرية هي أفعال اختيارية، يفعلونها  بإرادتهم وقوتهم، مؤكدا أن ‏الإنسان في الحقيقة منفعل بهذه القوة، ولم يخلقها في نفسه، فهي تخلق فيه بعد ضعف وعجز، ‏وتنمو شيئا فشيئا حتى تكتمل، ثم تنقص شيئا فشيئا، دون أن يتخذ لذلك أي قرار، بل إنه لا يدري ‏كيف يحدث ذلك، فلا هو أوجدها ابتداء، ولا هو يستطيع استبقاءها أبدا.‏

أكد خطيب الجامع الأزهر، أن الوظيفة التي لأجلها خلقنا الله جل جلاله، هي عبادته وحده لا ‏شريك له،  والخضوع له ولشرعه تعالى، مع الحب والرضا، فقال تعالى: «وما خلقت الجن ‏والإنس إلا ليعبدون»، كما أن العبودية هي المهمة التي بعث بها الأنبياء، قال تعالى «ولقد بعثنا ‏فى كل أمةۢ رسولا أن ٱعبدوا ٱلله وٱجتنبوا ٱلطغوت»، كما كان نداء كل نبي لقومه «يا قوم ‏اعبدوا الله ما لكم من إله غيره»، وكل ما في هذا الكون هو عابد لله: قال تعالى: ﴿تسبح له ‏السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه ‏كان حليما غفورا﴾. ‏

ولفت الدكتور الهواري إلى أن هناك عبوديات زائفة، حذرنا منها رسولنا الكريم، حينما قال: ‏‏{تعس عبد الدرهم، تعس عبد الدينار، تعس عبد الخميصة، تعس عبد القطيفة، تعس وانتكس وإذا ‏شيك فلا انتقش}، فعبد المال يخون الأمانة لأجل المال، ويغش في المعاملة لأجل المال، ولا ‏يرضيه إلا المال ولتذهب المبادئ إلى الجحيم، كذلك مثله عبد الهوى والشهوة والشهرة والمنصب ‏قال تعالى:  "أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا "، مؤكدا أن العبودية لله عز وجل ‏شرف وعز، والعبودية لغيره ذل ومهانة.‏

أوضح الدكتور الهواري أن محاولة البعض تنحية الدين عن بعض جوانب الحياة، اعتقادا منهم ‏أن جزءا من حياة الإنسان لا دخل لله تعالى فيه، فهي أمور تناقض العبودية، وقد نسي هؤلاء أن ‏الدين هو الوحي، وهو إرادة الله من عباده، حتى وصل الأمر ببعضهم  إلى رفض بعض الوحي، ‏كرفض آية من القرآن، أو حديث صحيح من السنة، بمعنى أنه لم يعد عند الشخص احترام أو ‏تعظيم للنص الشرعي، فيرده برأيه كما يرد كلام الناس، مؤكدا أن النص الشرعي هو إرادة الله ‏الشرعية من عباده، فمن آمن به وعمل فقد قام بالعبودية لله تعالى، ومن رفضه فقد خرج عن ‏العبودية ليعبد الشيطان، أو هواه، أو آلهة أخرى.‏