الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الزيارات العائلية يوم الجمعة طقس جميل اختفى بفعل الزمن | نوستالجيا 

 الزيارات العائلية
الزيارات العائلية يوم الجمعة

في حقبة الثمانينات والتسعينات كانت الزيارات العائلية يوم الجمعة طقس أساسي يلتزم به الجميع في مصر لأنه كان بمثابة اللقاء الذي يجمع الأحبة، فالأحبة ليس مجرد رجال وامرأة بل كل من يكن له المرأة مشاعر الحب والود وفى مقدمتهم الأهل والأقارب.

فكانت قديما المشاعر الإنسانية قوية بين أفراد الأسرة والعائلة لذا كانت الزيارات العائلية أمر في غاية الأهمية وليست مجرد شيء هامشي وكان الجميع يلتزم به من باب الإجبار ولكن للرغبة في لقاء أفراد يمتلكون مكانة كبيرة في القلب ومجرد لقائهم وإمضاء بعض الوقت معهم كانوا يشعرون بالسعادة والبهجة وهذا في حد ذاته يجدد طاقتهم لمواصلة الحياة والتغلب على ضغوطها ومشاكلها.

وكانت الزيارات العائلية يوم الجمعة أمر أساسي فى البيوت المصرية فكان الأهل والأقارب يجتمعون في بيت العائلة الكبير ويمضون اليوم بأكمله مع بعضهم ويتناولون وجبة الإفطار والغداء الفخار والعشاء ويتناول الشاي فى “ البلكونة ” ويسترجعون الذكريات الجميلة التي تعيد لهم الإحساس بالانتعاش والطاقة.

ويمضون بعض الوقت أمام شاشة التلفاز لمشاهدة الفيلم أو المسلسل المفضل مع كوب من مشروب دافئ بجانب بعض قطع المخبوزات أو المكسرات أو يتناولون العصائر الطازجة المعدة فى المنزل كما كان البعض يحب تناول الأطعمة الطازجة مثل الفاكهة واللب والفشار.. وكان الجميع يمضي وقتا سعيدا خلال هذا اليوم يشحنهم جميعا بطاقة إيجابية كبيرة.

مشاهدة التلفاز
مشاهدة التلفاز

وكانت النساء تتعاون في إعداد مائدة الغداء والحلويات والعصائر ولأن عددهن كبير كان الأمر لا يستغرق جهدن كبيرن منهن فكل امرأة مسئولة عن مهمة واحدة مما يتيح لهن الاستمتاع ببقية اليوم .

كما أن الأطفال كانوا يمضون اليوم في اللعب والمرح سويا مما كان ينشئ بينهم علاقات صداقة قوية تكبر مع الزمان ويصبحون مثل أهلهم الكبار فيما بعد .

أما الأجداد فكانوا يشعرون بسعادة كبيرة بتجمع أبنائهم وبناتهم مع زوجاتهم وأزواجهم والأحفاد الصغار فكان هذا الجو كفيل بمنحهم الشعور بالبهجة والسعادة التي تحميهم من المشكلات النفسية التى تصيب كبار السن وتقلل احتمالات الإصابة بالأمراض الجسدية .

201806120124402440
201806120124402440

ولكن مع الأسف لم يستمر الأمر طويلا فبعد ذلك بدأت تزداد أسعار السلع والخدمات وفى نفس الوقت زادت متطلبات الحياة وظهرت الكثير من الكمليات التى تحولت لضروريات مما زاد من أعباء رب الأسرة وأصبح الكثير من الرجال يعملون فى أكثر من مهنة أو مهنة واحدة فى أكثر من مجال لايجدون الوقت الكافى وتحول يوم الجمعة من يوم الزيارات العائلية ليوم الراحة والمكوث فى المنزل للتمكن من مواصلة الأنشطة المختلفة طوال الأسبوع والاكتفاء بالاطمئنان على الأهل مرة فى الشهر أو من خلال الهاتف وشيئا فشيئا حتى اختفت هذه العادة الجميلة.

التواصل الالكترونى
التواصل الالكترونى

ومما ساهم فى اختفاء طقس الزيارات العائلية الأسبوعية فى مصر هو تغير النفوس نتيجة عدم الاهتمام بالتربية السليمة التى تزرع فى الإنسان حبه لوالديه وإخوته فلم يعود الشوق للأهل والأحبة موجود مثلما كان فى الماضي .. فلماذا يخرجون من المنزل ويتنقلون فى المواصلات ويتحملون نفقات إضافية فى حين أنهم يستطيعون المكوث فى المنزل والاستمتاع بقسط جيد من الراحة.


كما أن ظهور السوشيال ميديا ساهم فى الاستغناء عن الزيارات العائلية يوم الجمعة بشكل كبير  فيمكن الاتصال بالأهل أو إجراء محادثات الفيديو مما يساهم فى إرضاء الضمير لكن فى الحقيقية التواصل من خلال المنصات الحديثة لا يعوض التواصل والود والسعادة الموجودة فى الزيارات العائلية الخاصة بيوم الجمعة.