الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أمي صعب إرضاؤها وتدعو علينا دائما فهل يستجيب الله لها؟ مبروك عطية يجيب

دعاء الأم على أولادها
دعاء الأم على أولادها

تلقى الدكتور مبروك عطية، الداعية الإسلامي، والعميد السابق لكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر فرع سوهاج سابقاً، سؤالا تقول صاحبته “أمي من صعب أن نرضيها وتظل تدعي علينا دائما ونخاف أن يستجيب الله لها.. فماذا نفعل؟”.

 

وأجاب الدكتور مبروك عطية أنه ينبغي علينا أن لا نلتفت إلى أحد يهددنا بالدعاء، حتى لو دعا علينا آناء الليل وأطراف النهار، لأنه يدعو السميع العليم البصير.

 

وأضاف مبروك عطية ينبغي على السائلة أن تفعل ما يخلصها من الله من ناحية أمها، و"إن شالله تجيب 10 معاها تأجرهم يدعوا عليكم فلن يستجيب الله لهم".

 

وأوضح أن هناك فرقا بين الدعاء وتلفيق التهم، فهناك شخص لم تفعل له شيئا ويلفقلك تهمة، فالقاضى معذور والضابط معذور لأنهما يحكمان بالظاهر، أما الله فهو بكل شيء عليم.

 

ونوه الداعية الإسلامي أن الأم قدر، فهناك أم طبيعية تدعى لأولادها حتى وإن أهملوا، وهناك أم غير طبيعية لا يعجبها العجب ولا الصيام فى رمضان ورجب، فماذا نفعل معها؟.

 

وتابع مبروك عطية “علينا أن نعمل ما يخلصنا من الله وهو على كل شيء رقيب، وتدعي علينا زي ما هى عاوزه، وولا دعوة واحدة ستكون مستجابة”.

 

وأشار مبروك عطية إلى أن الدعاء يكون مستجابا لو قصرنا أو أهملنا فى حقها، أما لو جلسنا تحت قدميها وخدمناها قدر طاقتنا فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها، وتدعي زي ما هي عاوزه.

حكم الدعاء على الأبناء

نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن أن يدعو الإنسان على نفسه أو ولده أو ماله أو خدمه، ناصحة الوالدين بأن يدعوان لأولادهما بالهداية والخير،  وروي عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَوْلَادِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى خَدَمِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ؛ لَا تُوَافِقُوا مِنَ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى سَاعَةَ نَيْلٍ فِيهَا عَطَاءٌ فَيَسْتَجِيبَ لَكُمْ» رواه مسلمٌ وأبو داود واللفظ له.

والأبناء من زينة الحياة الدنيا، كما قال الله تعالى: «الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا» ( الكهف: 46)، وهم قرة عين الوالدين، وفلذة كبدهما، فكيف يدعوان عليهم!، ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الدعاء على الأولاد والأموال والأنفس، خشية أن يوافق ساعة إجابة كما ورد في الحديث السابق.


ومن الخطأ الذي يقع فيه كثير من الأباء والأمهات أنهم يدعون على أولادهم إذا حصل منهم ما يغضبهم، والذي ينبغي هو الدعاء لهم بالهداية وأن يصلحهم الله ويلهمهم رشدهم.ودعاء الوالد لولده أو عليه مستجاب، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ثَلاثُ دَعَوَاتٍ يُسْتَجَابُ لَهُنَّ لا شَكَّ فِيهِنَّ: دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ، وَدَعْوَةُ الْوَالِدِ لِوَلَدِهِ» رواه ابن ماجه (3862)، ولفظ الإمام أحمد (7197): «وَدَعْوَةُ الْوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ».

ومن رحمة الله تعالى أنه لا يستجيب دعاء الوالدين على أولادهما إذا كان في وقت الغضب والضجر، وذلك لقوله تعالى: «وَلَوْ يُعَجِّلُ اللّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ» (يونس: 11).وذكر ابن كثير رحمه الله في " تفسيره " (2/554 ): «يخبر تعالى عن حلمه ولطفه بعباده، وأنه لا يستجيب لهم إذا دعوا على أنفسهم، أو أموالهم، أو أولادهم، في حال ضجرهم، وغضبهم، وأنه يعلم منهم عدم القصد بالشر إلى إرادة ذلك، فلهذا لا يستجيب لهم - والحالة هذه - لطفًا ورحمة، كما يستجيب لهم إذا دعوا لأنفسهم، أو لأموالهم، أو لأولادهم، بالخير والبركة والنماء».

https://www.youtube.com/watch?app=desktop&v=GtjVAvhr0Xc