الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علي جمعة: جلد الذات يؤدي إلى الاكتئاب واليأس من رحمة الله.. ويجب على الإنسان أن يحاسب نفسه ويفعل الدور المنوط به في الأرض

صدى البلد

علي جمعة:

هذه رسالة لمن لا يستطيعون نسيان ذنب ارتكبوه

 لو واحد ادالك عشرة جنيه قديمة مترجعهاش وهتبقالك صدقة

هذه الأعمال تمحو السيئات

ما هو برنامج النبي لمحاسبة النفس ؟

 

قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو كبار هيئة العلماء، إن هناك بعضاً ممن يرتكبون معصية او يفعلون ذنباً لا يستطيعون نسيانه فيكتئبون، وهذا الاكتئاب يأتي من فقد الأمل من رحمة الله تعالى، ومما يسميه بعض العلماء “الاكتفاء” أى يكتفى بدراسة الذنوب وغير راض أن يتجه للتوبة. 

 

وأضاف "جمعة"، خلال لقائه فى برنامج "من مصر"، المذاع عبر فضائية CBC،مع الإعلامي عمرو خليل، أن سيد الخلق صلى الله عليه وسلم الذي غفر الله له، كان يستغفر الله 100 مرة فى اليوم، والدليل على ذلك حديث عائشة -رضي الله عنها- أن النبي ﷺ كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقلت له: لمَ تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أحب أن أكون عبداً شكورا، متفق عليه. فيجب علينا ان نستغفر الله دائماً فى كل وقت وحين، كقول “ اتق الله” ولكن قال بعدها (واتبع السيئة الحسنة تمحها) فتح لك الباب حتى يزيل السواد الذي يخيم على الإنسان عندما يرتكب خطيئة أو معصية. 

 

وأشار قائلاً: "إن بعض الناس المتعودين على الاستغفار مش واخدين بالهم ان الاستغفار له اثر، إلا انه عندما يفعل ذنباً يجلد ذاته، فجلد الذات ممنوع، مُشيراً الى أن هناك فرقاً بين المراقبة والمحاسبة وجلد الذات، فجلد الذات يؤدي الى اليأس، المحاسبة تؤدي الى العمل وإلى الطاعة حتى نمحو بها آثار الخطأ التى وقع، حتى لو كانت الخطيئة كبيرة، ((فمن ستر على مؤمن فى الدنيا ستر الله عليه فى الاخرة)).

 

وتابع قائلاً: ان العالم ابن حجر العسقلاني أورد حديثا غريبا وهو (من حج البيت فلم يرفث ولم يفسق وظن ان الله لم يغفر له فقد كفر) حتى يبين لنا انه لا يصح أن يجلد الإنسان ذاته، ومن لم يحج فهناك باب التوبة والاقلاع عن الذنب والاستغفار الدائم والاعمال الصالحة التى تذهب السيئات.

 

وأشار الى أن جلد الذات ناتج من الجهل والاكتفاء أى يكتفى بالاستغراق فى هذه المعصية أنه فعل المعصية و"ربنا مش هيغفر له"، وهذا يؤدي الى اليأس من رحمة الله وهى كبيرة من الكبائر ويؤدي الى الاستسلام للمعصية، فهناك من يقول “ان كدا كدا داخل النار" فهذا اعتقاد خاطئ فمجرد التلفظ بقول “يا رب تبت اليك” فيفرح الله فرحا شديدا. 


وقال إن سيدنا عمر بن الخطاب كان يقول "حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن تُوزن عليكم"، فالأجل لا يعرف سنا، ويأتي في أي سن، ويجب على الناس أن تصبر وتحتسب صبرها عند الله عند الصدمة الأولى.

 

وأضاف أن المراقبة والمحاسبة هي التي تجعلنا لا نستمر في الغفلة والتمادي في المعصية وسواد القلب في الدنيا والآخرة، فعلى الإنسان أن يفعل الدور المنوط به في هذه الحياة، وهو العمارة وتزكية النفس ومعاونة الخلق وفعل الخير، وعبادة الله.

 

ونوه جمعة إلى أن الحسنات يذهبن السيئات، فبفعل الخير تُمحى الذنوب، فيأتي الشخص يوم القيامة يرى أن كل أعماله السيئة قد مُحيت بسبب فعل الخير الذي قام به من محاسبة نفسه، ولكن من لا يتوب تبقى أثر السيئة ومن يتبعها ولا تُمحى، عنْ رسولِ اللَّهِ ﷺ، قَالَ: اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ وأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحسنةَ تَمْحُهَا، وخَالقِ النَّاسَ بخُلُقٍ حَسَنٍ رواهُ التِّرْمذيُّ وقال: حديثٌ حسنٌ.

 

وأكد جمعة أن من فعل ذنبا أو معصية فعليه أن يستغفر الله ويتوب إليه. ، فمن فعل الخطيئة أو الخطأ فعليه أن يبادر بفعل الحسنة لقول رسول الله  صلى الله عليه وسلم :"اتَّقِ اللهَ حيثُ كنتَ وأتبِعِ السيئةَ الحسنةَ تَمْحُهَا وخالِقِ الناسَ بخُلُقٍ حسنٍ"، كذلك عندما كان الصحابة يفعلون ذنبا أو معصية ويأتون لرسول الله صلى الله عليه وسلم ويعترفون له فيقول (اذهب وتوضأ)، لافتاً الى أن هناك فرقا بين الخطيئة والخطأ، فالخطيئة بقصد والخطأ من غير قصد. 

 

وأشار إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك لنا 40 خصلة فى باب محو السيئات، منها الوضوء، صلاة ركعتين، الصدقة، تبسمك فى وجه اخيك، أعلاها "منيحة العنز" وتعني أن من كان لديه ماعز وسلفها لأحد من جيرانه أو لأقاربه حتى يحلبها ويشرب اولاده منها اللبن ثم ردها له مرة أخرى فتمحو عنه سيئة ويأخذ حسنة، فهذه 40 خصلة العامل بواحدة منها رجاء ثوابها وتصديق موعدها أدخله الله بها الجنة.

 

وتابع قائلاً: من فعل سيئة فعليه أن يبادر بعمل الحسنة بمعنى يسبح الله ويستغفره أو يتصدق أو يصلي ركعتين، أو يتوضأ، فالوضوء ينقي الإنسان من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس. 

 

وقال جمعة إن التهاون في النقدين يعد صدقة، قائلا "لو واحد ادالك عشرة جنيه قديمة مترجعهاش وهتبقالك صدقة".

 

وأضاف أن تبسم المسلم في وجه أخيه صدقة، وأنواع الصدقات كثيرة وعددها أربعون نوعا، أعلاها منيحة العنز، وهي تسليف العنزة للجار لحلبها وشرب لبنها وإعادتها مرة أخرى في نهاية اليوم.

 

وذكر أن الصدقة وصلاة النوافل والوضوء، تمحو الذنوب والخطايا، منوها بأن من يراقب ويحاسب نفسه يبتعد عن الذنب رويدا رويدا، أما من تغافل عن الذنوب التي يفعلها فإنه سيداوم عليها.

 

وأوضح أن من يبرر لنفسه الذنب بحجة أن كل الناس تفعل ذلك، فهو غافل ولا يحاسب نفسه، فمحاسبة النفس هي الطريق الأمثل لعدم تكرار الذنب.

 

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إن محاسبة النفس أمر مهم للغاية، وعلى المسلم عليه أن يحاسب نفسه بألا يقع في معصية أو يفرط في فريضة أو يضيع على نفسه خير.

 

وأضاف علي جمعة، في لقائه على فضائية "سي بي سي"، أن النبي الكريم وصانا وقال "اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن" فأنشأ برنامجا لمحاسبة النفس.

 

وتابع: محاسبة النفس والتأمل والتدبر والشعور بالذنب هو الذي يظهر ارتكاب المخالفة، فيقوم بعدها المسلم بعمل الحسنات التي تذهب السيئات، فمن كرم الله علينا أن جعل الحسنة تمحو السيئة وقال النبي "كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون".


وأكد أن هناك فرقا بين الأمل وطول الأمل ، منوها بأن طول الأمل يولد الغفلة، فيؤخر عبادته من أجل متعة الحياة الدنيا، أما الأمل يعطي الإنسان فرصة لعلاج المشكلات.

 

وأشار إلى أنه على المسلم أن يراقب نفسه وأفعاله، ويحاسب نفسه عما يفعله ويرتكبه من معاص وذنوب.

 

وذكر أن الصحابي لما كان يأتي للنبي ويخبره بأنه ارتكب ذنبا، فيأمره النبي بالوضوء لأن الوضوء يمحو الخطايا، وكذلك صلاة ركعتين ، والصدقة المادية، والتبسم في وجه أخيك.