الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كيف كان يقضي الصحابة والتابعين يوم الجمعة؟

كيف كان يقضي الصحابة
كيف كان يقضي الصحابة والتابعين يوم الجمعة؟

كيف كان يقضي الصحابة والتابعين يوم الجمعة؟ ..يوم الجمعة هو عيد لكل المسلمين، لذا يجب أن نغتنمه عن طريق معرفة كيف كان يقضي الصحابة والتابعين يوم الجمعة؟، وأقوال السلف عن يوم الجمعة، وما هي الأحاديث التي وردت عن يوم الجمعة، وآيات قرآنية عن يوم الجمعة، والسور المستحب قراءتها يوم الجمعة.

 

كيف كان يقضي الصحابة والتابعين يوم الجمعة؟

-التعامل مع يوم الجمعة أنه يوم عيد وله طقوسه الخاصة، فقد ورد عن أمير المؤمنين أيضًا عن يوم الجمعة أنه قال “إنّ الله اختار الجُمعة فَجعل يَومها عيداً ، وَاختارَ لَيلتها فَجعلها مثلها ، وَإنّ من فَضلِها أنْ لا يسأل الله عزّ وَجلّ أحد يَوم الجُمعة حاجة إلّا استَجيب لَهُ ، وَإنِ استحق قَومٌ عِقاباً فَصادفوا يَوم الجُمعة وَليلتها صُرِفَ عَنهم ذلكَ وَلَمْ يبقَ شيءٌ ممّا أحكَمه الله وفضّله إلا أبرمَه في ليلةِ الجُمعة ، فَليلة الجُمعة أفضل اللّيالي وَيَومها أفضل الاَيّام

-الغسل، وقد روي أحد المواقف مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو قائم في خطبة يوم الجمعة ؛ حيث دخل رجل من المهاجرين الأولين من أصحاب النبي صلّ الله عليه وسلم ؛ فناداه عمر قائلًا ” أية ساعة هذه” ، قال “إني شغلت فلم أنقلب إلي أهلي حتى سمعت التأذين فلم أزد أن توضأت فقال والوضوء أيضا وقد علمت أن رسول الله صلّ الله عليه وسلم كان يأمر بالغسل” ، ثم ذكر حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلّ الله عليه وسلم قال : “غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم.

وقد ورد أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب كان إذا أراد توبيخ أحد كان يقول له “والله لأنت أعجز من التارك الغسل يوم الجمعة ، فإنه لا يزال في طهر إلى الجمعة الأُخرى.

-الدعاء، كان سعيد بن جبير بعد أن يصلي العصر ؛ حيث أنه كان لا يكلم أحدًا حتى تغرب الشمس ، وذلك لانشغاله بالدعاء.

-الطاعة والانفراد للعبادة وذكر الله عز وجل، فكان حال " طاووس بن كيسان" إذا صلى الجمعة استقبل القبلة يدعو الله ويناجيه، ولا يكلم أحدا حتى المغرب.

-الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كثيراً، لقول الشيخ الطوسي أن خير الأعمال في هذا اليوم هي الصلاة على الرسول صل الله عليه وسلم ألف مرة ويستحب أن يقول فيه: «اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واهلك عدوهم من الجن والإنس من الأولين أو الآخريين».

 

أقوال السلف في يوم الجمعة 

 

قال ابن القيم في فضل يوم الجمعة “وكان من هديه تعظيم هذا اليوم وتشريفه وتخصيصه بعبادات يختصُ بها عن غيره ، وقد اختلف العلماء هل هو أفضل أم يوم عرفه” ، كما أنه ذكر ثلاثين فضلًا وميزة لهذا اليوم ، ومما ورد عنه في ذلك أنه قال “أنه يوم عيد متكرر : فيحرم صومه منفرداً ، مخالفه لليهود والنصارى ، وليتقوى العبد على الطاعات الخاصة به من صلاة ودعاء وغيرها” ، ويقول أيضًا “إن الوفاة يوم الجمعة أو ليلتها من علامات حسن الخاتمة” ، ومما قاله عن الصدقة في هذا اليوم المبارك “والصدقة فيه بالنسبة إلى سائر أيام الأسبوع كالصدقة في شهر رمضان بالنسبة إلى سائر الشهور.

 قال أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق الملقب بالصادق في فضل يوم الجمعة “انّ للجمعةِ حقّاً فايّاكَ ان تضيّع حرمته أو تقصّر في شيءٍ من عبادةِ الله تَعالى والتقرّب إلَيهِ بالعمل الصّالحِ وَترك المحارم كُلَّها ، فإنّ الله تَعالى يُضاعِف فيهِ الحَسنات وَيَمحو السّيّئات وَيَرفَع فيهِ الدّرجات ، وَيومه مثل ليلته فان استطعت أن تحييها بالدّعاءِ وَالصّلاةِ فَافعل فإن الله تَعالى يَرسل فيها الملائِكة إلى السَّماء الدّنيا لتضاعف فيها الحسَنات وَتَمحو فيها السيّئات ، وَانّ الله واسِعٌ كريم.

ومن أقوال الشيخ الطوسي عن هذا اليوم العظيم وخير الأعمال فيه “وَيستحبّ في يَوم الخميس الصّلاة على النبي صلّى الله عليه وآله ألف مَرَّة ، وَيستحبّ أنْ يقول فيه : اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَاهْلِكْ عَدُوَّهُمْ مِنَ الجِنِّ وَالاِنْسِ مِنَ الاَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ ، وَإنْ قالَ ذلك مِنْ بَعد العصر يَوم الخميس إلى آخر نهار يَوم الجُمعة كانَ لَهُ فَضل كثير “.

 

أحاديث في فضل يوم الجمعة

 

رُوي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: (قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ: خيرُ يومٍ طلعت فيهِ الشَّمسُ يومُ الجمعةِ، فيهِ خُلِقَ آدمُ، وفيهِ أُهْبِطَ، وفيهِ تيبَ علَيهِ، وفيهِ قُبِضَ، وفيهِ تقومُ السَّاعةُ، ما علَى الأرضِ من دابَّةٍ إلَّا وَهيَ تصبحُ يومَ الجمعةِ مُصيخةً، حتَّى تطلعَ الشَّمسُ شفقًا منَ السَّاعةِ إلَّا ابنَ آدمَ، وفيهِ ساعةٌ لا يصادفُها مؤمنٌ وَهوَ في الصَّلاةِ يسألُ اللَّهَ فيها شيئًا إلَّا أعطاهُ إيَّاه فقالَ كعبٌ: ذلِكَ يومٌ في كلِّ سَنةٍ، فقلتُ: بل هيَ في كلِّ جُمُعةٍ،).

عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏أن رسول الله ‏‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ذكر يوم الجمعة فقال ‏فيه "ساعة " لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم ‏ ‏يصلي يسأل الله تعالى شيئا إلا أعطاه إياه وأشار بيده يقللها رواه البخاري

عن أبي لبابة بن عبد المنذر رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” إن يوم الجمعة سيّد الأيام وأعظمها عندا لله، وهو أعظم عند الله من يوم الأضحى ويوم الفطر، وفيه خمس خِلال: خلق اللهفيه آدم، وأهبط الله فيه آدم إلى الأرض، وفيه توفى الله آدم، وفيه ساعة لا يسأل اللهَ فيها العبدُ شيئا إلا أعطاه ما لم يسأل حراما، وفيه تقوم الساعة. ما منملَك مقرب ولا سماء ولا أرض ولا رياح ولا بحر إلا وهُنّ يشفقن من يوم الجمعة“ صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تَدرونَ ما يومُ الجُمعةِ؟ قال: قُلتُ: اللهُ ورسولُه أعلمُ، ثُمَّ قال: تَدرونَ ما يومُ الجُمعةِ؟، قُلتُ: اللهُ عزَّ وجلَّ ورسولُه أعلمُ، قال: قُلتُ في الثَّالثةِ أو الرَّابعةِ: هو اليومُ الذي جُمِعَ فيه أبوكَ أو أبوكم، قال: لكنِّي أُخبِرُكَ بخَبرِ يومِ الجُمعةِ: ما مِن مُسلمٍ يَتطهَّرُ، ثُمَّ يَمشي إلى المسجدِ، ثُمَّ يُنصِتُ حتى يَقضيَ الإمامُ صَلاتَه؛ إلَّا كانتْ كَفَّارةُ ما بيْنَه وبيْنَ يومِ الجُمعةِ التي قبلَها، ما اجتُنِبَتِ المَقتَلةُ). 

و عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم  " التمسوا الساعة التي ترجى في يوم الجمعة بعد صلاة العصر إلى غيبوبة الشمس" . صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

آيات قرآنية عن يوم الجمعة

 

قال عز وجل: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾ [الجمعة: 9 – 11].

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [المنافقون:9]

{فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَىٰ . سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَىٰ} [الأعلى:9-10]

 

سور مستحب قراءتها يوم الجمعة

 

عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” من قرأ سورة الدخان ليلة الجمعة غُفر له“ أخرجه الترمذي بإسناده عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ”من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين“ رواه النسائي والحاكم

عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” من قرأ السورة التي يُذكر فيها آل عمران يوم الجمعة، صلى عليه الله وملائكته حتى تغيب الشمس“ أخرجه الطبراني بإسناده عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قرأ سورة يس في ليلة الجمعة غُفر له".