الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

العلم يتوصل لطريقة جديدة لعلاج الأمراض بـ بكتريا الأمعاء

بكتريا الأمعاء
بكتريا الأمعاء

يعتقد الباحثون أنهم يستطيعون تغيير مستقبل صحة الإنسان من خلال استغلال  بكتيريا الأمعاء بشكل مناسب ومفيد للصحة.

قالت أماندا كاباج،  باحثة في طب الأطفال بجامعة مينيسوتا، أنها كانت تعاني من مشاكل غير طبيعية في الجهاز الهضمي وكانت تصاب بـ أكثر من عشر حركات داخل الأمعاء في اليوم الواحد وتجد كميات مقلقة من الدم في البراز، وبدا الأمر بالنسبة للأطباء وكأنها تعاني من عدوى بكتيرية طفيفة، لذلك وصفوا لها نوعين مختلفين من المضادات الحيوية.

واستمرت الأعراض في التدهور وبعد مرور عدة أشهر تغيرت حياتها وأصبحت تتمتع بصحة جيدة ولياقة بدنية جيدة عندما عانت فجأة من آلام مزمنة في البطن، وهو ما أجبرها على التوقف عن تناول الأطعمة الصلبة، كما فقدت تسعة كيلوغرامات من وزنها، وبدأ شعرها يتساقط بكميات كبيرة، وبدأ زملاؤها يلاحظون تغيبها كثيرا عن العمل، ووصف لها الأطباء العديد من الأدوية، لكن دون جدوى.

واكتشف الأطباء، مؤخرا، أن هذه المرأة مصابة بنوع معين من بكتيريا الأمعاء تسمى “المطثية العسيرة” وهى موجودة في أحشاء معظم الناس لكن إذا خرجت عن السيطرة يمكنها إطلاق السموم التي تدمر الأمعاء وتقتل البكتيريا الأخرى التي تحافظ على عمل الأعضاء، وغالبًا ما تنشأ العدوى نتيجة تناول مضادات حيوية قوية، وهو الأمر الذي يخل بالنظام البيئي الصحي للأمعاء وهى مشكلة شائعة بين ملايين الأشخاص حول العالم وتسبب موت عدد كبير من الأشخاص.

 وقدرت إحدى المراجعات الحديثة العبء العالمي لبكتريا المطثية العسيرة بحوالي 323 حالة من بين كل 100 ألف إنسان أو حوالي 25 مليون حالة في العالم، وبسبب عدم وجود علاج يخفف من آلامها بدأت أماندا في قراءة الأوراق العلمية وتواصلت مع باحثة بارزة في بكتيريا الأمعاء وتحديدا المطثية العسيرة لسؤالها عما إذا كان بإمكانها المشاركة في تجربة العلاج التجريبي الذي كان فريق هذه الباحثة يعمل عليه حيث يتضمن زرع ميكروبات الأمعاء للمرضى بعد أخذها من شخص سليم .

وفي أوائل سبتمبر خضعت أماندا للإجراء المعروف باسم "زرع ميكروبات البراز تشمل مزيجا صحيا من الميكروبات في أمعائها ليحل محل الميكروبات التالفة، وكانت النتيجة سريعة ومذهلة  فبعد أسبوعين من علاجها اختفت مشاكل الجهاز الهضمي نهائيا.

ويعد العلاج ب بكتيريا الأمعاء بهذه الطريقة تتويجا للإدراك المتزايد بأن الكائنات الحية الدقيقة الموجودة داخل أجسامنا تلعب دورًا مهمًا في صحتنا، وإن لم يكن هذا الأمر يحظى بالاهتمام المناسب إلى حد ما.

ساعد البحث العلمي في السنوات الأخيرة في الكشف عن العلاقة المعقدة بين صحتنا العامة وبكتيريا الأمعاء وكل الكائنات الدقيقة الموجودة في أجسامنا بصفة عامة وليس الأمعاء فقط .