EN 
إذا كان هناك كويكب يندفع نحو الأرض، فهل يمكن إنقاذ البشرية عن طريق دفعه بعيداً عن كوكبنا بدلا من إحداث إنفجار هائل؟
تستعد وكالة ناسا للتحقيق في ذلك من خلال مهمة هي الأولى من نوعها لصرف كويكب عن طريق الاصطدام به عمدا بمركبة فضائية. وتقدم المهمة، التي يتم إطلاقها، مساء اليوم الأربعاء، فرصة نادرة في العالم الحقيقي لاختبار استراتيجية دفاع كوكبية يمكن أن تحمي الأرض من اصطدام كارثي محتمل في المستقبل.
من المقرر إطلاق المهمة "دارت" البالغ تكلفتها 325 مليون دولار، واسم المهمة عبار عن اختصار لـ"اختبار إعادة توجيه الكويكب المزدوج" الساعة 8:21 مساء بتوقيت القاهرة من قاعد فاندنبج للقوة الفضائية في ولاية كاليفورنيا. حيث ستدور المركبة الفضائية في مدار فوق صاروخ سبيس إكس فالكون 9.
سيقضي المسبار بعد ذلك ما يقرب من عام في رحلة إلى نظام كويكب يبعد أكثر من 6.5 مليون ميل عن الأرض. هدف المهمة هو "ديمورفوس"، وهو صخرة فضائية يبلغ طولها 525 قدمًا وتدور حول كويكب أكبر بكثير يُدعى "ديديموس"، والذي يبلغ عرضه حوالي 2500 قدم.
لا يشكل ديمورفوس ولا ديديموس تهديدًا لكوكب الأرض، وفقًا لوكالة ناسا، لكن النظام "ساحة اختبار مثالية" لمعرفة ما إذا كان اصطدام مركبة فضائية بكويكب يمكن أن يغير حركتها في الفضاء بشكل فعال.
في الخريف المقبل، ستقوم ناسا بصدم مركبة فضاء المهمة "دارت" في ديمورفوس بسرعة حوالي 15000 ميل في الساعة. قالت نانسي شابوت، عالمة الكواكب في مختبر الفيزياء التطبيقية بجامعة جونز هوبكنز وقائد تنسيق البعثة، إن التلسكوبات على الأرض كانت تدرس ديديموس وديمورفوس "القمر" الخاص به لعقود، ولاحظت أن صخرة الفضاء الأصغر تدور حول نظيرتها الأكبر مرة كل 11 ساعة و 55 دقيقة.
تريد شابوت وزملاؤها معرفة ما إذا كان الاصطدام الكوني يمكن أن يغير مدار ديمورفوس الذي يستغرق 12 ساعة تقريبًا. تقدر ناسا أن المناورة ستغير سرعة مدار صخرة الفضاء بجزء بسيط من النسبة المئوية - بفارق عدة دقائق فقط - لكن هذا التحول يجب أن يكون قابلاً للاكتشاف بواسطة التلسكوبات الأرضية.
وقالت في وقت سابق من هذا الشهر في إفادة صحفية: "لن يؤدي هذا إلى تدمير الكويكب - بل سيعطيه دفعة صغيرة.. إنه في الواقع سيحرف مساره حول الكويكب الأكبر، لذلك نحن نظهر انحراف الكويكب في نظام الكويكب المزدوج هذا".
