الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كارثة وبائية جديدة ..ظهور متحور لـ كورونا بجنوب أفريقيا|الصحة العالمية تدرس الموقف

أرشيفية
أرشيفية

أكدت منظمة الصحة العالمية أن سلالة كورونا الجديدة "B.1.1.529" المكتشفة في جنوب إفريقيا "مثيرة للقلق".

ففي وقت تشغل فيه متحورات الفيروس المستجد العالم أجمع، فجر علماء مفاجأة صادمة وأعلنوا الخميس، اكتشاف  متحورة جديدة من "كوفيد-19" في جنوب إفريقيا، البلد الإفريقي الأكثر تضرراً من الوباء والذي يشهد زيادة جديدة في عدد الإصابات، وفق "فرانس برس".

وقال عالم الفيروسات توليو دي أوليفيرا في مؤتمر صحفي: "للأسف، اكتشفنا متحورة جديدة مثيرة للقلق في جنوب إفريقيا".

مناقشة السلالة الجديدة

من جانبها قالت صحيفة "نيويورك تايمز"، إن علماء من جنوب إفريقيا يجتمعون اليوم الجمعة، مع خبراء  منظمة الصحة العالمية من أجل مناقشة السلالة الجديدة من الفيروس المكتشفة في بوتسوانا، الواقعة جنوب القارة الإفريقية.

وكانت منظمة الصحة العالمية، أعلنت إنها تتابع نوعا جديدا يحتوي على عشرات الطفرات في بروتين "سبايك" وتخطط لمناقشة كيفية تأثير ذلك على فعالية اللقاحات المتوفرة حاليا.

وقالت ماريا فان كيركوف، رئيسة المجموعة الفنية لوحدة  أمراض الطوارئ التابعة لمنظمة الصحة العالمية، خلال جلسة على الإنترنت: "ليس لدينا معلومات كافية عنها حتى الآن، المتاح أقل من 100 تسلسل جيني كامل، ومع ذلك نحن نعلم أن هذه السلالة بها العديد من الطفرات".

وأشارت المسؤولة بالمنظمة الدولية إلى أن المجموعة المعنية بتطور الفيروس ستناقش الخطر الذي يمثله هذا النوع من الفيروس، وإذا كانت النتائج مدعاة للقلق، فسيتم إعطاؤه اسم بحرف من الأبجدية اللاتينية.

من جانبه، قال ديفيد نابارو المبعوث الخاص لـ منظمة الصحة العالمية بشأن "كوفيد-19"، إنه من الصواب القلق بشأن تفشي سلالة متحورة جديدة من فيروس كورونا بجنوب أفريقيا.

وتابع: "اعتقادي الشخصي أنه من الصواب حقاً أن نقلق بشأن هذا"، مضيفا "سأخبركم لماذا، يبدو أن الفيروس ستكون لديه قدرة أكبر على الإفلات من الدفاعات التي بنتها أجسادنا نتيجة التطعيمات التي تلقيناها منذ بداية هذا العام".

متحور جنوب إفريقيا الجديد 

ويطلق على المتحور اسم "B.1.1.529" ومن المرجح أن تعطيه منظمة الصحة العالمية الجمعة اسما رمزيا يونانيا (مثل متحورات ألفا ودلتا).

كما أنه تعرض إلى طفرات شديدة بشكل كبير، وقال توليو دي أوليفيرا، مدير مركز الاستجابة الوبائية والابتكار في جنوب أفريقيا، إن هناك "مجموعة غير عادية من الطفرات" وأن السلالة الجديدة "مختلفة تماما" عن المتحورات الأخرى التي انتشرت.

وأضاف: "لقد فاجأنا هذا المتحور، فقد حقق قفزة كبيرة في التطور [و] طفرات أكثر بكثير من التي توقعناها".

وفي إفادة إعلامية، قال دي أوليفيرا إن هناك 50 طفرة إجمالية وأكثر من 30 على البروتين الشوكي الذي يحيط بالفيروس، وهو الهدف لمعظم اللقاحات والمفتاح الذي يستخدمه الفيروس للوصول إلى خلايا الجسم.

وبالنسبة لنطاق ارتباط المستقبلات، أشار: "الجزء من الفيروس الذي يقوم بالاتصال الأول بـ خلايا أجسامنا" فإنه يحتوي على 10 طفرات مقارنة بـ طفرتين فقط في متحور دلتا الذي اجتاح العالم.

ومن المحتمل أن يكون هذا المستوى من الطفرات ناتجا عن مريض واحد لم يكن قادرا على التغلب على الفيروس.

ولا يعني حدوث الكثير من الطفرات بالضرورة أمرا سيئا، فمن المهم هنا معرفة ما تفعله هذه الطفرات بالفعل.

لكن القلق يكمن في أن هذا الفيروس أصبح الآن مختلفا جذريا عن الأصلي الذي ظهر في ووهان في الصين، وهذا يعني أن اللقاحات، التي صممت باستخدام السلالة الأصلية، قد لا تكون فعالة.

وشوهدت بعض الطفرات في متحورات أخرى، ما يعطي فكرة عن دورها المحتمل في تطور هذا المتحور.

على سبيل المثال، يبدو أن متحور "N501Y" يسهل انتشار فيروس كورونا، وهناك أنواع أخرى تجعل من الصعب على الأجسام المضادة التعرف على الفيروس وقد تجعل اللقاحات أقل فعالية، ولكن هناك أنواعا أخرى جديدة تماما.

عزز القدرة على الانتشار

وقال ريتشارد ليسيلز، الأستاذ بجامعة كوازولو ناتال في جنوب أفريقيا إنهم "يخيفوننا من أن هذا الفيروس قد يكون قد عزز قابلية الانتقال، وعزز القدرة على الانتشار من شخص لآخر، ولكنه قد يكون قادرا أيضا على الالتفاف على أجزاء من جهاز المناعة".

وكانت هناك العديد من الأمثلة على المتحورات التي بدت مخيفة على الورق، لكنها لم تحقق شيئا، كان متحور بيتا على رأس اهتمامات الناس في بداية العام لأنه كان الأفضل في الهروب من جهاز المناعة. لكن في النهاية كان متحور دلتا أسرع انتشارا وهيمنت السلالة الناجمة عنه على العالم.

وقال رافي جوبتا من جامعة كامبريدج: "سلالة متحور بيتا تركزت على القدرة في الهرب من مقاومة الجهاز المناعي ولا شيء آخر، أما دلتا فلديها القدرة على العدوى وهروب مناعي متواضع، ومن المحتمل أن لهذا المتحور الجديد هاتين السمتين".

وستعطي الدراسات العلمية في المختبر صورة أوضح، لكن الإجابات ستأتي أسرع من خلال مراقبة الفيروس في العالم الحقيقي.

ولا يزال الوقت مبكرا لاستخلاص استنتاجات واضحة، ولكن هناك بالفعل علامات تثير القلق.

وكانت هناك 77 حالة إصابة مؤكدة في مقاطعة جاوتينج بـ جنوب أفريقيا، وأربع حالات في بوتسوانا وحالة واحدة في هونغ كونغ "التي ترتبط ارتباطا مباشرا بالسفر من جنوب أفريقيا".

ومع ذلك، هناك أدلة على أن المتحور قد انتشر على نطاق أوسع.

ويبدو أن هذا المتحور يعطي نتائج غريبة "تعرف باسم تسرب الجين إس" في الاختبارات القياسية التي يمكن استخدامها لتتبع المتحور من دون إجراء تحليل جيني كامل.

ويشير هذا إلى أن 90٪ من الحالات في جاوتينج قد تكون بالفعل ناجمة عن الإصابة بهذا النوع و"قد تكون موجودة بالفعل في معظم المقاطعات" في جنوب أفريقيا.

لكن هذا لا يخبرنا ما إذا كان المتحور الجديد ينتشر أسرع من متحور دلتا أم أنه أشد خطورة أو إلى أي مدى يمكنه التهرب من الحماية المناعية التي تأتي من التطعيم.

كما أنه لا يخبرنا إلى أي مدى سينتشر المتغير في البلدان التي لديها معدلات تطعيم أعلى بكثير من الـ 24٪ في جنوب أفريقيا الذين تلقوا التلقيح بالكامل، على الرغم من أن أعدادا كبيرة من الناس في البلاد قد أصيبوا بفيروس كورونا.

الصحة ومتحور جنوب أفريقيا

من جانبها أكدت وزارة الصحة والسكان، أنها تتابع البيانات الأولية الواردة من جنوب إفريقيا، بشأن التزايد السريع لمعدلات الإصابة بفيروس كورونا المستجد لاسيما في مقاطعة جاوتينج، ومدى ارتباط هذا الارتفاع في الحالات بوجود تحور في فيروس كورونا المستجد.

وأشارت الوزارة: "تقوم اللجان العلمية والخبراء والباحثين بالوزارة والجامعات ومراكز الأبحاث المصرية، بدراسة جميع البيانات الأولية المتعلقة بهذا التحور".

وأكد الدكتور خالد عبدالغفار، القائم بعمل وزير الصحة والسكان، أن الوزارة على تواصل مستمر مع منظمة الصحة العالمية، سواء فيما يتعلق باجتماع فريق خبراء تابع للمنظمة اليوم الجمعة، أو ما يتوصل إليه خبراء المنظمة فيما يتعلق بالتحور الجديد.

وقال الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، إن الأنباء الأولية الواردة للوزارة بالإضافة إلى المقال المنشور الخميس بمجلة نيتشر المتخصصة، تشير إلى وجود متحور جديد للفيروس (B.1.1.259 ) والذي من المحتمل أن يطلق عليه اسم نو (Nu) الذي يسبب الإصابة بـ كورونا تم اكتشافه في جنوب إفريقيا وبوتسوانا يحتوى على عدد كبير من الطفرات الموجودة في متغيرات أخرى، بما في ذلك دلتا.

يحتوي على 30 تغييرا

ورصد الباحثون في بيانات تسلسل الجينوم، المتغير أنه يحتوي على أكثر من 30 تغييرا على البروتين المرتفع – (سبايك بروتين)– وهو البروتين الذي يلتصق بالخلايا المضيفة وهو الهدف الرئيسي لمناعة الجسم، ويبدو أن هذا المتحور ينتشر بسرعة عبر جنوب إفريقيا.

وعلى الرغم من أنه ما زال من المبكر جدا معرفة مدى قدرة هذا المتحور على التهرب من الاستجابات المناعية الناتجة عن اللقاحات، وما إذا كانت شدة المرض الناتجة عنه أكثر أو أقل من المتغيرات الأخرى، فإن الخبراء والباحثين في اللجان العلمية بوزارة الصحة والجامعات ومراكز الأبحاث يقومون بإجراء جميع الأبحاث المتعلقة بهذا الشأن كما يقومون بدراسة قدرة هذا المتحور على الانتشار عالميا.

وأشار عبد الغفار إلى انتهاء الدراسات المتعلقة بهذا الشأن في أسرع وقت، تمهيدا لعرض النتائج على اللجنة العليا لمتابعة أزمة كورونا برئاسة رئيس مجلس الوزراء، لاتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة لضمان مأمونية الوضع الصحي في مصر، بالإضافة إلى رفع درجة الاستعدادات بالحجر الصحي في جميع المنافذ الجوية والبرية والبحرية، مع رفع مستوى التحقق من خلو القادمين للبلاد من أي إصابات محتملة.

ولفت: منظمة الصحة العالمية أعلنت أنها سـ تستغرق عدة أسابيع لمعرفة تأثير وفاعلية اللقاحات على النسخة الجديدة المتحورة من فيروس كورونا التي تم رصدها في جنوب إفريقيا، كما أنها ليس لديها تعليق في الوقت الحالي على قيود السفر التي تفرضها بعض السلطات على دول جنوب القارة الإفريقية المرتبطة بهذه السلالة المتحورة، وأنه سوف يكون هناك اجتماع آخر للجنة الفنية التابعة للمنظمة لمناقشة إن كان هذا المتحور يحتاج إلى إجراءات خاصة أم لا يزال يحتاج إلى مزيد من الأبحاث لدراسة التسلسل الجيني لهذا المتحور.

5 آلاف متحور من كورونا 

وفي هذا الصدد، قال الدكتور وائل صفوت، استشاري الباطنة العامة، إنه منذ ظهور فيروس كورونا المستجد وحتى اللحظة، حدث أكثر من 5 آلاف تحور للفيروس، إلا أن أشدها سلالتي دلتا ومو.

وأضاف: "ظهور المتحورات أمر طبيعي، فعند انتقال الفيروس من شخص إلى آخر أو جسم آخر فإنه يفقد بعض البروتينات، فيكتسب الفيروس صفات مختلفة، ومن ثم فإن هذه المتحورات قد تؤدي إلى تقوية الفيروس أو إضعافه".

وأكد: "ليست كل المتحورات تشكل ضررا أو خطرا، بل على النقيض هناك متحورات تضعف الفيروس، وأشهر المتحورات دلتا ودلتا بلس، ومتحور مو، الذي أعلنت عنه منظمة الصحة العالمية، وتم اكتشافه منذ يناير في كولومبيا".

وشدد: "لا توجد مشكلة من تأثير المتحورات المستحدثة على اللقاحات، فاللقاحات تكون أجساما مضادة ضد 60 أو 70% من هيكل وجسم الفيروس، إلا أن الخطورة في الوصول إلى طفرة كاملة، فهذا يعني ظهور فيروس جديد ببروتينات ثانية، لكن بصفة عامة المتحورات تستجيب بشكل قوي وفعال للقاحات".

الرحلات إلى جنوب إفريقيا 

ومع تزايد القلق الدولي بشأن اكتشاف متحور جديد لفايروس كورونا، أعلنت عدة دول تصنيف دولة جنوب أفريقيا كـ منطقة خطر وقررت تعليق رحلات الطيران وفي مقدمتها ألمانيا والسعودية والأردن.

وكانت بريطانيا وإسرائيل قد أعلنتا في وقت سابق تعليق الرحلات الجوية إلى جنوب إفريقيا وما جاورها، بسبب اكتشاف سلالة جديدة في بوتسوانا.

يذكر أن جنوب إفريقيا التي تخشى ظهور موجة جديدة من الوباء بحلول نهاية العام، تعدّ الأكثر تضرراً في القارة "كوفيد-19" مع تسجيلها أكثر من 2,9 مليون إصابة و89,600 وفاة.