الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر والعراق | 100 عام من الدعم والمساندة القوية في أصعب اللحظات

من زيارة الرئيس السيسي
من زيارة الرئيس السيسي التاريخية إلى العراق

هنأ الرئيس عبد الفتاح السيسي، العراق الشقيق بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس الدولة العراقية الحديثة.

وكتب الرئيس السيسي عبر حسابه الرسمي بموقع تويتر، الجمعة: «يحتفل الأشقاء في العراق اليوم بمناسبة أعتبرها عزيزة على الأمة العربية بأسرها، وهي الذكرى المئوية لتأسيس الدولة العراقية الحديثة، مائة عام مضت منذ مؤتمر القاهرة عام 1921، الذي دشن قيام الدولة العراقية، امتدادا لحضارة عريقة ضربت بجذورها في أعماق التاريخ».

وأضاف: «مائة عام شهدت الكثير من المحطات التاريخية في مسيرة العراق والأمة العربية بل والعالم أجمع، بالأصالة عن نفسي وبالإنابة عن الشعب المصري، نهنئ العراق الشقيق بهذه المناسبة الغالية، ونتمنى لشعبه الأبي العظيم السلام والأمن والاستقرار، وأن يظل العراق دائماً ذخراً للأمة العربية».

ويحتفل العراق في هذه الأيام بالذكرى المئوية لتأسيس الدولة العراقية على يد الملك الراحل فيصل الأول بعد طي صفحة الاحتلال العثماني والبريطاني.

مؤتمر القاهرة وقيام دولة العراق الحديثة 

وترجع بدايات تأسيس الدولة العراقية إلى مؤتمر عقد في العاصمة المصرية، القاهرة، في مارس 1921، وكانت أهم نتائجه إنشاء دولة ملكية في العراق.

وبموجب المؤتمر الذي عقد برعاية هيئة المستعمرات البريطانية، جرى تشكيل مجلس تأسيسي من مهامه تنصيب ملك على عرش العراق، ليتم بعدها اختيار فيصل بن الحسين ملكا على العراق.

وأسهم قيام الدولة العراقية في توحيد الجماعات الموجودة في البلاد في ذلك الوقت، تحت راية دولة واحدة في مهمة عُدت من أصعب مهام الملك فيصل الأول، إذ للمرة الأولى اجتمعت مختلف الجماعات المكونة للشعب العراقي في عام 1921 لتؤسس لقيام دولة جديدة.

وعلى مدار الـ 100 عام، اتسمت العلاقات بين مصر والعراق بالقوة والصلابة، مستمدة قوتها ومتانتها من العلاقة بين حضارة مصر الفرعونية وحضارة بلاد الرافدين (العراق)، حيث ظهرت صلابة العلاقة في التأثيرات المتبادلة بين الحضارتين ، وصور التفاعل المختلفة.

وساند البلدان بعضهما البعض في مراحل كثيرة، كان أهمها خلال السنوات الـ 7 الأخيرة، التي شهدت أول زيارة لرئيس مصري إلى العراق منذ 30 عاما، قام بها الرئيس السيسي في يونيو الماضي.

وفي التقرير التالي نلقي الضوء على أبرز أوجه الدعم والتعاون بين البلدين في السنوات الأخيرة والزيارات المتبادلة:

العلاقات المصرية العراقية بعد 30 يونيو 

كان العراق الداعم القوي لمصر بعد ثورة يونيو 2013، حيث بعث رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، آنذاك، رسالة تهنئة إلى المستشار عدلي منصور، بمناسبة تسلمه منصبه الجديد رئيسا مؤقتا لمصر في 4 /7 /2013.

ونقل بيان صدر عن مكتب «المالكي»: "أعرب لكم عن تهانينا بمناسبة تنصيبكم رئيسا لجمهورية مصر العربية خلال الفترة الانتقالية، وإننا في الوقت الذي نجدد فيه وقوفنا إلى جانب الشعب المصري الشقيق والخيارات السديدة".

وتابع: "نؤكد أن ثقتنا لا تتزعزع بقدرة مصر وشعبها العزيز على تخطي هذه المرحلة الصعبة واستعادة دورها على المستويين الإقليمي والدولي".

وأضاف: "إننا على ثقة بأنكم ستمضون قدما في تحقيق مطالب الشعب المصري، وتطلعاته في إجراء انتخابات مبكرة وتوسيع المشاركة وتعزيز المصالحة الوطنية وتطبيق، (خارطة المستقبل) التي أعلنتم عنها وأيدتها غالبية الشعب المصري الشقيق".

واختتم: "نتطلع أن تشهد العلاقات بين بلدينا الشقيقين المزيد من التقدم والازدهار، وأن ينعم الشعب المصري في عهدكم بالأمن والاستقرار".

دعم مصري لا يتوقف للعراق الشقيق 

واستقبل  الرئيس السيسي، في 9 يونيو 2014، بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، نائب رئيس جمهورية العراق، الدكتور خضير الخزاعي، حيث أكدّ الرئيس السيسي، أنَّ مصر داعمةً لوحدة العراق وأمنه وعروبته.

في الوقت نفسه، قال الخزاعي، إن العراق يتطلع إلى تفعيل التعاون مع مصر في مجالات ثلاثة رئيسية: مكافحة الإرهاب، التعاون الاقتصادي، والتشاور السياسي.

والتقى في يناير2015، رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي، الرئيس السيسي، خلال زيارته إلى القاهرة، حيث أكد الرئيس السيسي أهمية تعزيز الجهود المشتركة لمكافحة ظاهرة الإرهاب، مثمناً جهود العبادى للوفاق بين جميع أطياف الشعب العراقي للتصدى لخطر داعش، والجماعات المتطرفة. 

وأكدت مصر دعمها للعراق الشقيق وظهر ذلك جليا في موقفها الرافض بشدة إجراء استفتاء حول انفصال إقليم كردستان عن العراق في 2017، واتخاذ أي إجراءات أحادية قد تزيد من تعقيد الموقف، وبشكل يؤدي إلى زعزعة استقرار العراق وتغذية مناخ الفوضى والتوتر في المنطقة، فضلا عن تقويض جهود مكافحة الإرهاب وتحرير المدن العراقية من قبضة تنظيم (داعش) الإرهابي حينها.

ودعت مصر جميع الأطراف لضبط النفس والدفع بالحوار البناء كأساس للتوصل إلى تسوية شاملة ومرضية بشأن القضايا العالقة بين بغداد وأربيل.

القمة الثالثة بين مصر والأردن والعراق

وفي إطار مسار آلية التعاون الثلاثي بين الدول الثلاث، شارك الرئيس السيسي في القمة الثالثة بين مصر والأردن والعراق، في 25 /8 /2020  والتي انطلقت أولى جولاتها في القاهرة في مارس 2019.

وناقشت القمة الثالثة سبل تعزيز التعاون الثلاثي المشترك في مختلف المجالات بين الدول الثلاث، خاصة تلك التي تتعلق بالطاقة والربط الكهربائي والبنية الأساسية والغذاء، فضلا عن التشاور والتنسيق بشأن مستجدات الأوضاع السياسية والأمنية في المنطقة، وجهود مكافحة الإرهاب.

وتناولت القمة وقتها أبرز القضايا والملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث أكد الرئيس أهمية تضافر الجهود لمواجهة التحديات التي تهدد الاستقرار والأمن في المنطقة، كما تناولت القمة تطورات القضية الفلسطينية، حيث أكد القادة الثلاث دعم الشعب الفلسطيني للحصول على كامل حقوقه المشروعة وفق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

كما تناولت القمة مستجدات الأوضاع في سوريا وليبيا واليمن، حيث أكد القادة الثلاث تكثيف التنسيق المتبادل خلال الفترة المقبلة في هذا الإطار للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة في إطار الحفاظ على وحدة واستقلال الدول العربية وسلامتها الإقليمية، بما يسهم في إنهاء المعاناة الإنسانية الهائلة التي مرت بها هذه الشعوب خلال السنوات الماضية.

وفى 12 /10 /2020، قام وزير خارجية العراق، فؤاد حسين، بزيارة لمصر، حيث التقى به الرئيس السيسي، وحمل الوزير رسالة من رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، تضمنت الإشادة بالروابط الأخوية التاريخية التي تجمع بين البلدين الشقيقين، والتأكيد على تقدير العراق للجهود المصرية الداعمة للشأن العراقي على جميع الأصعدة، والتطلع لتعزيز أطر التعاون مع مصر، سواء على المستوى الثنائي أو في إطار آلية التعاون الثلاثي مع الأردن، وذلك للاستفادة من تجربة النجاح المصرية الملهمة في مجال المشروعات التنموية ونقلها إلى العراق، خاصةً في مجال البنية التحتية والطاقة الكهربائية.

أول رئيس مصري يزور العراق منذ 30 عام 

وتوجت العلاقات المصرية - العراقية، التي شهدت طفرة ملحوظة في عهد الرئيس السيسي، بزيارة تاريخية للسيسي إلى العاصمة العراقية بغداد، في يونيو الماضي، للمشاركة في فعاليات القمة الثلاثية بين مصر والعراق والأردن، وذلك في إطار الجولة الرابعة لآلية التعاون الثلاثي التي انطلقت بالقاهرة في مارس 2019، حيث كان في استقباله بمطار بغداد الدولي الرئيس العراقي برهم صالح.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، حينها، بأن الزيارة التاريخية للرئيس السيسي إلى بغداد، والتي تعد أول زيارة لرئيس مصري للعراق منذ 30 عاما، تأتي انعكاسا لقوة العلاقات التاريخية الممتدة بين مصر والعراق حكومة وشعبا، ولتؤكد حرص مصر على دعم هذه العلاقات وتطويرها نحو أفاق أرحب في إطار وحدة المصير والتحديات، وتلبيةً للمصالح المشتركة للبلدين الشقيقين.

وجاءت مشاركة الرئيس السيسي، حينها، في قمة بغداد للتعاون الثلاثي، في إطار البناء على ما تحقق خلال القمم الثلاث السابقة، وتقييم التطور في مختلف مجالات التعاون، ومتابعة المشروعات الجاري تنفيذها، وذلك في سياق دعم وتعميق العلاقات التاريخية المتميزة بين الدول الثلاث، بالإضافة إلى تعزيز التشاور السياسي بينهم حول سبل التصدي للتحديات التي تواجه الوطن العربي ومنطقة الشرق الأوسط.

واستقبل العراق الرئيس السيسي استقبال الفاتحين حينها وارتفعت الأعلام المصرية بكافة الشوارع العراقية.

وأكد الرئيس السيسي خلال مشاركته في فعاليات "مؤتمر بغداد للشراكة والتعاون"، الذي عقد أغسطس الماضي: أن مصر تقف مع العراق لاستعادة مكانته التاريخية وترسيخ موقعه فى العالم العربى، وترفض كل التدخلات الخارجية في شئون العراق والاعتداءات غير الشرعية على أراضيه وتدعو كل الدول الاحترام سيادة العراق.

وطالب الرئيس السيسي، حينها، بضرورة الالتزام بالمبادئ الثابتة فى العلاقات الدولية وهي حسن الجوار والاحترام المتبادل والامتناع غير المشروط عن التدخل فى الشئون الداخلية والامتناع عن دعم الجماعات المتطرفة أو نقل عناصرها من دول إلى أخرى.

وأتت زيارة الرئيس السيسي للعراق بثمارها في كافة المجالات فجعلت العلاقة بين مصر والعراق تأخذ شكلا جديدا من التعاون والمساندة فأصبحت مصر الشريك التجاري الرئيسي للعراق.

15 اتفاقية لتعزيز التعاون المصري العراقي

وتصدر الملف الاقتصادي المشهد في التعاون القائم بين مصر والعراق في عهد الرئيس السيسي.

ووقعت كلا من مصر والعراق في 31 أكتوبر 2020، 15 اتفاقية ومذكرة تفاهم وبروتوكول تعاون بهدف تعزيز التعاون بين البلدين بين البلدين ،وجاءت الاتفاقيات كالتالي:

  • مذكرة تفاهم بين وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية، ووزارة النفط العراقية.
  • مذكرة تفاهم للتعاون والتدريب وتبادل الخبرات في مجال العدل والقضاء.
  • مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الموارد المائية والري.
  • مذكرة تعاون بين كل من سوق العراق للأوراق المالية، والبورصة المصرية.
  • البرنامج التنفيذي الثنائي للتعاون الفني في مجال حماية البيئة.
  • مذكرة تفاهم في المجالات الصحية والدوائية والتدريبية.
  • اتفاقية النقل البحري.
  • مذكرة تفاهم في مجال الطرق والجسور.
  • مشروع مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الإسكان والتشييد.
  • مذكرة تفاهم في مجال اتفاقيات منظمة التجارة العالمية وتنظيم المعارض.
  • بروتوكول تعاون في مجال مكافحة الدعم والإغراق والوقاية.
  • مذكرة تفاهم في مجال التعاون الصناعي.
  • مذكرة تفاهم في مجال حماية المستهلك.
  • مذكرة تفاهم في مجال الاستثمار.
  • بروتوكول تعاون مشترك بين اتحاد الصناعات العراقي واتحاد الصناعات المصرية.