الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الواقعية في كتابات نجيب محفوظ.. التطور الطبيعي للأدب

الاديب الراحل نجيب
الاديب الراحل نجيب محفوظ

تنطلق روايات نجيب محفوظ من الواقع، مرة من الواقع التاريخي القديم، وأخرى من واقع أحياء القاهرة، وشوارعها وحاراتها ومفاهيمها، وعلى حد وصف الكاتب رشيد القرقوري، يبدو في رواياته الواقعية تصوير للواقع بمختلف أنواعه سواء كان تاريخي أو اجتماعي، مع خلق حياة كاملة من شخصيات رواياته الاجتماعية.


ولكن ما هي الواقعية التي اتبعها في أعماله؟

 وبم فسرها أديب نوبل الذي يحل اليوم ذكرى ميلاده الـ 110؟

 

قال نجيب محفوظ في حوار قديم له مع مجلة «الكواكب» عام 1953، وقال: "الواقع أن كثيرين يفهمون الواقعية خطأ، فالواقعية لا تعني أنها قصة منقولة من الواقع بأي حال من الأحوال بل أن التغيير الذي تجده في المادة الخام التي نأخذ منها الواقع لا يقل في الجملة عن التغيير الذي نجده في أي مذهب آخر كالمثالية أو الرومانسية".

 

وعلى حد وصفه فإن الموضوع الجديد يكون خاضعا أو موافقا للمحتمل ليكون هناك إحساس بالحقيقة، وتابع أديب نوبل: "الواقعية لا تغرق في العاطفة والخيال إنما تعبر عن الواقع على أساس الخيال والعقل والعاطفة"، وفي رأيه أن هذا ما يعطيها عنصر الاتزان وصفة الواقعية.

 

أما نقل قصة عن الواقع فليس ذلك من الأدب في شئ، فهي بهذا لا تزيد عن أي خبر نسمعه من الاخبار، وأضاف: "لا شأن لهذا بالقصة إطلاقا فالتغيير الذي تحدثه الواقعية هو تغيير ضروري، لتحقيق فكرة الموضوع غير أن هذا التغيير يراعي فيه التشابه مع الواقع بكل معقوليته وطبيعته".

 

بين الأدب الواقعي والذاتي

وكانت الواقعية التي يعبر عنها في أعماله الأدبية، ومنها رواية "زقاق المدق" من الأمور غير المقبولة في أوروبا في ذلك الوقت، إذ اعتبرت الاعمال الروائية في ذلك الوقت انها سيرة ذاتية، ولكنه لم يفضل التفرقة بين الأدب الواقعي والذاتي وأهمل نصيحة الناقدين.


ورأى أن اتباع الواقعية في أعماله بمثابة التطور لطبيعي للأدب، بخلاف الأنواع الاخرى مثل الرومانسية، وعن المرحلة الواقعية يقول نجيب محفوظ لأحمد عباس صالح (مجلة صباح الخير 17 يناير 1956): إنني انتقلت إلى المرحلة الواقعية ابتداء من "القاهرة الجديدة" وأعقبتها بقصة "خان الخليلي".


وتابع: "وقد كتبت هذه الروايات في الفترة ما بين سنتي 1939 – 1943، ولكنها ظلت جميعا في درج مكتبي بدون نشر، لأن الحالة الأدبية كانت في ركود، ولم يكن هناك ناشر يجرؤ على نشر كتاب لمؤلف ناشيء. ولكنني مع ذلك كنت أكتب ولا أدري ما الذي كان يدفعني على الكتابة، على الرغم من فقدان الأمل في النشر، وعندما أنشئت "لجنة النشر للجامعيين" وجدت فيها متنفسا، وابتدأت قصصي ترى النور".