الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كيف أكون من المتقين؟.. الإفتاء توضح

كيف أكون من المتقين؟
كيف أكون من المتقين؟

تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا تقول صاحبته: “كيف أكون من المتقين؟”.

 

وأجاب الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية عن السؤال قائلا: إنه جاء قى قصة ابني آدم عليه السلام في القرآن “وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ٱبْنَىْ ءَادَمَ بِٱلْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ ٱلْءَاخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلْمُتَّقِينَ”، ويقول سيدنا عبد الله بن عمر لابنه سيدنا سالم رضي الله عنهم جميعا، قال يا بني وددت لو أن الله تقبل منى ركعة، قال يا أبي ركعة؟! قال ألم تقرأ قول الله تعالى “إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلْمُتَّقِينَ”.

 

وتابع أمين الفتوى خلال البث المباشر لدار الإفتاء: إذا فمدار قبول العمل هو تقوى العبد، والتقوى أن تجعل بينك وبين الحرام وقاية وبينك وبين المعصية ساترا وبينك وبين جهنم طاعات تسترك عنها.

 

وأوضح أمين الفتوى أن التقوى هي الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والاستعداد ليوم الرحيل والرضا بالقليل، فالقناعة من التقوى.

 

واستطرد: فضع تحت كلمة تقوى كل ما يقربك من الله، فكلما اقترب العبد من الأعمال الطيبة أصاب درجة المتقين.

 

 

ما هي التقوى وثمراتها

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن التقوى حالة قلبية ومنزلة إيمانية رفيعة ومرتقى عال لا يناله المسلم إلا بالمجاهدة والمصابرة‏، ولكن ما التقوى؟.

وأوضح علي جمعة عبر صفحته على فيس بوك أن التقوى هي:

التقوى هي فعل الخيرات‏.

‏التقوى هي اجتناب الشرور‏.

‏التقوى هي تحقق محبة الله ورسوله في قلب المؤمن‏.

‏التقوى هي حصول الرضا والسكينة‏.‏

التقوى أن نعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله‏, ‏وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله‏.

 

وأشار علي جمعة إلى أن الله سبحانه وتعالى قد بيَّن أن القصد من كل ما شرعه سواء في العقيدة أو الشريعة أن تصبح التقوى صفة لازمة للمسلم‏,‏ ففي ستة مواضع من القرآن يعقب الله تعالى على التشريع بقوله‏: (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ‏)، وفي ستة مواضع أخرى بلفظ‏: (لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ‏), ‏ وإذا ما تدبرنا الآيات المحكمات في كتاب الله تعالى‏,‏ نجد أن التقوى هي هدف وغاية أحكام الإسلام‏، وقد جاء الأمر النبوي بعموم التقوى في الزمان والمكان والحال فقال‏: (اتق الله حيثما كنت‏,‏ وأتبع السيئة الحسنة تمحها‏,‏ وخالق الناس بخلق حسن‏) [‏أخرجه الترمذي] ‏فإذا تحقق المرء بالتقوى في شئونه كلها نال ثمرتها العظيمة التي تضمن له السعادة في الدنيا والنجاة والفوز في الآخرة

 

ثمرات التقوى

ونوه إلى أن من ثمرات التقوى المباركة‏:

‏‏1- حصول محبة الله تعالى‏,‏ قال تعالى: (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُتَّقِينَ) .

2- نزول رحمة الله تعالى في الدنيا والآخرة‏, ‏قال تعالى: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ) ، وقال: (وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) .

‏‏3- الدخول في معية الله ونصره‏,‏ قال سبحانه: (إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) ، وقال: (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ المُتَّقِينَ) .

4- حصول الأمن من الخوف والحزن‏,‏ قال تعالى: (فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) ، وقال: (وَيُنَجِّي اللهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) .

5- حصول نور وبصيرة في القلب يميز بها الإنسان بين الخير والشر والحق والباطل‏,‏ قال سبحانه‏: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا) ,‏ وقال‏: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَآَمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) .

‏6- حصول السعة والبركة في الرزق‏,‏ قال تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ القُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ) ، وقال: (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) .

7- تفريج الهموم والكروب‏,‏ قال عز وجل: (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا) .

8- رد كيد الأعداء والنجاة من شرهم‏,‏ قال تعالى‏: (وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) .

9- حسن العاقبة والخاتمة في الدنيا والآخرة‏,‏ قال تعالى‏: (وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) ,‏ وقال‏: (مَثَلُ الجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ المُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الكَافِرِينَ النَّارُ) .

10- التقوى سبب في قبول العمل‏,‏ قال تعالى‏: (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ المُتَّقِينَ) ، ‏وقال‏: (لَنْ يَنَالَ اللهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ) .

وذكر أن الحاصل أن التقوى محلها القلب‏,‏ وهى شعور يضع صاحبه في حالة حرص ومراقبة على سلوكياته حتى يأتي بها موافقة لما أمر الله‏,‏ بعيدة كل البعد عما نهى الله عنه‏,‏ وفي حالة حب يأنس فيها العبد بربه وينعم برضوانه‏.‏