الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

8 سنوات حروب ضد القوى العظمى.. كيف انتصرت مصر في معركة السد العالي؟

بناء السد العالي
بناء السد العالي

"إن الشعب الذي بنى الأهرام إجلالا للموت، قادرا على بناء السد هرما جديد تقديرا وتكريما للحياة"، بهذه الكلمات أطلق الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، مشروع السد العالي، والذي يعد أكبر مشروع إنشائي في القرن العشرين، وتمر علينا اليوم الذكرى الـ 51 على افتتاح السد العالي عام 1971.

هذه الكلمات شاهد على حرب ضروس، خاضها الرئيس جمال عبد الناصر والدبلوماسية المصرية، ضد كلا من بريطانيا والولايات المتحدة والبنك الدولي، بعدما تراجعوا عن تمويل السد العالي، بل واستغلت بريطانيا هذا الملف حتى تستمر في تدخلاتها السافرة في الشأن المصري، وهو ما رفضه الرئيس جمال عبد الناصر، وغير وجهته إلى الاتحاد السوفيتي.

الأنفاق تحت السد العالي

وبهذه المناسبة يستعرض "صدى البلد"، أبرز المعلومات عن رحلة بناء السد العالي، والتي بدأت بالدراسات عام 1952، بعد أشهر قليلة من ثورة 23 يوليو.

فكرة بناء السد العالي

قدم وقتها المهندس أدريان دانينوس إلى مجلس قيادة الثورة عام 1952، مشروع بناء سد ضخم في أسوان، يهدف إلى حجز فيضان النيل وتخزين مياهه وتوليد طاقة كهربائية، وبعد تقديمه هذه الدراسات، اهتم بها الرئيس جمال عبد الناصر، وفي عام 1954 طرحت شركتان ألمانيتان، إمكانية تصميم السد، وبدأت وقتها الدولة المصري تبحث عن مصدر لتمويل السد، وعرضت وقتها كلا من الولايات المتحدة الأمريكية والبنك الدولى المساهمة في التمويل السد.

إشارة البدء بتحويل مجرى النيل

ولكن في 19 يوليو 1956، سحب البنك الدولي تمويل السد، بعد ضغوط إنجلترا وفرنسا وأمريكا، وفي نفس العام قرر الرئيس جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس والاستفادة من إيراداتها فى تمويل المشروع والتوجه نحو الاتحاد السوفيتي.

الاتحاد السوفيتي يموّل السد

تم توقيع اتفاقية مع الاتحاد السوفيتي عام 1958 لإقراض مصر 400 مليون روبل، لتنفيذ المرحلة الأولى من السد، وفي 1959 راجع الخبراء السوفيت تصميمات السد واقترحوا بعض التغييرات البسيطة من أهمها تغيير موقع محطة القوى استخدام تقنية خاصة في غسل الرمال عند استخدامها فى بناء السد.

وفي 1960 تم توقيع اتفاقية الثانية مع الاتحاد السوفيتي لإقراض مصر 500 مليون روبل إضافية للتمويل وفى مايو 1964 تم تحويل مجرى نهر النيل لبناء السد العالى وغلق المجرى القديم ودخول المياه من خلال الأنفاق لتوليد الكهرباء، وتم افتتاح المشروع في مثل هذا اليوم 15 يناير 1971.

كيف حمى السد العالي مصر؟

عمل السد العالي على حماية مصر من الفيضان والجفاف أيضا فى الأراضى التى كانت تروى بنظام الرى الحوضى إلى الرى الدائم حيث تم تخزين المياه في بحيرة ناصر للاستفادة منها في سنوات الجفاف والتوسع في استصلاح الأراضى مما ساهم فى زيادة مساحة الرقعة الزراعية، وزراعة محاصيل ثلاثة مرات فى العام.

وأكد العديد من خبراء السدود أن السد العالي، هو أعظم مشروع بنية أساسية في العالم خلال القرن العشرين، لأنه غير مصير شعب بأكمله، وأصبحت مصر من دولة خاضعة، إلى دولة متحكمة فيه، مستغلة المياه في التوسع الزراعي وتوليد الكهرباء، والسيطرة على الفيضان سواء في حالات زيادة المنسوب أو انخفاضه.

أعظم مشروع في القرن العشرين

وبهذه المناسبة، قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إن السد العالي هو أعظم مشروع مصري، وفي 9 يناير 1960 تم وضع حجر الأساس له، وتغير مجرى نهر النيل عام 1964، وانطلقت الشرارة الأولى من محطة كهرباء السد العالي في أكتوبر 1967، وتم تخزين المياه بالكامل 1968.

وأضاف شراقي، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن اكتمال بناء السد العالي كان في عام 1970 وافتتح رسميا 15 يناير 1971، موضحا أن تكلفة بناء السد العالى هي 500 مليون جنيه مصري أي ما يعادل 1,500 مليون دولار، وغطى تكاليفه فى عام ونصف.

عماد الثورة الزراعية والصناعية

وأشار إلى أن السد العالي، حصد المركز الثامن كأعظم  10 مشروعات في العالم من ناحية استخدام أعلى التكنولوجيا، وفائدة للبشرية في القرن العشرين، وحمى مصر من أشد الفترات جفافا فى العصر الحديث من 1981 حتى 1987، وهو الذي يحفظ الأمن المائى المصرى على مر العصور.

واختتم: "السد العالى هو عماد مصر الحديثة فى إحداث ثورة زراعية وأضاف أكثر من 2 مليون فدان، ووفر الكهرباء للمحافظات والقلاع الصناعية، في مصانع الحديد والصلب في حلوان ومصنع نجع حمادى للألمونيوم ومصانع الغزل والنسيج، وأضاءت الكهرباء المنتجة منه المدن والقرى المصرية لأول مرة".

صور بناء السد العالي

صور نادرة لبناء السد العالي
صور نادرة لبناء السد العالي
صور نادرة لبناء السد العالي
صور نادرة لبناء السد العالي
صور نادرة لبناء السد العالي
صور نادرة لبناء السد العالي