الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حاول إصلاح بلاده فتسبب في تفككها.. كيف انهار الاتحاد السوفيتي على يد جورباتشوف؟

ذكرى انهيار الاتحاد
ذكرى انهيار الاتحاد السوفيتي

حدث في مثل هذا اليوم من عام 1991 أن استقال ميخائيل جورباتشوف، رئيس الاتحاد السوفيتي من منصبه، وترتب على هذه الاستقالة، مستقبل منطقة شمال ووسط أسيا القائم، حاليا، ففي اليوم التالي للاستقالة 26 ديسمبر، اعترف برلمان الاتحاد رسميا، باستقلال 15 دولة جديدة وبالتالي فقد انتهى وجود الاتحاد السوفيتي.

كان الـ 26 من ديسمبر هو اليوم انتهاء واحدا من أقوى الدول في العالم، يوم نزل فيه العلم الأحمر من ساريته فوق قصر الكرملين.

انهيار الاتحاد السوفيتي

إصلاحات جورباتشوف

عندما وصل ميخائيل جورباتشوف، إلى رأس السلطة في الاتحاد السوفيتي عام 1985، كان البلاد شبه متهالكة، و تعاني الركود، ليبدأ الزعيم الجديد، سلسلة من الإصلاحات، التي أثارت جدلا كبير بسبب أهدافها ما بين إعادة البناء والهيكلة، والانفتاح وحرية التعبير، ويعتبر البعض أن تلك السياسات  أدت إلى زوال البلاد.

بينما يعتقد آخرون أن الاتحاد السوفيتي، لم يكن قابلا للإصلاح أو الاستمرار بسبب بنيته المتهالكة، وبهذه المناسبة يستعرض "صدى البلد"، أبرز المعلومات والأسباب التي أدت لسقوط قطب العالم الثاني وتفكك الاتحاد السوفيتي خلال السطور التالية.

ميخائيل جورباتشوف

الانهيار الاقتصادي

على المستوى الاقتصادي، فقد  شكل أكبر عوامل انهيار الاتحاد السوفيتي، حيث اعتمد على المركزية، على عكس اقتصادات السوق في معظم البلدان الأخرى، بينما كانت الاتحاد يقر على الدول المشتركة فيه مقدار ما يجب إنتاجه من كل شئ سواء صناعات أو أغذية، وأيضا تحدد عدد هذه الأشياء التي يحتاجها كل مواطن، وكم يجب أن تكون كلفة كل شيء وكم يجب أن يدفع للناس ثمناً لها.

هذا النظام الذي يعد فعالا وعادلا من الناحية النظرية، كان يواجه العديد من المشاكل، فقد كان العرض دائما أقل من الطلب، وكان المال بلا قيمة تقريبا، أدى ذلك إلى جعل أغلب المواطنين في الاتحاد السوفيتي بسطاء للغاية، ليس بسبب الفقر، ولكن لعدم توافر السلع بالأساس.

انهيار الاتحاد السوفيتي

سباق الفضاء

ما زاد الطين بلة في الاتحاد السوفيتي، هو أنه قد دُفع دفعا في سباق استكشاف الفضاء مع الولايات المتحدة، منذ أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، وقد نجح بالفعل في أن يصبح البلد الأول في العالم الذي يرسل إنسانا إلى المدار، بجانب امتلاكه ترسانة من الأسلحة النووية والصواريخ الباليستية المتطورة للغاية لكن كل هذا كان مكلفاً للغاية.

كان الاتحاد السوفيتي يعتمد على موارده الهائلة طوال سنوات من النفط والغاز لدفع فاتورة هذا السباق، ولكن في أوائل الثمانينيات انهارت أسعار النفط مما أثر بشدة على الاقتصاد المتعثر بالفعل، كما أنه وفي إطار سياسة جورباتشوف الإصلاحية، تم اعتماد بعض مبادئ السوق لكن الاقتصاد السوفيتي العملاق كان عصياً على الإصلاح بسرعة، وظلت السلع الاستهلاكية شحيحة وارتفع معدل التضخم بشكل كبير.

كانت الإصلاحات التي أدخلها الاتحاد السوفيتي على نظامه الاقتصادي عام 1990، سببا في القضاء على مدخرات ملايين الأشخاص بالرغم من ضآلتها فساد شعور قوي بالإحباط من سياسات الحكومة.

الانفتاح والحريات

أما على صعيد الحريات، فقد عانى الاتحاد السوفيتي، من سياسة القمع التي اتبعها ستالين، ومع الانفتاح وحرية التعبير التي أدخلها جورباتشوف، فقد سمحت بقدر أكبر من حرية التعبير، وبدأ فتح أرشيف الدولة الذي أظهر الحجم الحقيقي للقمع في عهد جوزيف ستالين منذ عام 1924 وحتى عام 1953، فقد قتل خلال تلك الفترة ملايين الأشخاص.

كما شجع جورباتشوف على مناقشة مستقبل الاتحاد السوفيتي وهياكل سلطته وكيفية إصلاحها للمضي قدما، وأثار فكرة التعددية الحزبية متحديا هيمنة الحزب الشيوعي.

محاولة الانقلاب

أدت السياسات والإصلاحات التي قادها جورباتشوف، إلى تعرضه لانتقادات من قبل الإصلاحيين الذين شعروا أنه لم يستغل زمام المبادرة جيداً، كما تعرض أيضا لانتقادات من قبل المحافظين الذين شعروا أنه ذهب بعيداً في إصلاحاته ونتيجة لذلك اقصى كلا المعسكرين.

وجاء رد فعل المحافظين بأنهم نفذوا انقلابًا فاشلاً في أغسطس 1991 لإزاحة جورباتشوف عن السلطة، ولكن بدلاً من إنقاذ الاتحاد السوفيتي عجلت محاولة الإنقلاب الفاشلة بزواله، وبعد أقل من ثلاثة أيام حاول قادة الانقلاب الفرار من البلاد وعاد جورباتشوف إلى السلطة ولكن لفترة وجيزة فقط.

وفي الأشهر التالية أجرت العديد من الجمهوريات استفتاءات خاصة بالاستقلال وبحلول ديسمبر واجهت الدولة العظمى مصير الانقسام.