الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

يخرجون من دولة واحدة.. كيف تستغل طائفة المليارديرات في أمريكا أزمات العالم الاقتصادية؟

جيف بيزوس
جيف بيزوس

أوردت صحيفة “ساوث تشاينا مورنينج هيرالد بوست”، تعليقًا اعتبر أن مليارديرات أمريكا هم أكثر الناس استفادة من أزماتها، ومعاناة المليارات من البشر.

وقال تعليق الصحيفة الدولية الصينية، إنه لقرون نجحت سياسة "فرق تسد"، التي يبدأها البعض من خلال عملية  "اللوم"، أن نلوم بعضنا البعض على كل شيء، من فقدان الوظائف إلى الهزائم السياسية إلى ارتفاع تكاليف المعيشة.


وتابعت: “وإذا لم نتمكن من إدانة بعضنا البعض، فيمكننا دائمًا تشغيل هؤلاء المهاجرين، الذين عاداهم الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، والذي تم بالمناسبة عزله مرتين مع وقف التنفيذ”.

وأضافت الصحيفة: "وفي الوقت نفسه، فإن المذنبين الحقيقيين، هم عصابة "المليارديرات الجشعين" الذين يتلاعبون بالنظام الاقتصادي الدولي - وبالتالي مستقبل بقيتنا نحن دافعي الضرائب والبؤساء، هو مزيد من المعاناة، بينما يزداد المليادرات ثراء، وترتفع أرصدتهم في البنوك، التي يمتلكونها أيضًا بالطبع".

واعتبر الخبراء، أن أهداف مليارديرات أمريكا تزدهر في نوع من الفوضى والانقسام والاحتكاك.

وكتب الخبير والصحفي الاقتصادي في صحيفة “ذا نيويورك تايمز” الأمريكية، بيتر جودمان، أن "المليارديرات يستغلون الحكم المهدد بالخلافات والخلل كفرصة للاستفادة من الضوابط والتوازنات المعتادة".

وضربت الصحيفة أمثلة للتوضيح، وقالت تعليقا على الأحداث العالمية الجارية وسيطرة أصحاب الثروات المليارية، إن هناك مقابلة لمعظم الأشياء، فالأحمر مقابل الأزرق، الديمقراطي مقابل الجمهوري، الريف مقابل الحضر، المتعلمون في مواجهة غير المتعلمين، وبنفس الطريقة السخيفة التي قسم بها الإمبرياليون أفريقيا والشرق الأوسط لسرقتهم، وبنفس الطريقة الكارثية التي قسمت بها إنجلترا الهند بعد أن استولت على مواردها، فإن المليارديرات في هذا العالم لن يتوقفوا عند أي شيء في رغبتهم التي لا تُقهر في جمع المزيد من الثروات على حساب كوكبنا المحاصر.

وذكرت الصحيفة، أن تحسين العالم من خلال ثرواتهم الهائلة هو مجرد كلام شفهي، أو كما تصف الناشطة البيئية "جريتا تونبيرج"، بأن"التزام" منتدى دافوس بتغير المناخ، منذ ثلاثة عقود، هو شيء فارغ " بلاه بلاه بلاه".

وضربت الصحيفة مثالًا بواحد من أغنى اغنياء أمريكا والعالم، المليادرير الأمريكي جيف بيزوس، مؤسس “أمازون”، الذي لم يدفع ضرائب العام الماضي، والذي يواصل مضايقة نقابات العمال، والضغط على العمال لديه، بتشغيلهم في ظل ظروف قاسية مقابل 15 دولارًا أمريكيًا في الساعة.

ربح بيزوس 87 مليار دولار أمريكي منذ بداية الوباء، مما رفع صافي ثروته إلى 200 مليار دولار أمريكي، أو يزيد أو ينقص بضع مئات من الملايين.

وضربت الصحيفة مثالًا آخر، من أزمة الرهن العقاري لعام 2008 التي خلقتها بنوك مثل سيتي كورب، إيه آي جي، والتي خضعت لعمليات إنقاذ حكومية جيدة، خلقت المزيد من الثروة لشركات مثل جولدمان ساكس، مورجان ستانلي، وجي بي مورجان.

وبالمثل، فإن قانون ترامب لعام 2017 "التخفيضات الضريبية"، الذي خفض معدل ضريبة الشركات الأميركية من 35 في المائة إلى 21 في المائة، سيكلف الولايات المتحدة -وفقًا لمؤسسة الضرائب- 1.47 تريليون دولار من العائدات المنخفضة بالأساس في [خزينة الدولة] مع إضافة 600 مليار دولار فقط في نمو المدخرات.

وذكر خبراء "ثلاثة أرباع الفوائد من تخفيض ترامب للضرائب على الشركات، سيشغلها المساهمون، مع حصول أغنى 1 في المائة من جميع الأسر على أكبر المكاسب". 

ويشمل ذلك آل ترامب وآل كوشنر ومعظم أعضاء حكومته بالطبع.

أما فيما يتعلق بهذه الإعفاءات الضريبية التي تؤدي إلى خلق فرص العمل - ما يسمى نظرية "التسلل إلى أسفل" - فإن الخبراء اعتبروها فكرة سخيفة قدمها رجل دافوس "ترامب" لإخفاء جشعه.

وفسروا الأمر بقولهم، إن الفكرة تفضح زيف نفسها فــ"الفكرة مغرية ولكنها زائفة لأن مفادها أن خفض الضرائب وتحرير الأسواق لن ينتج عنه ثروات إضافية للأكثر ثراءً فحسب، بل سينقل الفوائد إلى الجماهير المحظوظة - وهو أمر حدث في الحياة الواقعية صفر مرة".