شيخ الرياضيين، وزعيم المحللين الكرويين، صاحب النظرة الثاقبة والحكمة، إضافة إلى كونه أحد المهاريين وهدافي النادي الأهلي.. هو الشيخ الدكتور طه إسماعيل، صاحب مدرسة الأخلاق الرفيعة.. الذي يحل اليوم، عيد ميلاده، 8 فبراير.
مولد هداف الأهلي
وُلد طه إسماعيل في8 فبرايرعام 1939 بالمعادى، وبدأ ممارسة اللعبة في شوارع الحي، ثم التحق بالمدرسة الابتدائية في عام1943،وانضم بعدها إلى النادي المصري القاهري وتألق بشكل لافت للنظر مع زميلهميمي الشربيني،قبل أن يكتشفهماالأهلىْ، لينضم طه إسماعيل إلى صفوف الأهلي عام1951.

بعد أيام معدودة من انضمامه للأهلي، اختاره المدرب المجرىتيتكوش، لأداء إحدى المباريات الاستعراضية في معسكر الناديبمرسى مطروح، ونجح الشيخ طه في إحراز هدفين فاز بهما الأهلي لينضم لصفوف الفريق الأول، ويبدأ رحلته داخل المستطيل الأخضر.
قاعدة الصواريخ
استمر الشيخ طه مع الفريق الأول بالأهلي لمدة عشر سنوات، حصد خلالها العديد من البطولات المحلية، ولُقب بقاعدة الصواريخ، وفاز بلقب أفضل لاعب في مصر عامي1961 و1962.

وتميز الشيخ طه بوفرة مجهوده وقدرته على اللعب في أكثر من مركز، حيث لعب في مركز الدفاع الأيسر، كما لعب كجناح أيسر، وفي قلب الهجوم.
حرب الاستنزاف تدفعه للاعتزال
اتخذ نجم الأهلي السابق قراره باعتزال كرة القدم وقرر التحول إلى العمل التدريبي، فسافر نهاية عام 1967إلىألمانيا الشرقية للحصول على دورات تدريبية متقدمة في التدريب، عاد بعدها ليتولى تدريب فريق بنها، لكنه لم يستمر أكثر من عام في منصبه.

مع بداية عام1969،أعلن الشيخ طه أنه سيعود للملاعب وبدأ في إنقاص وزنه والعودة للتدريبات لاكتساب اللياقة البدنية، ولكن توقف النشاط الرياضي في مصر لمدة تزيد على خمس سنوات بسببحرب الاستنزافجعله يقرر اعتزال اللعب نهائيا في عام1970.
سبب تسميته الشيخ طه
كشف طه إسماعيل، نجم الأهلي ومنتخب مصر، في الستينات، عن اللقب المفضل له، من بين الألقاب الثلاثة التي تتم مخاطبته بها، وهي: “الشيخ طه”، و“دكتور طه” و”كابتن طه”.

وأشار إلى أنه اعتاد مخاطبة الناس له بالألقاب الثلاثة، وأنه يسعد بأن يناديه الأشخاص باللقب الذي يرونه من خلاله، حيث يلجأ البعض إلى مناداته بلقب “كابتن طه” لشعورهم أن لقب “الشيخ” به صبغة شعبية في المخاطبة.
وأوضح طه إسماعيل، أن لقب الشيخ هو الأقرب لقلبه، كونه ارتبط به منذ فترة لعبه كرة القدم، عندما لقبه به الناقد الرياضي الراحل “نجيب المستكاوي”، مشيرًا إلى أن اللقب جاء من تشبيه المستكاوي لفريق الأهلي بفرقة المنشدين التي يقودها طه إسماعيل، وكان يكتب “الشيخ ومعه الصييتة” لوصف أدائهم في المباريات، وأن اللقب كان مرتبطا باسمه كلاعب، حتى أن البعض كان يكتفي بنطق كلمة “الشيخ” دون الإشارة لإسمه.
وتطرق إسماعيل للحديث عن موضوع رسالة الدكتوراه التي حصل عليها، حيث كانت رسالتها “خصوصية التصويب”، وأجرى دراسة خلالها عن النادي الأهلي، ومنتخب مصر، ومنتخبات بطولة كأس العالم في عام 1986، لتحليل أداء كل اللاعبين.
مسيرة مشرفة
خلال مسيرته مع الأهلى، حقق تسع بطولات، منها ثمانى بطولات فى أول خمس سنوات، وحقق بطولة الدورى أربع مرات أعوام "1958، 1959، 1961، 1962"، والكأس ثلاث مرات أعوام "1958، 1961، 1966"، ودورى منطقة القاهرة عام 1958، وكأس الجمهورية المتحدة عام 1961، كما حقق مع منتخب مصر لقب البطولة الأفريقية عام 1959 بالقاهرة، وتوج بلقب أفضل لاعب فى مصر "مرتين" عامى:1961، 1962
نال لقب هداف الأهلى فى الدورى أعوام "61/1962، 1962/1963" وجاء ثانيا فى باقى المواسم ماعدا موسم "1964/1965" الذى لم يشارك فيه بسبب إصابته فى مباراة غانا فى ربع نهائى أولمبياد طوكيو 1964.
سجل مع الأهلى "81" هدفا منها "64" هدفا فى مسابقة الدورى جاءت به بالمركز السابع، كما سجل "12" هدفا فى مسابقة الكأس، وهدفا فى دورى القاهرة، و"4" أهداف فى كأس الجمهورية المتحدة.
اقترابه من الزمالك قبل اللعب للأهلي
كشف الشيخ طه عن قصة اقترابه من الزمالك قبل اللعب للأهلى في بداياته الكروية قائلا: "كنت ألعب في فريق المصري القاهري، وجاء لى مصطفى يونس سكرتير المصري وهو زملكاوي وقادنى للاختبار في القلعة البيضاء وأجريت اختبارات بالفعل على الملعب الفرعي، وبعد انتهاء الاختبار عدت في سيارة واحدة مع نور الدالي ومحمد حلمي زامورا لكن لم يتحدثا معي في أي تفاصيل، بعدها بثلاثة أيام قادنى عبد المنعم حسن "عبده البقال"، للاختبار في الأهلى وبدأت الرحلة".
وأضاف إسماعيل، في تصريحات تليفزيونية لبرنامج "المجرى"، على قناة النادي الأهلى، مع مصطفى عبده: "انتقالي للأهلى كان صدمة من الفرحة، لأنى لم أتوقع اللعب مع كل هذه النجوم التي كنا نسمع عنها ويذيع صيتها، لكن بدأت المسيرة الحافلة".
وعن أول مبلغ حصل عليه من الأهلى كراتب قال الشيخ طه: "حصلت على ثلاثين جنيها كأول راتب في الأهلى، وكان مبلغا كبيرا وقتها يساوى إيراد مباراة كاملة في ذلك الزمن".