الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الأزمة الأوكرانية حرب أم سلام؟

عبدالمعطي أحمد
عبدالمعطي أحمد

قبل أشهر أكد الرئيس الروسى فلاديمير بوتن أن أى حرب بين أمريكا وروسيا ستحمل الدمار للعالم، مستبعدا أى احتمالات لاندلاع مثل هذه الحرب، وهو ما أكده مجدداً خلال لقائه مع نظيره الفرنسى إيمانول ماكرون، ولكن ما الذى يحدث الآن على السواحل الأوكرانية فى أعقاب الانتشار العسكرى الأمريكى والروسى فى المنطقة؟ هل هى فعلا نذر الحرب فى المنطقة أم أنها جولة جديدة من الحرب الباردة,ولكنها أكثر سخونة عما قبلها؟ وما الهدف من وراء إشعال الأزمة مجددا؟ التصعيد هذه المرة يتزامن مع تراجع حاد فى شعبية الرئيس الأمريكى جو بايدن بعد عامه الأول المحبط فى البيت الأبيض,وبالتالى كان عليه التحرك سريعا لتحسين الوضع وإثبات قدرته على تحقيق ولو جزء بسيط من وعوده الانتخابية بعد فشله فى احتواء فيروس "كورونا",أو تحسين الأوضاع الاقتصادية وخروجه المخزى من أفغانستان,ومن ثم لم يبق أمامه سوى التصدى لروسيا الخصم التاريخى لأمريكا عبر الناتو وأوروبا.

أما الجانب الروسى فيسعى للحصول على ضمانات أمنية والضغط على الغرب لإبعاد مخالبه عن الجمهوريات السوفيتية السابقة التى تعتبر موسكو نفسها مظلة لها مهما بدا العكس.

أما أوكرانيا فتظل الضحية,حيث تقف قلقة على أمل تحقيق بعض المكاسب من هذا التصعيد,وتأمين نفسها,وإن كانت العواقب غير مضمونة. هل هى حقا طبول الحرب أم إنها جولة جديدة من حرب المصالح الأمريكية الروسية؟

أزمة "كورونا" لاتزال- رغم مرور كل هذا الوقت- تحظى باهتمام سياسى وإعلامى ومجتمعى غير مسبوق,وهى الموضوع الرئيسى للميديا على اختلاف وسائلها,حيث تغيرت اهتماماتها وأولوياتها, لكن تضارب أقوال العلماء والساسة ومنظمة الصحة العالمية لايزال يمثل مشكلة كبرى فى التعامل مع الجائحة, وهو ما زاد من حيرة البشر جميعا ومخاوفهم, ذلك أن أحدا لايعرف يقينا متى ينتهى هذا الوباء المحور لتعود للناس حياتهم الآمنة الخالية من التوتر والألم.وإذا كان العلماء فى دول عديدة واصلوا العمل ليل نهار ونجحوا فى التوصل إلى لقاحات تقلل الآثار الكارثية لكورونا,فإن البشرية لاتزال فى حاجة إلى مزيد من الجهد العلمى الدءوب والمنظم فى مراكز الأبحاث والمعامل للوصول إلى تشخيص أكثر دقة, ولقاحات وأدوية أكثر فعالية للوباء المستجد لتفادى خطورته إذا ماتجدد ظهوره لاقدر الله مستقبلا.

تتسارع وتيرة الأزمات فى لبنان بشكل غير مسبوق, وتزداد الضغوطات على المواطن اللبنانى الذى أصبح يواجه تحديات يومية لاينجو منها أى مستوى وظيفى حكومى, مما دفع على سبيل المثال نحو474 رجل أمن و3ضباط من قوى الأمن الداخلى إلى ترك العمل نتيجة تردى الوضع الاقتصادى وانهيار العملة اللبنانية فى مقابل الدولار الأمريكى, وهو بيان رسمى على لسان وزير الداخلية اللبنانى الذى أرجع ذلك إلى الظروف الاقتصادية,حيث أصبح متوسط الراتب أقل من 50 دولارا شهريا,وهذه المعطيات تنطبق على رجال الصحة والتعليم والقضاء والسلك الدبلوماسى, حيث صرح وزير الخارجية اللبنانى بأن هناك أكثر من 15 بعثة دبلوماسية قد يتم إغلاقها بسبب العجز المالى الذى يواجه البلاد.

لم تكن أزمة فيلم"أصحاب ولا أعز "المثير للجدل –   فى رأيى – هى مناقشته قضايا المثلية,والخيانة الزوجية,وانحراف البنات,لأنها ظواهر قديمة جديدة محليا وعالميا,ولكن الأزمة الحقيقية عند أغلب المشاهدين – كما بينت ردود أفعال السوشيال ميديا-هى فى محاولة الفيلم فرض رؤية غريبة عن مجتمعاتنا وشاذة على الأسرة العربية,بل ودعا الفيلم الجميع إلى تقبلها بوصفها أمرا عاديا,وهو ما يرفضه كل إنسان سوى!,وبالرغم من أن البعض تجاوز فى نقده لبعض الفنانين المشاركين فى العمل مثل منى ذكى,إلا أنه كان رسالة ضمنية.إن الفن المصرى لابد أن يظل قوة ناعمة وليس "مايعة",وأن الجمهور واع لمحاولات الغرب لهدم كيان الأسرة العربية والاسلامية عبر منصة "نتفليكس" الأمريكية,ومن وراءها من الرأسمالية المتوحشة والنظام العالمى!

·     من آن لآخر نفجع بحادث غرق عبارة فى النيل أو الترع وفقدان عشرات الأرواح الذين يسعون إلى لقمة العيش, فمنذ أسابيع غرقت سيارة نصف نقل وهى تحمل 24 عاملا عند انزلاقها من سطح العبارة فى ترعة القطا مركز أشمون وفقدنا ثمانية أفراد منهم,فهل يعقل أن تعتلى هذه السيارة,وهى محملة بالأفراد سطح العبارة دون وجود حاجز أو مصدات تمنعها من الانزلاق والسقوط فى الترعة؟فحتى العوامات لم تكن متوافرة, ولا حتى أحبال لإنقاذ المستغيثين الذين لا يجيدون السباحة من الغرق!والغريب أن هذه الحوادث تتكرر ولم نتعظ!

رفاق كثيرون رحلوا عن حياتنا فجأة ودون سابق إنذار, وتركوا فى القلب غصة, وفى العين دمعة, والطابور طويل وأكثر من أن يحصى, والحزن قاتل ويستدعى من ذاكرتى أفضل مقولات الراحل فيلسوف الريشة وسلطان الرباعيات صلاح جاهين:

"حاسب من الأحزان وحاسب لها..حاسب على رقابيك من حبلها..راح تنتهى ولابد راح تنتهى..مش انتهت أحزان من قبلها".