الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شدد على دور مصر في خدمة الإسلام منذ أكثر من 13 قرناً

وزير الأوقاف الفلسطيني لـ صدى البلد : النبي أول من سطر للمواطنة .. ونرسخها في أرض الإسراء والمعراج مع إخواننا المسيحيين

الدكتور حاتم محمد
الدكتور حاتم محمد البكري وزير الأوقاف الفلسطيني

وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني : المواطنة فكرة قديمة مؤيدة بالبراهين والأدلة الدامغة

الدكتور حاتم محمد البكري :

  • وثيقة المدينة المنورة يجهلها كثير من المسلمين .. ونريد الوصول إلى فلسفة واحدة أن الوطن يحترم ويجب أن يقدم
  • الفلسطينيون يرسخون للمواطنة في أرض الإسراء والمعراج مع إخوانهم المسيحيين
  • العداء مع اليهود ليس دينياً .. ونرفض سلب مقدراتنا ومقدساتنا على يد الاحتلال
  • مصر لها باع في خدمة الإسلام منذ أكثر من 13 قرناً .. وأكثر من 70% من المكتبة الإسلامية بقلم أبنائها
  • المادة الأزهرية من أقوى المناهج علماً ودراسة وتدريسا 
  • الأزهر مؤسسة عريقة موغلة في القدم.. والعالم المصري له مكانته عبر السنين

قال الدكتور حاتم محمد البكري، وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني، إن المواطنة فكرة قديمة مؤيدة بالبراهين والأدلة الدامغة من الشريعة الإسلامية، لافتاً إلى أن أول من سطرها كان النبي صلى الله عليه وسلم، حيث إنه صلى الله عليه وسلم أول من سطرها وعمل بها وعمل عليها من خلال صحيفة المدينة المنورة.

وشدد على أن المواطنة تقوم على احترام كافة الأديان والمعتقدات، وهذا جزء من الدين الإسلامي الذي حث على دخوله باقتناع تام دون إكراه بل إنه حفظ للكفر دينا، وقال جل وعلا: “لكم دينكم”، كما أن المولى سبحانه وتعالى قد حث النبي صلى الله عليه وسلم على أن يحترم دين الآخر.

الدكتور حاتم محمد البكري، وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني

 

مبادئ المواطنة في الإسلام

ولفت “البكري” خلال حوار خاص لـ صدى البلد، إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم من خلال صحيفة المدينة، أوجد المواطنة التي تنص على الحقوق والواجبات الرئيسة التي تجب على كل من تواجد بالمدينة سواء من المهاجرين إليها أو الأنصار من أهلها، موضحاً أن وثيقة المدينة نصت على أن المدينة وطن للجميع مسلم وغير مسلم، وحينما يأتي هذا التوجيه النبوي فنحن أمام أمر غاية في الدقة لا خلاف فيه ولا إشكال، وحين ندلل على المواطنة وتأصيلها من الناحية الشرعية فلسنا بحاجة إلى أكثر من فعل النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة.

وأوضح وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني أن وثيقة المنورة يجهلها كثير من المسلمين بل يجهلها أيضاً بعض علماء الأمة، فمن خلال بعض اللقاءات وجدت بعضهم يقول أول مرة أسمع بها، نريد أن نبني الوطن على حق الجميع اقتداءً وامتثالاً لفعل النبي صلى الله عليه وسلم، صاغها النبي على حقوق المسلم وغير المسلم، حيث اشتملت على اليهود والنصارى والصابئة وغيرهم من سكان المدينة وسعت لجمع شملهم للحفاظ على الوطن.

وبين أن الأمة عليها أن تدرك أهمية المواطنة وأن الأمر ليس ابتداعاً أو مسألة أتيت من عقولنا ومن أمهات رؤوسنا بل قائمة على الحجة والدليل والنص والبرهان، ونقول ما علينا إلا العودة للتاريخ وتوعية الناس بما فعله النبي صلوات الله وسلامه عليه حتى نأمن في الدنيا والآخرة، حيث يقول الله تبارك وتعالى: "لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا" فنحن نرجو الله واليوم الآخر وأن نكون في مأمن يوم القيامة.

 

المواطنة والدين

وقال “ البكري” في بيانه وجه المقاربة أو التعارض بين المواطنة والدين: “لا يوجد تعارض وهي جزء منه، حيث إن النبي بنى المجتمع المدني على اختلاف عقائدهم ودينهم فحافظ على الوطن من أن يخرب أو يحتل أو يتعدى عليه أحد”.

وشدد على أننا نريد أن نصل إلى فلسفة واحدة تقوم على أن الوطن يحترم ويجب أن يقدم، ولا يجوز أن ينظر إليه كمكان للسكنى فقط، وأن الحفاظ عليه حق مكفول لجميع أبنائه والاستفادة من السكنى فيه أيضاً، فقد كان الصحابة يقدمون الخدمة للجميع وكان المسلم يدفع الزكاة وغير المسلم يدفع الجزية وكلاهما كانا مترادفان لما يتم دفعه للدولة دفع مالي للدولة حتى تقوم بواجباتها للجهات التي حددتها الآية الكريمة في شأن المصارف الثمانية التي يجب رعايتها من فقراء ومساكين ومحتاجين إلخ.

وزير الأوقاف الفلسطيني ومحرر صدى البلد

 

المواطنة في أرض الإسراء والمعراج 

وحول الأوضاع الفلسطينية، شدد على أن الأمة الفلسطينية في أرض الإسراء والمعراج تقوم على المواطنة وترسيخ مبادئها التي جاء بها الإسلام وعرفتها المسيحية، حيث يعيشان سوياً دونما أن  يحدث خلاف أو اختلاف، قائلاً:" نحيا منذ مئات السنين والعلاقة بين المسلمين والمسيحيين في أرض الإسراء والمعراج قائمة على التعاون والتناصح وتبادل الرؤى والأفكار".

وأشار إلى أن الخلاف مع اليهود ليس عقدياً بقدر ما هو ناجم عن الاحتلال ونهب الثروات والسيطرة على المقدرات والمقدسات، موضحاً أن المرأة الفلسطينية من أكثر النساء تعلماً ووعياً وجل النساء لديهن علوم متطورة وتحتل مراكز مرموقة علماً ومجتمعاً.

 

 

المنهج الأزهري

وحول مناهج الأزهر ودورها في دعم استقرار فلسطين وتحصين شبابها من الفكر المتطرف والحفاظ على هويتها وقضيتها، أشار إلى أن المادة الأزهرية التي تدرس سواء على مستوى العلوم الشرعية أو اللغة العربية، أو المواد الأخرى من أقوى المناهج علماً ودراسة وتدريسا، ولا يستطيع أن يقوم بتدريسها إلا الأستاذ الفذ ومن لديه يجب أن يكون صاحب ذخيرة علمية كبيرة، كما أنها مناهج تخرج علماء بما تحتويه الكلمة من معنى.

وبين أن قطاع غزة هو الأكثر استفادة من التعليم الأزهري، وجرى مؤخراً إقامة أول معهد في الضفة الشرقية .

 

مصر والوسطية

وحول الدور المصري في خدمة الإسلام، قال إن المؤسسة الدينية المصرية لها باع طويل فيما يتعلق بالدين والشريعة الإسلامية، حيث إن مصر منذ أكثر من 13 قرناً وهي تخدم الإسلام، وهي دولة عريقة بها الأزهر الشريف وحينما نتحدث عن الأزهر فهو مؤسسة عريقة موغلة في القدم، والعالم المصري له باع على مر السنين، وهذه الأرض حوت في جنباته العلماء الأجلاء ومحققو المذاهب الفقهية الأربعة، ونحن نقدر لها أنها التي تمثل الحالة الإسلامية الوسطية وهي تلك الحالة التي لا يمكن الاستغناء عنها في طلب العلم فنحو 70% من كتب المكتبة الإسلامية هي بقلم مصري.