الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل يجوز حلق اللحية في نهار رمضان ؟ اعرف رأي الفقهاء

هل يجوز حلق اللحية
هل يجوز حلق اللحية في نهار رمضان

هل يجوز حلق اللحية في نهار رمضان ؟.. سؤال يتردد في أذهان كثير من المسلمين خاصة مع اقتراب حلول شهر رمضان المعظم، فيبادر البعض منهم للتساؤل : هل يجوز حلق اللحية في نهار رمضان؟، وهل يجوز حلق اللحية للمضحي؟، وأخيراً هل يحرم حلق اللحية مطلقا؟

ومن خلال التقرير التالي نسلط الضوء على حكم حلق اللحية كما ذكره الفقهاء واعتمدته المؤسسة الدينية الرسمية وسط اللغط الدائر وفتاوى التحريم واعتباره واحدة من أمور التشبه بين الرجال والنساء المنهي عنه.

إزالة الشعر بالليزر

هل يجوز حلق اللحية ؟

ينتشر بين عموم المسلمين حكم إعفاء اللحية باعتباره سنة نبوية وأنها مظهر من مظاهر التفرقة بين الرجال والنساء وأن حلقها هو نوع من التشبه بهن، وقد بينت دار الإفتاء، في فتوى لها حكم حلق اللحية، ذكرت فيها أن إعفاء اللحية وعدم حلقها مأثور عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقد كان يهذبها ويأخذ من أطرافها وأعلاها بما يحسنها وتكون متناسبة مع الهيئة العامة، وكان يعتني بتنظيفها بغسلها بالماء وتخليلها وتمشيطها، ويستحب أن لا تزيد في الطول على مقدار قبضة اليد، كما يحصل إعفاؤها بمجرد إنبات شعرها، وقد تابع الصحابةُ رضوان الله عليهم الرسولَ عليه الصلاة والسلام فيما كان يفعله وما يختاره.

وتابعت: وقد وردت أحاديث نبوية شريفة ترغب في الإبقاء على اللحية والعناية بنظافتها؛ كالأحاديث المرغبة في السواك وقص الأظفار والشارب: فحمل بعض الفقهاء هذه الأحاديث على الوجوب، مع استحباب تهذيبها والأخذ منها بحيث لا تزيد على قبضة اليد كما ذكرنا، بينما ذهب بعضهم الآخر إلى أن الأمر الوارد في الأحاديث ليس للوجوب بل هو للندب، وعليه يكون إعفاء اللحية سنة يُثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها، وللمسلم أن يتبع فيها ما تستحسنه بيئته ويألفه الناس ما لم يخالف نصًّا أو حكمًا غير مختلف فيه.

وواصلت: كما كان صلى الله عليه وآله وسلم يعتني بتنظيفها بغسلها بالماء وتخليلها وتمشيطها، وقد تابع الصحابة رضوان الله عليهم الرسول عليه الصلاة والسلام فيما كان يفعله وما يختاره، وقد وردت أحاديث نبوية شريفة ترغب في الإبقاء على اللحية والعناية بنظافتها، ومنها ما رواه البخاري ومسلم -واللفظ له- عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «خَالِفُوا الْمُشْرِكِينَ؛ أَحْفُوا الشَّوَارِبَ، وَأَوْفُوا اللِّحَى».

واستدلت بما روى مسلم أيضًا عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «عَشْرٌ مِنَ الْفِطْرَةِ: قَصُّ الشَّارِبِ، وَإِعْفَاءُ اللِّحْيَةِ، وَالسِّوَاكُ، وَاسْتِنْشَاقُ الْمَاءِ، وَقَصُّ الْأَظْفَارِ، وَغَسْلُ الْبَرَاجِمِ، وَنَتْفُ الْإِبِطِ، وَحَلْقُ الْعَانَةِ، وَانْتِقَاصُ الْمَاءِ» أي: الاستنجاء، قال مصعب -أحد رواة الحديث-: "وَنَسِيتُ الْعَاشِرَةَ، إِلَّا أَنْ تَكُونَ الْمَضْمَضَةَ".

ولفتت في بيانها حكم حلق اللحية أن حلق اللحية من الأمور المختلف فيها بين الفقهاء، ولا مانع شرعًا من حلقها، كما بين الدكتور محمود شلبي أمين الفتوى بدار الإفتاء إن حلق اللحية جائز شرعا على المختار للفتوى وهى مسألة مختلف فيها بين الفقهاء، حيث إن كثير من الفقهاء يقولون بوجوب إطلاق اللحية وغيرهم يرون أن الإطلاق ليس واجبا ولو حلق الإنسان لحيته لا حرج ولا وزر عليه.

 

إزالة الشعر الزائد في الحاجب

هل يجوز حلق اللحية ؟

وقال علي جمعة، إنه قد ورد الأمر بإطلاق اللحية وإعفائها في أكثر من حديث نبوي منها : قوله صلي الله عليه وسلم : «خالفوا المشركين، وفروا اللحى، وأحفوا الشوارب» وقد اختلف الفقهاء بشأن دلالة هذا الأمر النبوي، هل هو للوجوب أو للندب ؟ فذهب جمهور الفقهاء أنه للوجوب، وذهب الشافعية إلى أنه للندب، وقد كثرت نصوص علماء المذهب الشافعي في تقرير هذا الحكم عندهم نذكر منها ما يلي :

واستعرض علي جمعة، قول شيخ الإسلام زكريا الأنصاري: « (و) يكره (نتفها) أي اللحية أول طلوعها إيثارًا للمرودة وحسن الصورة»، وقد علق العلامة الرملي على هذا الكلام في حاشيته على كتاب أسنى المطالب بقوله : « (قوله : ويكره نتفها) أي اللحية إلخ، ومثله حلقها؛ فقول الحليمي في منهاجه لا يحل لأحد أن يحلق لحيته, ولا حاجبيه ضعيف».

وقال العلامة ابن حجر الهيتمي - رحمه الله - ما نصه : « (فرع) ذكروا هنا في اللحية  ونحوها خصالا مكروهة؛ منها : نتفها، وحلقها، وكذا الحاجبان»، وأكد ذلك الكلام الإمام ابن قاسم العبادي في حاشيته على تحفة المحتاج حيث قال : « قوله : (أو يحرم كان خلاف المعتمد) في شرح العباب فائدة قال الشيخان يكره حلق اللحية»، وقال العلامة البيجرمي في شرحه على الخطيب ما نصه : « إن حلق اللحية مكروه حتى من الرجل وليس حرامًا»، وذكر الرجل هنا ليس مقابل المرأة، بل مقابل الشاب الصغير، حيث كان السياق أنه يكره حلقها أو طلوعها أى للشاب الصغير، فعلق بأن أول طلوعها ليس قيدًا بل يكره للرجل الكبير كذلك .

 

اقرأ أيضا

«الجندي»: حلق اللحية حلال شرعا.. والرسول كانت ذقنه قصيرة

حلق اللحية حلال أم حرام .. الإفتاء: فيها 3 أقوال

 

آراء الفقهاء في حكم حلق اللحية

وقد جاء القول بكراهة حلق اللحية عن غير الشافعية، من هؤلاء الإمام القاضي عياض - رحمه الله  صاحب كتاب الشفاء أحد أئمة المالكية - حيث قال : « يكره حلقها وقصها وتحريقها».

ويبدو أن من ذهب إلى القول بوجوب إطلاق اللحية، وحرمة حلقها من الفقهاء لاحظ أمرًا زائدًا على النص النبوي، وهي أن حلقها كان معيبًا، ومخالفة لشكل البشر وقتها، ويُعير الإنسان به، ويُشار إليه في الطرقـات، قال الرملي فى حديثه عن التعزير أنه لا يكون بحلق اللحية : «قوله : لا لحيته. قال شيخنا : لأن حلقها مُثلة له، ويشتد تعييره بذلك، بل قد يعير بما ذكر أولاده»([8]).

وذكر علي جمعة، أنه إن تعلق الأمر بالعادة قرينة تصرف الأمر من الوجوب إلى الندب، واللحية من العادات، وذهب الفقهاء للقول بندب أشياء كثيرة ورد فيها النص النبوي صريحًا بالأمر؛ وذلك لتعلقه بالعادة، فعلى سبيل المثال قوله صلي الله عليه وسلم : «غيروا الشيب ولا تتشبهوا بأعدائكم من المشركين وخير ما غيرتم به الشيب الحناء والكتم ».

وأشار إلى أن صيغة الأمر في حديث تغير المشيب لا تقل صراحة عنها في حديث إطلاق اللحية، ولكن لما كان تغيير المشيب ليس مستنكرًا في المجتمع تركه وفعله، ذهب الفقهاء للقول بندب تغيير المشيب، ولم يذهبوا إلى القول بوجوبه.

وعلى هذا المنوال سار علماء الإسلام، فتشددوا في وضع القبعة على الرأس، ولبس الإفرنجة، وذهبوا إلى القول بكفر من فعل ذلك، لا لأن هذا الفعل كفر في ذاته، وإنما لدلالة هذا الفعل وقتها على الكفر، ولما سار لبس الإفرنجة هو عادة القوم، لم يقل أحد من علماء الإسلام بكفر من لبسه.

وأكد أن حكم اللحية في أيام السلف، وكل أهل الأرض كافرهم ومسلمهم يطلقونها، وليس هناك مسوغ لحلقها- كان خلافيًا بين الجمهور الذين أوجبوا إطلاقها، والشافعية الذين اعتبروا إطلاقها سنة، ولا يأثم حالقها.

وتابع: لذا نرى تحتم العمل بقول الشافعية في هذا الزمان خاصة، وقد تغيرت العادات، فحلق اللحية مكروه، وإطلاقها سنة يثاب عليها المسلم، مع الأخذ في الاعتبار بحسن مظهرها، وتهذيبها بما يتناسب مع الوجه وحسن مظهر المسلم.


حلق اللحية حلال أم حرام ؟ 

بين الشيخ عويضة عثمان، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء، أن إطلاق اللحية بالنسبة للرجال سنة عن النبي-صلى الله عليه وسلم- يثاب عليها فاعلها ولا يعاقب تاركها، مشيرًا إلى عدم حلقها مأثور عن النبي- عليه الصلاة والسلام- وقد كان يعتني بتنظيفها بغسلها بالماء وتخليلها وتمشيطها.

وأبان «عثمان» في فيديو بثته در الإفتاء على صفحتها الرسمية على فيسبوك، ردًا على سؤال: «ما حكم إعفاء اللحية؟» أنه يستحب أن لا تزيد في الطول على مقدار قبضة اليد، كما يحصل إعفاؤها بمجرد إنبات شعرها، لافتًا إلى أن الصحابةُ -رضوان الله عليهم-تابعوا الرسولَ -عليه الصلاة والسلام- فيما كان يفعله وما يختاره.

ونبه أمين لجنة الفتوى أنه وردت أحاديث نبوية شريفة ترغب في الإبقاء على اللحية والعناية بنظافتها: فحمل بعض الفقهاء هذه الأحاديث على الوجوب، مع استحباب تهذيبها والأخذ منها بحيث لا تزيد على قبضة اليد، مشيرًا إلى ذهاب بعضهم الآخر إلى أن الأمر الوارد في الأحاديث ليس للوجوب بل هو للندب، وعليه يكون إعفاء اللحية سنة يُثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها.

 

حكم إزالة شعر الذقن بالليزر 

يجوز إذا لم يكن هناك ضرر على الإنسان، بذلك أجابت دار الإفتاء عن هذا السؤال الذي ورد إليها عبر البث المباشر، أوضح الدكتور محمود شلبي، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن هذا الأمر مرتبط بحلق اللحية، ويرى كثير من الفقهاء أن حلق اللحية جائز ولا شيء فيه.

وأضاف «شلبي» في إجابته عن سؤال: «ما حكم إزالة شعر الذقن بالليزر للشباب؟، أنه ذلك بناءً على أن إطلاق اللحية سنة، وترك السنة ليس حرامًا، ويجوز إزالة شعر الذقن بالليزر.

وعن حكم جلسات الليزر لإزالة شعر الجسم؟ قال أمين لجنة الفتوى، إن هذه الجلسات جائزة، أجازها بعض الفقهاء خاصة الحنابلة".

 

حكم الشرع في أخذ الوجه بالفتلة

ورد سؤال للدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، من شاب يعمل حلَّاقًا، ويسأل عن حكم حلق اللحية وأخذ الوجه بالفتلة، موضحا أن أكثر زبائن المحل يحلقون الذقن ويصرون على أخذ الوجه بالفتلة، وليس له عمل آخر غير هذه الصنعة، علمًا بأنه هو الذي يعول بيته وإخوته.

أجاب الدكتور علي جمعة، أن حلق اللحية وأخذ الوجه بالفتلة محل خلاف بين الفقهاء، وما دام الأمر كذلك فلا حرج عليك في حلاقتك اللحية وأخذ الوجه بالفتلة لمن طلب منك ذلك، ما دمت تقلد من أجاز ذلك من العلماء.