الصدق.. كنزك الذي لا يخبو

يقول الكاتب اللاتيني الشهير باولو كويلو في روايته الأشهر "الخيميائي" إن "تذكر أنه أينما كان قلبك، هناك ستجد كنزك الخاص"، بينما ترى الكاتبة فيرجيينا وولف أن الصدق يعنى أنه "إذا كنت لا تقول الحقيقة عن نفسك، فإنه لا يمكنك أن تقولها عن الآخرين".  فلا خلاف أن الصدق يعني الشرف والنزاهة والاستقامة، ورفض الكذب والسرقة والخداع بأي شكل من الأشكال.

فالصدق صفة من صفات المؤمن القوي لأن الشخص الصادق دائما ما يكون قويا ولديه ثقة فى نفسه على عكس الشخص الكاذب الخائن للأمانة، فالأمانة مرتبطة بالصدق وبكل شئ، وهى خلق جميل وحميد يرتبط بالصدق وكلتا الصفاتان من صفات الرسول صلى الله عليه وسلم فكان محل ثقة واحترام الجميع حتى من الأعداء.

وللصدق صور وأشكال كثيرة أهمها، الصدق فى النوايا، فالأعمال التى نؤديها يجب أن تكون خالصة لوجه الله تعالى وتكون بعيدة كل البعد عن الكذب والرياء . والصدق فى القول والفعل، ويجب هنا أن يتطابق القول مع الفعل فمن المؤسف أن تقولا ما لا تفعل.
فعندما تقول يجب أن تفعل بدون كذب أو تحريف وتزييف الحقائق لأن لسانك الصادق دليل على أخلاقك الحميدة .

كما أن لسان الإنسان كفيل بأن يؤدى بصاحبة إلى النار فى حالة القول الكذب.
قال تعالى فى سورة البقرة : بسم الله الرحمن الرحيم (والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين فى البأساء والضراء وحين البأس أولئك هم الذين صدقوا وأولئك هم المتقون)..  (وأوفوا بعهدى أوف بعهدكم وإياى فارهبون).

وعن عائشة رضى الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن خيار عُبَّاد الله الموفون المطيبون ) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .

والأمانة المكمل الحقيقى للصدق فالشخص الصادق دائما ما يكون أمين فى كل أمور الحياة. وللأمانة وجوة كثيرة، فالدين فى حد ذاته أمانة يجب على كل إنسان أن يلتزم بأوامرة ويبتعد عن نواهيه. والسر أمانة من أهم الأمانات فالله يسامح فى حقه ولا يسامح فى حق العباد فيجب أن نحفظ السر ولا يجوز أن نفشى الأسرار أو نتناقلها بين الناس.

وهناك أمانة الأولاد، فالأبناء وهم أجمل أمانة وأعظم نعمة أنعم الله عز وجل بها علينا فيجب أن نحافظ على هذه النعمة العظيمة وأن نربى أبنائنا تربية صحيحة سليمة تتوافق مع ديننا الحنيف وأوامر الله سبحانه وتعالى.  وهناك أمانة المال، وهنا لا أَجِد ما أقوله فى أمانة المال بالرغم من تعرضى للخيانة من أشخاص كانت مقربة فلا أجد أجمل و لا أصدق من كلام الله سبحانه وتعالى: 
( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى اَهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بَصِيرا ) سورة النساء ٥٨ )
( والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون ) المؤمنون ٨)
( يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم و أنتم تعلمون ) سورة الأنفال ٢٧)