الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شد الحزام .. "المواطن" عملة مصر الصامدة في وجه أزمات العالم

غلاء أسعار السلع
غلاء أسعار السلع

"شد الحزام على وسطك غيره مايفيدك .. لابد عن يوم برضه ويعدلها سيدك".. لم تكن كلمات الشاعر بديع خيري، التي كتبها لفنان الشعب سيد درويش وليدة هاجس فني أو خيالات موسيقية، لكنها كانت تتآلف مع واقع حقيقي عاشه الشعب المصري أثناء ثورة 1919.

الأغنية التي عُرفت واشتهرت بأغنية الشيالين، رافقت أحداث تاريخية للشعب المصري على مدار تاريخه وعصوره، وكانت عنوانًا لمعركة اقتصادية بطلها المصريين مع كل أزمة عارضة تواجهها البلاد.

الليلة والبارحة 

وما أشبه اليوم بالبارحة، حيث يدخل العالم نفقًا مظلما لا تبدو منه حتى الآن أي ملامح للايام القادمة، بسبب الحرب الروسية على اوكرانيا والتي جلبت معها تحالفات دولية متصارعة عسكريًا على أرض أوكرانيا واقتصاديًا في كل انحاء العالم.

وعلى أثر هذه المعركة، ارتفعت أسعار السلع الاستراتيجية حول العالم ومنها النفط والغاز والذهب والقمح، وتعرقلت حركة الشحن وأثرت على الاستيراد مما تسبب في زيادة أسعار بعض السلع الاخرى.

وعبرت أغنية الشيالين عن نفس المعنى من خلال كلماتها التي كُتبت منذ قرن مضى، عندما غنى سيد درويش: "حقولك إيه وأعيد لك إيه كله له آخر .. دى خبطة جامدة وجت على عينك ياتاجر .. ياوحستك دلوقت لاوارد ولاصادر .. يحلها ألفين حلال ربك قادر"

ثورة 1919 

بدأ الشعب المصري معركة شد الحزام، او ما يسمى بالاقتصاد في الاستهلاك والتقشف المؤقت خلال ثورة عام 1919 ضد المحتل الإنجليزي.

وعانى الشعب المصري خلال تلك الفترة من اضطهاد شعبي واقتصادي من جانب المحتل، وكان لزامًا عليه ان يضحي ببعض الترف ويتقبل عقوبات وتعسفات الإنجليز في سبيل نجاح ثورته وإيصال صوته للعالم.

واعتبرت ثورة الشعب المصري عام 1919 النموذج الحقيقي للثورات لأنها أحدثت تآلفا في روح الشعب المصري منذ ثورة عرابي.

عبد الناصر يهدد أمريكا بـ شد الحزام 

في أعقاب إلغاء الملكية بعد ثورة 1952 كانت مصر تمر من عنق زجاجة نحو الجمهورية الأولى، وكانت تعاني من ظروف اقتصادية حالكة لم يخفيها الرئيس جمال عبد الناصر عن المصريين.

وفي احد خطاباته رد جمال عبد الناصر على مراوغة أمريكا له بقطع المعونة المفروضة جبرًا عليها إلى مصر، بأن الشعب المصري على استعداد لأن لا يشرب "كوباية الشاي" من أجل توفير ثمن المعونة. 

معركة شد الحزام وحرب أكتوبر 

كانت الفترة الأعظم في تاريخ مصر الحديث على الرغم من سوء الحالة الاقتصادية، لكن الشعب المصري وقواته المسلحة.

وكان اقتصاد الحرب مختلفًا في مصر، حيث تحملت الفئات المصرية ظروف اقتصادية وشح في السلع فرضتها حرب الاستنزاف، لكن الشعب المصري لم يتأفف من ذلك وكان بطلًا شريكًا في انتصار اكتوبر.

وفي تلك الأثناء طلب الرئيس محمد انور السادات من الشعب المصري صراحة بـ شد الحزام لتجاوز تلك الفترة.